فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ نَهتم بأدَق تفاصِيل أطفَالنا | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
أطفالنا.. والألفاظ النابية!
أطفالنا.. والألفاظ النابية!
تهاني السالم أ. نسرين العواد: 80% من الأطفال في سن المدرسة يتعرَّضون للألفاظ السيئة من زملائهم. أ. صالح التويجري: يجب أخذ الموضوع ببساطة، وعدمُ تعنيفه إن كان لا يدرك مضمونها. أ. سحر المصري: على الأهل الإبقاء على اتّزانهم وهدوئهم، حين معالجة السلوك السيئ لأطفالهم؛ لئلا يخرجوا من دائرة العلاج إلى دائرة رد الفعل. • • • • • فجأةً، ودون سابق إنذار، تَخرُج من أطفالنا ألفاظ، تُشعِرنا بالخجل أمام أهلنا وأقاربنا ومجتمعنا، وتُزمْجِر الأم، ويغضب الأب، ويتم معاقبة الطفل على هذا اللفظ البذيء، ويحتار الأبوان: من أين اكتسب هذا الطفل هذه الألفاظ؟! وكيف نتعامل معه حين يقولها؟! خاصةً إن أصرَّ على قولها؛ عنادًا للأهل. "الألوكة" طرحت هذه المشكلة السلوكية لدى أبنائنا، التي يشتكي منها الكثير من الآباء، ويُحمِّلون المدرسة، أو المجتمع، أو الإعلام، أو غيرها سببَ تداوُلِ هذه الألفاظ بين أبنائهم. فمن أين يكتسب الأطفال هذه الألفاظ؟ وما التعامل الأنسب، حينما يَتَحَدَّث طفل بلفظ بذيء؟ وما سُبلُ الوقاية؛ لئلا يكتسب أطفالنا هذه الألفاظ؟ وغيرها من الأسئلة التي طرحناها على المختصين. فإلى ثنايا هذه التحقيق... البيئة لها دور بدايةً، مع أ. نسرين العواد، الباحثة الاجتماعية، التي تؤكد أن للبيئة دورًا في اكتساب الأطفال هذه الألفاظَ النابيَةَ، بقولها: "لا شك أن الأسرة تُعتَبر المؤثرَ الأول في حياة الطفل؛ فمنها يتعلم اللغة، ويتشرَّب القيم الثقافية والاجتماعية، وعندما يصبح الطفل في المراحل الأولى من الاعتماد على الذات، بعد أن يستطيع المشيَ والتَّواصُل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة، يبدأ باكتساب عادات سلوكية جديدة، قد تكون دخيلة على الأسرة، ويبدأ بتقليد الألفاظ والكلمات التي يرددها الآخرون بشكل أعمى، دون وعي بمعانيها. وتشكِّل الألفاظ النابية أحدَ مكتسبات الطفل من بيئته المحيطة، لكنَّها من الأمور السلبية المؤرِّقة للأسرة، والتي تَستَهجن بدورها هذه الألفاظَ، مُحاوِلةً تخليصَه منها، وتُعتَبر القدوةُ السيئة بالأسرة، والمخالطةُ الفاسدة في الشارع، والمدرسة، ووسائلِ الإعلام - أهمَّ مصادرِ اكتساب هذه الألفاظ. وقد بينت إحدى الدراسات ألأوروبية: أن 80% من الأطفال في سنِّ المدرسة، يتعرضون للألفاظ السيئة من زملائهم؛ كالسخرية بشكل مباشر، والإهانات الكلامية، أو التهديد بالضرب". تعامل الأهل مع الألفاظ البذيئة ثم تُضيف أ. نسرين العواد، فتقول: "وليس أحرَجَ على الأبوين، وأحزَن على قلبَيْهما، من أن يتلفَّظ ابنُهما بألفاظ بذيئة أمامهما، أو أمام الغرباء، فيشعُرانِ بالحرج، وتكون ردَّةُ فعلهم الغضبَ، ولكن: ماذا بمقدور الوالدين أن يعملوا في هذه الحالة؟ في البدء، لا بد من معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك؛ حيث إنَّه يُمثِّل نصف العلاج: - فإن كان من الأسرة، فعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة؛ فالأسرة هي المؤثر الأول. - إذا كان مصدر الكلام البذيء هو أحدَ الأقران، ولأوَّل مرَّة، فيُعْزل عنه فترةً مؤقَّتة، وفي نفس الوقت يُغَذَّى الطفل بالكلام الطيب، كبديل عن هذه الألفاظ، ويُحذَّر من الكلام السيئ؛ حتى يَترُكه، وإذا عاد للاختلاط، فإنه سيكون موجِّهًا ومُرشِدًا للطفل الآخر. - أمَّا إذا كانت الكلمات البذيئة قد تأصَّلت عند الطفل، فيُسْتَخدم معه أساليب الثواب والعقاب. - إحلال السلوك القويم محلَّ السلوك المرفوض، ويكون ذلك بالبحث عن مصدر وجود الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل؛ إذ إن الطفل جهازُ محاكاة للبيئة امحيطة، فهذه الألفاظ التي يقذفها هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة: الأسرة، الجيران، الأقران، الحضانة. - الإدراك أن طبيعة تغيير أيِّ سلوكٍ هي طبيعة تدريجيَّة؛ فلا نتوقع أن يتخلَّص الطفل من هذه الألفاظ بسرعة، لكن المهمَّ التدخلُ بشكل سريع عند ظهور هذا السلوك قبل تفاقُمِه، إضافة إلى التحلِّي بالصبر والهدوء في علاج الأمر. - مكافأة الطفل بالمدح والتَّشْجِيع، عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السويَّة. - إن لم يستَجِب الطفل بعد 4 أو 5 مرَّات من التنبيه، فلا بد من المعاقبة بالحرمان من شيء يحبُّه. - تعليم الطفل نوعَ الكلام الذي تحبُّه كأبٍ، وتقدره، ويُعجِبُك سَمَاعه على لسانه، أبْدِ إعجابَك به كلما سَمِعْتَه منه، وعبِّر عن ذلك الإعجاب بمثل: 1- "يُعجِبُني كلامُك الهادئ هذا". 2- "هَذَا جَمِيلٌ منك". - تجنَّبْ كَلِمَاتٍ مثل: 1- "أنت غبِيٌّ، كسلانُ، ولا تصلح لشيء". 2- كلمات السبِّ واللَّعن. 3- مناداته بأسماء الحيوانات، حتى لو كانت على سبيل الفكاهة. فيوجد بلغتنا العربية آلافُ الكلمات الإيجابية، التي يمكن استخدامها كبديل. على الآباء ثم تسترسل أ. العواد في حديثها للآباء؛ فتقول: "وفي اللحظات التي تحدث فيها هذه الألفاظ، عَلَى الوالدَينِ أن تكون رُدُودُ فعلِهما كما يلي: - عدم الضحك من الكلام الذي أطلقه الطفل؛ فالضحك يدفعه إلى التكرار؛ لأن التهريج في هذا العمر يريحه، كما أن الحشمة لا تعنيه. - قد يكون التجاهُل في البدء خيرَ علاج، خصوصًا لأطفالٍ من (2 إلى 4) سنوات، إذا لم تؤثر هذه الألفاظ على الآخرين، ولم تجرح مشاعِرَهم؛ إذ قد يكون الطفل ممن يُحبُّون استثارة الوالدين، ولَفْتَ أنظارهم، فيفرح بذلك، ويصرُّ على هذه الكلمات عند غضبهم، وكأنه حقق هدَفَه. - الحرمان الفوري من تعزيز إيجابيٍّ يحبُّه الطفل، حتى لو كان الحرمانَ من المديح أو الابتسام، فالْمُهم أن تُظهر الأسرة رفضها لهذا السلوك. - تعليمه ألفاظًا طيبة بديلة عمَّا قاله، وشرح الموقف الذي حصل معه، وتعليمه رد الفعل المناسب، الذي كان عليه اتخاذه. - تَوضِيحُ عواقب الألفاظ التي قام بها، وأنها ليست من أخلاق ديننا الإسلامي، وبيان فضائل الخلق الحسن. - قد