فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- منتدى السـيرة النبويه ~•هناكل ما يختص بالسيرةالعطره والخلفاء الراشدين وكُل ما يتعلق بالأنبيآء عليهم السلآم والصحابه والصحابيات رضوان الله عليهم. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم راب
ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان صالح العجرمي 50- باب ما جاء في حِجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم • الحِجامة: بكسر الحاء: وهي شَرْطُ الجلد وإخراج الدم بالْمِحْجَمَةِ؛ وهي ما يُحجَم به؛ وهي صورةٌ من صور العلاج والتداوي المعروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهي إخراج الدم الفاسد الذي يتكوَّن تحت الجلد. • والمرض قد يتعرض له الإنسان نوعًا من أنواع الابتلاء، وقد عالج الشرع قضية التداوي من الأمراض؛ وذلك بثلاثة طرق: 1- بيان سبل الوقاية منه قبل وقوعه. 2- تشريع التداوي. 3- بيان ما يُتداوَى به. الطريق الأول: الوقاية من الأمراض والتحرُّز منها قبل وقوعها؛ وهو ما يُعرف: بالطب الوِقائي، والشريعة جاءت بذلك؛ ومن ذلك: • تشريع الاستنجاء والاحتراز من البول؛ ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبُولَنَّ أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه))؛ [متفق عليه]. • ومنها: الوضوء؛ ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلَّ يوم خمسَ مرات، هل يبقى من دَرَنِهِ شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مَثَلُ الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا))؛ [متفق عليه]، ولعلنا نتذكر جميعًا أيام انتشار وباء كورونا، وكيف كانت التوجيهات والتوصيات بالمحافظة على غسل اليدين، وأن ذلك من أسباب الوقاية. • ومنها: الاغتسال (أحيانًا وجوبًا، وأحيانًا استحبابًا)، فيُزيل ما به من فطريات وميكروبات؛ حتى قال العلماء: "إن الإنسان إذا اغتسل يطرد أكثر من 200 مليون ميكروب من جسده". • ومنها: السِّواك؛ فهو مَطْهَرةٌ للفم لا سيما عند تغيُّر رائحة الفم؛ ففي الحديث: ((السواك مَطْهَرةٌ للفم، مرضاة للرب))؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وفي السواك عدة منافع: يُطيِّب الفم، ويشُدُّ اللِّثة، ويقطع البلغم، ويصفِّي الصوت، ويُعين على هضم الطعام، ويطرد النوم، ويُرضي الرب، ويُعجب الملائكة". • ومنها: خِصال الفطرة؛ فهي طرق للوقاية من الأمراض؛ وهي العناية بنظافة أماكن معينة في الجسد يكثُر فيها العرق والميكروبات، بل جعل ذلك من سُنن خِصال الفطرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمسٌ من الفطرة: الخِتان، والاستحداد - حلق العانة - وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب))؛ [رواه البخاري]، ولنأخذ مثالًا واحدًا فقط: إعفاء اللحية؛ ذكر الدكتور محمد نزار الدقر في كتاب (روائع الطب الإسلامي) جملةً من فوائد اللحية؛ فقال: "شعر اللحية له دور هام في التخفيف من تأثير حِدَّةِ الرياح في جلد الوجه، وفي التقليل من هجوم الأشعة الشمسية، وفي تدفئة جلد الوجه في فصل الشتاء، وأما عن مضارِّ حَلْقِ اللحية: ما يحدث أثناء استخدام آلة الحلاقة الحادة، من تهيُّج الجلد، وتخرُّب أنسجته السطحية، وظهور الجروح الصغيرة، مما يؤدي إلى تآكُلِ طبقة الجلد الخارجية، وما يَتْبَعُه من فتح منافذ العدوى أمام غزو الأحياء المجهرية الدقيقة". • ومنها: التوجيه بعدم التنفس في الإناء؛ كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس الإنسان في الإناء))، والحكمة من النهي "أن النَّفَس في الإناء مستقذَر على مَن يشرب مِن بعده، وربما تخرج من النفس أمراض في المعدة