قصة وافق شن طبقة هو مثل يقال لشخصين اتفقا في الرأي والفكر، وقصته تدور حول شخصين تصاحبا في سفر، وكان أحدهما يدعى شنًا، فسأل شن صديقه في الطريق فقال له: أتحملني أم أحملك؟ فاستغرب صاحبه هذا السؤال ولم يجبه، وأكملوا طريقهما، فمروا على زرع لأناس، فسأل شن صاحبه: أَأُكل هذا الزرع أم لم يؤكل؟ فنظر إليه صاحبه باستغراب ولم يجبه، ثم ساروا في الطريق فوجدوا أناسًا يحملون جنازة، فسأل شن صاحبه: يا تُرى أحيٌّ صاحب النعش أم ميت؟ فتعجب صديقه كل العجب، وسكت حتى وصلا إلى البلدة التي يسكن فيها الرجل المصاحب لشن. فدعاه للعشاء عنده في المنزل، ولما دخل الرجل إلى بيته ذهب لابنته؛ ليطلب منها أن تعد طعامًا لهما، وأخبرها أن هذا الرجل يسأل أسئلة غريبة وبدون معنى، وحكى القصة لابنته، فعرفت ابنته معنى أسئلة شن، فقالت لأبيها: يقصد تحملني أم أحملك: أي تحدثني أم أحدثك حتى ننسى تعب السفر، وأما الزرع فيقصد هل باعه صاحبه وقبض ثمنه أم لم يقبض ثمنه بعد، وأما الجنازة فكان يسأل هل ترك الرجل أولادًا من بعده أم لم يترك؟ فلما جهزت العشاء، قال الرجل لشن سأخبرك بإجابة أسئلتك، فلما أخبره بها، قال له شن: من أخبرك؟ فقال الرجل ابنتي طبقة، فخطبها شن وتزوجها، فأصبحوا مضربًا للمثل عند العرب، فيقولون لمن توافقا في الرأي: وافق شنٌ طبقة.