يطلب من الطفل أحيانًا غسل فمِه بالماء والصابون، بَعْدَ التلفُّظ بالكلمات النابية؛ تَعبِيرًا عن تنظيف لِسَانه من هذه الألفاظ. - إظهَار رَفْض الوالدين واستيائهما لهذا السلوك، وذمه علنيًّا، وَقَد تكون إيماءَةٌ بسيطة من الأب أو تعابير وجه الأم - كفيلةً بالتعبير عن الغضب لهذا السلوك. - طَلَب الاعتذار منه، كلَّما تلفظ بكلمة بذيئة، ولا بد من توقع أن سلوك الأسف سيكون صعبًا في بادئ الأمر على الصغير، فتتم مقاطعته حتى يعتذر، وينال هذا الأمر بنوع من الحزم والثبات والاستمرارية". الوقاية من المشكلة وتؤكد أ. نسرين: أن الوقاية من المشكلة بالتعامل الحسن، فتقول: "يبقى الأساس في الوقاية من هذه الظاهرة هو المعاملة الحسنة للطفل من قِبَل والديه، واستعمال اللغة ذات الأثر الطيِّب في نفسه؛ مثل كلمات: "شكرًا"، و"من فضلك"، و"لو سمحت"، و"أتسمَّح"، و"أعتذر"، وضرورة التأكد أن اللفظ الذي يستخدمه فعلاً غير لائق؛ لكي يتم توجيهُه لعدم استخدامه، وليس مجرد طريقة التلفُّظ هي المرفوضة، علمًا بأن هناك الكثيرَ من الأطفال، الذين يتفوَّهون بكلمات لا يعرفون أنها بذيئة، مع مراقبة اللغة المتداولة في محيطه الاجتماعي، والتعرُّف على مصدر هذه الألفاظ، وعزله عن مستخدميها. ولْيعلم الوالدان أن التربية الصارمة، والقائمة الطويلة من الممنوعات - قد تكون سببًا في ظهور هذه المشكلة، الأمر الذي يحتم تفهُّم احتياجات الطفل، وخلق الثقة والصراحة بينه وبين والديه، كأسلوب تنشئة سليم، يجنبه الوقوع في هذه الألفاظ". أطفالنا كالإِسْفَنْجِ ومن ناحية أخرى، يشاركنا الرأي أ. صالح التويجري، المستشار الأسري، بقوله: "لا شك أن الأطفال كالإِسْفَنْجَةِ، يتلقَّون ما يسمعون من مجتمعهم القريب؛ كأبناء عمتهم، وخالتهم، ونحو ذلك، ما داموا في سنٍّ مبكرةٍ، وبعد ذلك من مشاهداتهم في التلفاز، أو السوني، أو نحوها، ولمَّا يتقدَّم بهم السنُّ، ويدخلون المدرسة، تبدأ المعاناة الفعلية لدى العديد من البيوت؛ حيث يلتقون بزملائهم من ثقافات مختلفة، ويسمعون ألفاظًا نابيَةً، يتفاخَرُون بِمُخالفة المعهود في كثير من الأحيَان، والخروج عن المألوف، ويستَمتِعون بذلك، وفي ظنِّي: أن التشديد على الطفل وقمعه ليس حلاً ناجعًا، وإنَّما أَخْذُ الموضوع ببساطة، وعدم تعنيفه؛ إن كان لا يُدرِك مضمونها، أمَّا إن كان يدرك مضمونَها، فيُشدَّد عليه، ورأيي: أنَّه يُبنَى في الطفل مراقبَةُ الله؛ للقَضَاء على مثل هذه الظواهر، ونَستَطِيعُ اتِّقاء ظهور مثل هذه المشكلة في الجيل القادم، بتصميم برامِج وألعاب تحوِي العبارات الجيدة، وتصميم أفلام الأطفال التي تحوِي كلمات لطيفة". الفطرة السليمة ومن جهة أخرى تؤكد أ. سحر المصري، مديرة جمعية "مودة للإرشاد الأسري"، في طرابلس، أن الفطرة السليمة هي التي تُشكل أخلاق الطفل؛ فتقول: "كلُّ إناء بما فيه ينضح" مَثَلٌ نردِّده دائمًا، حين يصدر ما يُسيءُ مِن شخصٍ ما؛ لنرمز إلى أن هذه الأقوالَ والسلوكياتِ إنما هي نتيجة المخزون الفكري والخُلُقي لدى هذا الشخص، ولئن