فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
أقوامٌ في موازين الجَور والإنصاف
يا صاحِ،
في أزمنةٍ غابت فيها المروءة وتهاوت فيها قلاع الحياء، ترى أقوامًا يتقلبون في تناقضٍ صارخٍ، كأنما فيهم “وجهان لكل وجهٍ طِلاءُ” ، لا يرضون أن يذوقوا من الكأس الذي يسقون به غيرهم، ولا يتحملون ما يصيبون به سواهم من أذى. أولئك الذين لا يتقبلون من الناس فعلًا، ثم لا يلبثون أن يرتكبوا عينَ الجُرم دون حياءٍ أو وجل، كأنهم أهل السماحة والحُكم، وما الناس عندهم إلا عبيدٌ لأهوائهم. تراهم إذا عوتبوا أو رُدَّ عليهم بما يشبه أفعالهم، اشتعلت فيهم نار الغضب، كأنما سُلِبَ منهم حقٌّ أصيلٌ أو أُخذ منهم ميراثٌ مُستَحق. فأيُّ طبعٍ هذا الذي يجعل من الإنسان أميرًا على غيره، عبدًا لرغباته، لا يطيق الإنصاف ولا العدل؟ وقد قيل في مثل هذا: ومن يجعلِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ يكنْ حمدُهُ ذمًّا عليهِ ويَندَمِ فلا غرابةَ أن ترى هؤلاء يغضبون حين يُعامَلون بما عاملوا به غيرهم، إذ يرون أنفسهم فوق البشر، حُرمةً وقدرًا، يُعطون لأنفسهم ما يمنعونه عن غيرهم، كأنهم رُوَّاد المكرِ والدهاء. فهؤلاء قومٌ غُلبت عليهم شقوتهم، وعمِيَت بصائرهم عن ميزان العدل، فلا يتذكرون قول الشاعر: ولا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلهُ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ فإن كنتَ تأنفُ من فعلٍ يُوجَّه إليك، فلا ترتكبه في حق غيرك. وإن كان العدلُ يحرجك ويؤلمك، فاعلم أن فيك جَوْرًا يوجبُ التأديب. أما من تسلَّحَ بالإنصاف ولم يخفْ، فذلك الأديب الذي لا تناقض في قوله ولا فعله، ولا يبغضه الحقُّ إن أُصيب به كما يُصيب غيره. اللهم يا من تنزهت ذاتك عن الظلم والجور، وتقدست أسماؤك بالعدل والقسط، نسألك يا قاهر المتجبرين وكاشف المستترين، أن تصرف عنا كيد كل مغرورٍ بسلطانه، ومفتونٍ بهواه، ممن ظلموا ولم يرضوا بالعدل، وجاروا ولم يقبلوا الإنصاف. اللهم اجعل لنا من لدنك حصنًا حصينًا يرد عنا أذاهم، ودرعًا متينًا يكفينا شرورهم، وألقِ في قلوبهم رهبةً لا يهنأ بها ظلمهم، وردهم إلى الحق ردًّا جميلاً. اللهم إنك العدل الذي لا يُجار عليه، نسألك أن تذيقهم ما أرادوا لنا من ضيم، وأن تقلب كيدهم في نحورهم، وتنجينا من شرورهم وظلمهم، يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا من أهل الإنصاف والقسطاس المستقيم، ومن عبادك الذين لا يظلمون ولا يُظلمون، برحمتك يا أكرم الأكرمين. آميـن يا رب العالميـن لـي و لكم ———————————————— وليـده من رحم الخذلان ———————————- ميساء و ان بقت فيها حياه
..
|
منذ 3 أسابيع | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: أقوامٌ في موازين الجَور والإنصاف
|
|
|