احتار فيما يسطرُ في وصفِها وأي أحرف ستعبرُ عن عشقِه لها
هل يسميها بدراً يؤنس ليله المُظلم بنوره الأبيض المتلألئ والأنجم من حوله كالدررِ المتناثرة أم يناديها بالشمس التى تبعث بنفسه إشراقة حب وحياة حين ينظر إلى عينيها الواسعتين ويسرح فيهما أو يصفها بالملاك الذي يأخذه بين أجنحته فيَضُمُه برقة وحنان ويحلق به إلى سماوات بعيدة وعوالم خاصة لا يسكنها بشر بل تحيا فيها الورود والياسمين تارةً يترك لقلمه الوصف فينسج من سِحرِها وجمالها خيوطاً وخيوطاً تُسدل على أوراقه الصغيرة وتارة يهيم مع قلِمِه يتسامران سوياً كصديقين يجلسان في آواخر الليل لم يلتقيا منذ سنين جاهدين في البحث عن كلمات لم يخطها العاشقون وبساتين لم يزرها المُحبون عسى أن يجدا ضالتَهما ولربما ظلا الليلَ بأكمله ساهرين بجوار بدر السماء يسطران أحرفاً قليلة لكنهم لم ينتهوا وإن استطاعوا أن يصفوا ابتسامتها فكيف برقَتِها وإن استطاعوا أن يصفوا مَشيتها فكيف بعينيها وإن استطاعوا أن يصفوا كلماتِهَا فكيف بِصمتِها ! حتى حل الفجر بهدوءه وسكونه وإذا به قد التقط قَلمَه وكتب في وسط أوراقه بخط كبير " ما استطعتُ يا حبيبتي "
لم يفرح بهطول المطر كعادته فمع قطراته الغزيرة تكمن الذكريات المريرة المتساقطة كالوريقات الشاردة في الخريف المُظلم باحثةً عن ملاذ آخر بدلاً من الأفرع الجافة التى لم تعد تطق كل هذه الأحمال
يترقب قطرة لونها بنفسجي تحمل عشقاً يطيح بفؤاده إلى بستان الحب فيترنح قليلاً مِن عطر الياسمين ويترقب أخرى سوداء تحملُ ينابيعَ حزن لتروي أحزانه الجدباء فيخر باكياً أمامها
يضع جبينه على يديه ويسرح قليلاً في صوت المطر مُنتظرا ما تحمله بين قطراتها من ضعف وشدة وحيرة ويقين وبُغض وحب
ثَم درب مُظلم تسيرُ به ذكرياته اسمُهُ الحيرة وما أحلامُه إلا مُنعطف صغير أُرغم على المسير به ربما سيضلُ في هذا الطريق و ربما سيجد به ضالته
المطر يزداد غزارة وما عساه إلا أن يترك لخياله العنان ليهربَ بعيداً عن مخالب الشقاء فيسطر كلماتٍ صغيرة تخفف عنه عناء المطر
ومع نهاية المطر سترحل الكلمات وحينذاك سَيُودِعُكُم
في الصباح دائما تكون الأقدار جديدة..
تبدأ في إدخال خيوطها داخل ثقب الإبره الصغير
لتحيك لنا يوما كاملا
أمنيتي : أن لاتغرس تلك الإبره إلا كل فرح
ولاتخفي إلا كل عقبة تمنعك من سعادتكم
طيلة تفاصيل هذا اليوم
. . . صباحكم وحياتكم كلها فرح .
شيءٌ ما ..! ابتسم مع كل مشهد لقاء.. وتناثرت دمعاته مع كل مشهد فراقٍ ووداع.. كأنما حياته الطويله جُبلت على نصفين..! بقدر ما رأى لُقيا.. في المقابل حزِن لانفصال..
كُل هذا بصمتٍ مُترف.. وهدوء..وسكينه..! كم من وحيدٍ ينتظر ..واساه.. وكم من ضليلٍ ضائع.. والاه.. احتضن الكل.. ومازال في وسعه الاحتضان..! شيءٌ ربما لم يأخذه من حقه الكثير.. ولكني دائماً ماأراه جالسٌ مبتسم وإن كان وحيداً.. هو ذاك الكرسي..!!