كان المولود يولَد على الفطرة؛ كما أكّد الحبيب - عليه الصلاة والسلام - فمَن ذا الذي يتسبَّب في انحراف أخلاقه وبالتالي تصرفاته؟! لا شك أن هناك عواملَ كثيرَةً تُساهِم في هذا الأمر، وأوَّلها الأهلُ؛ حيث إنهم المسؤولون ابتداءً عن تربية وتهذيب أبنائهم، ثم تصحيحِ مسارهم إن هم أخطؤوا، فمن الأمور المعيبة اجتماعيًّا أن يتلفَّظ الأطفال بكلماتٍ سيئةٍ، غيرِ مقبولة دينيًّا أو اجتماعيًّا، ولكن دعونا نقف على بعض الأمور المتعلِّقة بهذا الموضوع: - كيف يكتسب الأطفال الألفاظ النابية؟ - كيف نستطيع ردع الأطفال عن التلفُّظ بها؟ - كيف نتّقي ظهور مثل هذه المشكلة؟" مصادر تلقى الأطفال ثم تُردف أ. المصري، قائلةً: "لا شك أن هناك مصادرَ، يَستَقِي منها الطفل مفرداته، وأهمها: * الأهل في البيت: وهذا يُعتَبَر المصدر ، خاصة في السنين الأولى من عمر الطفل؛ حيث يردِّد الكثير من المفردات، دون وعيٍ منه عن معاني هذه الكلمات، فحين يسمع والِدَيه يتلفَّظان بكلمات يردِّدها تلقائيًّا. * المحيط الاجتماعي: وقد يستقي مفرداته من الأقارب، والأصدقاء، والعائلة، أو الجيران حين يحتكُّ بهم الطفل؛ فيتعلم منهم بعض الألفاظ. * الحضانة ثم المدرسة: فلهذه الأماكن تأثير مباشر على لغة الطفل؛ لأنه يحتك بالأطفال فيها، ويتعامل معهم، ويتعلَّم منهم. * الإعلام: ولعلَّه الأخطر؛ نتيجةَ انكباب الأطفال على متابعة البرامج التلفازية، والتي تذخَر بالألفاظ السيئة، حتى في تلك البرامج المخصَّصة للأطفال، مع أنهم عادةً لا يعكفون عليها فقط، وإنما يتعدَّون ذلك إلى البرامج الأُخرى المخصَّصة للكبار، في ظل غياب مراقبة الأهل، وانشغالهم عن أطفالهم بمسؤوليَّاتهم الأُخرى، وهنا يكمن خطرُ استقاء الطفل لهذه الألفاظ غير المقبولة، وربما أيضًا القِيَمِ الغريبة عن ديننا ومجتمعاتنا. وقد يضيف البعض مصادر أُخرى؛ كالخادمة، أو السائق، أو الشارع والحدائق؛ حيث يمكن أن يتلقَّى الطفل منهم بعض الألفاظ السيئة أيضًا. فحين يسمع الطفل لفظًا ما، من أبيه، أو أمه، أو من المصادر الأُخرى، وهو بعدُ صغير، لا يملك مفاهيم هذه الألفاظ، بين (3 و5) سنوات، فقد يردِّدها؛ كتقليد، أو ليُسعِد أهله باقتباس كلمات منهم، وبذلك يكون ترداده لها للَفْت الانتباه إليه، خاصة إن كان قد تابع وقْع هذه الألفاظ على مَن حوله، حين سمعها أولاً من الكبار، فيقوم بتقليدهم؛ ليُحدِث نفس التأثير هو الآخر، ولكن يختلف الوضع حين يكون كبيرًا، خاصة إن تعدَّى الست سنوات، فهو يعي المفاهيم، وحين يردِّدها لا يقولها فقط لِلَفْت الانتباه إليه، وإنما لإثارة غضب وحفيظة الأهل، واستفزازهم حينما لم يستجيبوا لمطالبه، أو يهتموا به، أو ربما يكون ذلك لمجرد الإيذاء، ولكلٍّ منهم طرقًا في المعالجة". اعتقاد خاطئ ثم تنتقد أ. سحر المصري الربطَ بين الوضع الاجتماعي والانحراف الأخلاقي، فتقول: "وقد يعتقد البعض أن هناك علاقةً بين الوضع الاجتماعي للعائلة وبين التلفُّظ بالكلمات النابية، فيَتصوَّر أن الفقر هو سبب مباشر للأخلاق الوضيعة، وهذا بالطبع