ـــــ ج ـــــريحة اليتــــم ـــــــ :+:~

كنت أرى تلك القسمات .. قسمات تعلوها علامات الانكسار والحزن ..



بريق خافت في عينيها .. بريق اختفى في ظل واقع الآلام ..



ابتسامة ذبلت .. وضحكة خنقت .. وعويل جرح اخترق صمت السنين ..



حاولت أن أقترب منها ..حتى ألمس ذلك الجرح .. أن أمسح ذلك الألم .. أداوي جرحها..



حاولت أن ارسم ملامح الفرح على محياها .. هي لم تستجدي مالاً ..!!



ولم تطلب جاهاً .. أو ثراءاً .. إنما كانت تريد عاطفة تملأ أجواء قلبها .. تريد إحساساً بعاصفة المشاعر التي تحس بها ..



نعم إنها كانت تعاني شح المشاعر .. شح العواطف .. شح الإهتمام ..



ألقت بها الظروف على قارعة الطريق .. وعلى هامش مشاعر الغير ..



أو لنقل على هامش أقرب المقربين لها ..



لاذنب إلا أنها فقدت الأب فعاشت اليتم ..



فقدت الجبل الذي تستظل بظله وتعيش في كنفه ..



فبدأت تتقاذفها أيدٍ خلت من الإحساس ..



دمعة سكنت تلك الوجنتين وهي تنظر إلى من هن في نفس سنها يعشن الأمان والحنان ..وهي تعيش الذل والانكسار بين قريب قد أتخذ القسوة صفة له وبين غريب يتخذ الطمع طريقه ..



اقتربت منها .. مسحت على رأسها ..



نظرت إلي نظرة تمنيت أن تقف لحظاتي عند تلك النظرة .. نظرة الفرح ..نظرة من كان يهيم في صحراء جافة وقد أرسلت الشمس أشعتها سيوفاً تخترق جسمه وفجأة مرت سحابة فأمطرت عليه وأنقذته من لهيب الشمس ..



دمعت عيني وعانقتها وقبلها عانق قلبي قلبها وأهديت لها إحساسي وحناني ..