08-18-2010
|
|
سلوك الصائمين (2)
سلوكيات خاطئة يقع فيها البعض
مقدمة
يقع بعض الصائمين في الخطأ نتيجة لعدم التفقه في دين الله تعالى بما فيه الكفاية، فكثير منهم لا يعرف ما يفطر صومه ولا ما يجرحه ولا ما يفسده، وماذا يسن للصائم، وماذا يجوز له، وماذا يجب عليه وما يحرم عليه؟.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) .. متفق عليه.. فكأن الذي لا يتفقه في الدين ولا يسأل عن أمور دينه ممن لم يرد الله به خيراً
والله سبحانه يقول لعباده: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (43)سورة النحل.. وأهل الذكر هم العلماء، فحق المسلم الذي يريد أن يعبد الله على بصيرة أن يسأل عما يجهله من أمر دينه ويبحث عن العلم ويحرص على التفقه في الدين.
ونظراً للدور الرائد للعمل الصحفي سعينا للتطرق في هذا التحقيق إلى بعض الملحوظات على سبيل المثال لا الحصر لبعض الصائمين، كي يتجنبوها ويحذروها، حفظاً على صومهم صحيحاً تاماً مقبولاً وليحصلوا على الفوائد المرجوة والبركات المتعددة من شهرهم الكريم.
التبرُّم من رمضان
مما يلاحظ على بعض الصائمين: تَبَرُّمُهُم من قدوم شهر رمضان، وتمنيهم سرعة انقضائه فلا تراهم يفرحون بقدومه ولا يخطر ببالهم فضائله وبركاته.. بل يستقبلونه بتوجُّع، وتحسُّر، وكأن الواحد منهم يمن على الله وعلى الناس بالصيام.. وعلّق فضيلته على هذه الحالة بقوله: ومن كانت هذه حاله فتراه سريع الغضب كثير السخط لأدنى سبب، لا يتحمَّل أدنى كلام، أو مفاوضة وإن هذا الصنيع معاكس لحكمة الصيام ومنافٍ لهدي السلف الكرام، فقد كانوا يفرحون بمقدم رمضان علاوة على أنهم يصومون في غير رمضان أياماً في الأسبوع أو أياماً في الشهر يهذبون بها أنفسهم ويتقربون بها إلى ربهم، ويتدربون على أعباء حمل الرسالة وتحقيق الحياة الكريمة الطيبة.
وتساءل فضيلته فأين حال أولئك المتبرمين من الشهر من حال سلفنا الصالح (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (58) (سورة يونس.)
|