مقياس خاطئ، ولا يمكن ربط الوضع المادي بالأخلاق أبدًا، فانعدام التربية منذ الصِغر، وعدم متابعة الأهل لسلوكيَّات أبنائهم، وتركهم فريسة سهلة للمجتمع ومؤثِّراته تنهش بهم - هو العامل الأساس لتردِّي مستواهم الخُلُقي". المعالجة تتطلب وتُوضح أ. المصري سبل معالجة هذه الألفاظ النابية لدى الأطفال بقولها: "ولمعالجة هذه الظاهرة، وردع الأطفال عن التلفظ بالسباب، والشتائم، وغيرها من المفردات غير المقبولة، فيمكن انتهاج الآتي: يجب - أولاً - تحديد المصدر الذي يستقي منه الطفل هذه اللغة المرفوضة، ولربما استغرق هذا الأمر بعض الوقت، ولا بأس بذلك، طالما أن المراقبة ستؤدي إلى تحديد دقيق للمصدر، فإن حَدَث، وتم تحديده، فعلى الأهل اتّخاذ الخطوات المناسِبة؛ لمعالجة الموضوع، ومن أهمها: - شرح الألفاظ السيئة، إن كان الطفل لا يعرف معانيَها، وإخباره أن هذه الكلمات لا يجب أن يتلفظ بها؛ لأنها غير مقبولة، وتؤذي الآخرين، الذين سيبتعدون عنه؛ نتيجة هذه الألفاظ. - تحذير مَن يستطيع الأهل الوصول إليهم؛كالخدم والسائقين: أن لا يتلفَّظوا بهذه الألفاظ أمام الأطفال. - عدم معاقبة الطفل جسديًّا إن أصرَّ على قولها؛ لأنه بذلك سيُصرُّ أكثرَ عليها، وإنما التفتيش عن سبب هذا الإصرار، وفتح قناة اتصال مع الطفل؛ ليتم التفاهم بينه وبين الأهل. - عدم التعرُّض لشخص الطفل بالإهانة، والتأكيد على أن الخطأ هو في القول، وليس في الشخص؛ حتى لا يفقد قبوله لذاته وتقديرَه لها. - تجنب الرسائل السلبية في عملية تصحيح مسارهم. - إعطاء الأهل لطفلهم نموذجًا عن القدوة الصالحة، وعدم تلفظهم نهائيًّا بهذه الألفاظ، فيُعتَبَر الوالِدان المبرمِجَ الأساسَ لسلوك الطفل. - عدم تشجيع الطفل، والضحكِ أمامه، حين يتكلم بألفاظ غير مقبولة، مهما كان عمره. - اتباع وسيلة التربية بالقصص الهادفة؛ لترسيخ القِيَم والسلوكيات الصحيحة عندهم. - التأكيد على تشجيع العادات والسلوكيات الحسنة، وعدم التركيز فقط على العادات السيئة. - الثناء على التحسُّن الذي يُظهِره الطفل، إن خفَّف من استعمال الألفاظ النابية؛ لتحفيزه على بذل جهد أكبر للتحسن. - قطع علاقة الطفل بالمصادر، التي يستقي منها هذه الألفاظ إن أمكن. - محاولة تغيير اللفظ بعد صدوره، وإعطاء لفظ آخر مقبول. - أحيانًا يكون التجاهُل هو أنجع الحلول؛ لأنه لن يتشجَّع لإعادة التلفظ به. التعامل مع الطفل ابتداء من 5 سنوات وتُضيف أ. سحر: طريقة التعامل مع الأطفال، ابتداءً من سِنِّ الخامسة؛ فتقول: "إن كان الطفل كبيرًا، ولديه القدرة على استيعاب ما يدور حوله، ابتداءً من 5سنوات، فيمكنكم كأهلٍ أن: - توضِّحوا له أن المسلم خلوق، وأن هذه الألفاظ تؤدِّي إلى غضب الله - جل وعلا. - تعقِدوا جلساتٍ بينكم وبينه؛ لتحديد: ما المقبول، وما المرفوض اجتماعيًّا، خاصةً في مجال الألفاظ؟ - تناقشوا معه سبل التخلص من عادة الكلام غير الجيد. - تخيِّروه بين أنواع العقاب، التي عليكم تطبيقها في حال لم يَنْتَهِ عن هذه العادة. - تُصَحِّحُوا له العقلية والنفسية؛ حتى لا تكون استجابته لرغباتكم في الانتهاء عن استخدام هذه الألفاظ بدون وعْيٍ كامِلٍ، فيَعود إليها. - تحاولوا تعريفَه على أطفال معروفين بالصلاح والخُلُق، وتقريبَه منهم؛ ليساعده ذلك على تعديل سلوكه. - تتواصلوا مع إدارة المدرسة؛ لتتكامل الجهود في محاولة الإصلاح. - تتأكدوا أن الطفل لا يعاني من مرض "التوريت"؛ حيث لا يستطيع المريض التحكم بما يتلفَّظ به من كلمات نابيَة. - تُخبِروه أن من قوانين البيت عدم التلفُّظ بهذه الكلمات، وأنه ملزَم بهذه القوانين، ولا تسامُح في خرقها. - تساعدوه على التعبير عن غضبه أو استيائه بطريقة أفضل، وبدون كلمات نابية، إن كان يستعملها عند الغضب. - تقطعوا كل علاقة له برفقاء السوء؛ فقد يكون تلفظه بهذه الكلمات؛ محاولة منه للاندماج معهم، وقبولهم به ضمن الفريق. - تَتلُوا على مسامعهم الآيات والأحاديث، التي تحثُّ على حسن الخلُق، مثلُ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، و((سباب المسلم فسوق))، و((وهل يُكَبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم))، و((ليس المسلم بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء))، وغيرها. - تبيِّنوا لهم فضائل حُسْن الخلُق في الإسلام، وأنه ما من شيء في الميزان أثقل من خلُق حسَن. - تُكثِروا من الدعاء لهم: اللهمَّ، كما حسَّنت خَلْقَهم، فأحسِن خُلُقهم". التربية هي الوقاية ثم تُبَيِّنُ أ. المصري: أن التربية هي أساس الوقاية من هذه المشكلة؛ فتقول: "أما كيف نتَّقي ظهور مثل هذه المشكلة، فهنا بيت القصيد؛ إذ من الضروري اعتماد مبدأ "الوقاية خيرٌ من العلاج"، والإسلام أرشدنا إلى ضرورة التربية منذ الصِغَر، حين يكون الطفل كالعجينة يتم تشكيلها بسهولة، ويتميَّز بالفطرية، وسرعةِ الاستجابة للأهل. والتربيةُ الأخلاقية والأدبُ من أهم الأمور، التي يجب أن يُعْنَى الأهل بغرسها في أطفالهم، فينشؤون على ما تعوَّدوا عليه؛ وبالتالي: تكون سلوكيَّاتهم نتيجة طبيعية لما تربَّوا عليه من آداب وقِيَم. وفي أولى سَنَوات الطفل، قد لا يستطيع إدرَاك المفاهيم المجرَّدة؛ كالدين، والحلال، والحرام، ولكن الأهل يُوضحون له: ما المقبول؟ وما الخطأ؟ عن طريق تربيته، وحين يشتد عُودُه، ويبدأ أفُقُه بالاتِّساع، حِينَها يكون على الأهل ربطه بالله - جلَّ وعلا - وزرع بذور مراقبَتِه له طَوَال الوَقْت، فَيَنْشأ عَلَى مَبْدَأ: "الله ناظري، الله شاهِدِي، الله مطَّلِعٌ عليَّ"؛ وفي الحديث الذي رواه الترمذي، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال: ((يا غلامُ، إنِّي أُعَلِّمُك كلمات: احفظ الله يحفَظْك..)) إلى آخر الحديث؛ فإن الرسولَ- صلى الله عليه وسلم - توجَّه بهذه الكلمات لغلام، وليس لرجل، فهذه لفتة نبويَّة مباركة إلى ضرورة تولِّي الصغار بالعناية والتربية، وربطهم بالله - جل وعلا - فالفضائل الأخلاقية هي ثمرة طبيعية للإيمان بالله -جل وعلا - وإنَّما أُرسِل الحبيب - عليه الصلاة والسلام - ليتمِّم مَكارِمَ الأخلاقِ. فحِينَ يتربَّى الطفل على