قطار حياة1432هـــ

قطار حياة1432هـــ

يمر قطار حياة كل انسان بمحطات عديده منها ما يختارها ومنها مايقف بها مرغماً ومنها مايمر بها مرور الكرام..
ومحطة الفراق هي المحطة الوحيدة التي يتجنبها كل إنسان ومع ذلك يرغم على الوقوف بها فلا تخلو حياة انسان من لحظة وداع وموقف فراق كما لاتخلو من اللقاء فلكل شيء في الحياة وجه ثان لعملته فإذا كان اللقاء هو وجه الموقف الأول فالفراق هو الوجه الثاني لعملتها الذي يفاجئنا لينتزع منا الأحباب وليحرمنا لحظات القرب..
وكما ننتقي أجمل الماسات وأغلاها ينتقي الفراق من جميع البشر أحب الناس إلينا ليحملهم في قافلة رحيله ويمضي بهم ساخراً بدموعنا.. وقد يهون فراق الموت لكن فراق الحياة قاس ومؤلم فالموت ينتزع الروح ويمضي أما الفراق فهو موت لاينتهي..
في الموت تفنى الأجساد وترتاح الأرواح وفي الفراق تمرض الأجساد وتتعذب الأرواح ويظل سوط البعاد يجلدنا وأنين الشوق يؤلمنا ولهفة اللقاء تبكينا والأمل اليائس يردد:
وقد يجمع الله الشتيتين ونجد أنفسنا نتمنى قرب أحبتنا على الحياه بعيداً عنهم ولسان حالنا يردد ..

ودعته وبودي لو يودعني .. صفو الحياة وأني لاأودعه

فما أقسى لحظة غياب أحبائنا عنا فلا يبقى لنا سوى الأنين والبكاء وبارق من الذكريات يلمع في جنح ليالي حزننا فنردد صيحات عهد تشق عنان السماء وتبكي السحب نعاهد بها أحبائنا قائلين..

لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا .. إن طالما غير االنأي المحبين

ليت الفراق يرحمنا .. ليته ينسى عناويننا .. فلا يطرق أبوابنا ويفجعنا برحيل أحبائنا ..


ليته يسمع ويستجيب