حب الله -جل وعلا - وحبِّ رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى شرع الله القويم - يُصبِح تَوجِيهُه أسهل على الوالدين؛ لأنه سيَكْفِيهِما أن يقولا له: "إنَّ الله - جلَّ في علاه - لا يرضى عن هذا الخُلُقِ"؛ ليَنْتَهِيَ عنه ولا يعُود، حتى وإن غاب الوالدان؛ لأنَّهما زرعا الوازِعَ الديني في طفلهما، بل إنه بالتربية الدينية الصحيحة يُقبِل بنفسه على الخير، ويتلقَّف كل الأوامر الدينية والنواهي بشغف وانصياع". نصائح مهمَّة للأهل ثم تؤكد أ. المصري على: أهمية اتزان الأهل أمام طفلهم؛ فتقول: "يجب على الأهل الإبقاء على اتّزانهم وهدوئهم، حين معالجة السلوك السيئ لأطفالهم؛ لئلا يخرجوا من دائرة العلاج إلى دائرة ردِّ الفعل، وبذلك لن يصلوا إلى نتيجة إيجابية مع أطفالهم، ومن المهم أيضًا التفكير في غايات الطفل في إساءته، ودوافعه في انتهاج هذا السلوك غير المقبول، وقد يُنصَح الأهل بالتَّصرُّف بطريقة مخالِفة لِما يَتَوَقَّع الطفل؛ حتى لا يكرِّر نَفْسَ السُّلوك المنهِي عنه، وفي حالتنا هنا التلفظ بالكلمات النابية، ولكلِّ طفلٍ مفتاحه الخاص، فعلى الأهل اكتشاف الطريقة المثلى؛ للتعامل مع كل طفل، بناءً على طبيعة شخصيته، ونفسيته، وصفاته. كما أنَّ على الأهل بناءَ جسور تواصل مع الأبناء، وعدمَ انتظار وقوع المشاكل؛ للبحث عنها، ومن ذلك: 1- قضاء الوقت معهم. 2- والإنصات إليهم. 3- وإشعارهم بالاهتمام، والحنان، والأمان، وأنهم دائمًا على استعداد لتأييدهم ودعمهم. 4- وكذلك فتح نَفَق إلى قلوبهم؛ لمعرفة مشاعرهم، وترسيخ لغة الحوار الأسري. 5- وأيضًا إيجاد قنوات اتصال بين الأهل والأولاد، بصفة يومية. (تعليق الألوكة): تنبيه هام على قول الأستاذة سحر المصري في مسألة شرح الألفاظ السيئة: هناك بعض الألفاظ السيئة التي لا يمكن شرحها للطفل؛ لتضمُّنها من المعاني ما لا يسوغ ذكره إلا في مرحلة عُمْريَّة معينة، فيُكتفى حينئذٍ بتنفير الطفل منها لشناعتها. وأحيانًا يكون الطفل غير قادرٍ أصلاً على استيعاب مضمون بعض الألفاظ القبيحة؛ لافتقار مخزونه العقلي إلى معرفة مقدِّماتها الممهِّدة لها.. ونحو ذلك. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 0 | |
لا توجد هنالك أسماء لعرضها. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاضرار الناتجة عن شرب الماء فور الافطار . | ندى | -•||الصحة والطب والسلامة المهنية •|| | 11 | 05-30-2020 07:37 PM |
عالج السموم الناتجة عن التلوث بالتمر | السوسن | -•||الصحة والطب والسلامة المهنية •|| | 2 | 05-10-2016 11:31 AM |
أطفالنا على الفطرة | تليدية | ✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ | 5 | 03-04-2016 08:40 AM |
ابناونا والكلمات النابية. | الهوى الغايب | ✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ | 3 | 01-15-2012 09:20 PM |
خطر يهدد أطفالنا (سبونج بوب) | جريح الصمت | ✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ | 7 | 10-03-2011 10:48 AM |