وغيرها، فتلتصق بالإناء، وربما يشْرَق إذا تنفس في الإناء". • ومنها الإرشاد: بتغطية الآنية وإيكاء الأسقية؛ وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عِلَّةَ ذلك: ((غطُّوا الإناء، وأَوْكُوا السِّقاء؛ فإن في السَّنَةِ ليلةً ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وِكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء))؛ [رواه مسلم]. • ومنها: تحديد مقدار ما يأكله ويشربه المسلم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما ملأ ابنُ آدمَ وعاءً شرًّا من بطنه، حسب ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثُلُثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه))؛ [رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني]؛ قال ابن رجب رحمه الله: "هذا الحديث أصلٌ جامع لأصول الطب كلها، وقد رُوِيَ أن ابن ماسوَيْهِ الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لَسَلِموا من الأمراض والأسقام، ولتعطَّلت دكاكين الصيادلة". • ومنها: تحريم الْمَيْتَةِ، والنجاسات، والخنزير؛ ففيها من الأمراض والأوبئة ما لا يُحصى. • ومنها: تحريم كل ما هو فيه ضررٌ على صحة الإنسان؛ فالأصل في الأطعمة والأشربة الحِلُّ إلا ما كان نَجَسًا أو فيه ضررٌ. • ومنها: تحريم الزنا، واللواط، ولا يخفى كثرة الأمراض بسبب الزنا واللواط. • ومنها: التصبُّح بسبع تمرات؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من تصبَّح بسبع تمرات من تمر المدينة، لم يضُرُّه سِحْرٌ ولا سُمٌّ))؛ [رواه البخاري ومسلم]. • بالإضافة إلى الأذكار والأوراد الشرعية. الطريق الثاني: التداوي منها إذا وقعت (تشريع التداوي): فعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: ((قالت الأعراب: يا رسول الله، ألَا نتداوى؟ قال: نعم، يا عباد الله تَداوَوا؛ فإن الله لم يَضَعْ داءً إلا وَضَعَ له شفاءً، إلا داءً واحدًا، قالوا: يا رسول الله، وما هو؟ قال: الهَرَمُ))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي]. الطريق الثالث: بيان بعض ما يتداوى به المسلم مما يكون فيه نفع وفائدة وشفاء بإذن الله تعالى، سواء أكان من الأمور الشرعية، أو من تلك التي تعارف عليها الناس (الطب النبوي، والطب بالأعشاب، وغير ذلك)، ومما يتداوى به المسلم ويكون فيه نفع وفائدة وشفاء بإذن الله تعالى: 1- فمن أعظم ما يتداوى به المسلم: الرُّقْيَةُ الشرعية: يستطيع أي إنسان أن يَرْقِيَ نفسَه؛ كما في حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضَعْ يدك على الذي تألم من جسدك، وقُلْ: بسم الله ثلاثًا، وقُلْ سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر))؛ [رواه مسلم]. • ولأهميتها جاءت في أعظم رُقْيَةٍ حصلت على الأرض؛ فهي رُقيةُ الشفاء التي رقى بها جبريلُ عليه السلام رسولَنا الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي سعيد رضي الله عنه: ((أن جبريلَ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم قال: بسم الله أَرْقِيك، من كل شيء يؤذيك، من شرِّ كلِّ نفس أو عين حاسدٍ اللهُ يشفيك، بسم الله أرقيك))؛ [رواه مسلم]. • وفي الحديث: ((أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما رأى في بيت أم سلمة رضي الله عنها جاريةً في وجهها سَفْعَةٌ - أي سواد مع شحوب - قال: اسْتَرْقُوا لها؛ فإن بها النظرة))؛ أي: أصابتها العين. • وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسانٌ، مسحه بيمينه، ثم قال: أذْهِبِ الباسَ رب الناس، واشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا))؛ [متفق عليه]. وشروطها: (أ) أن تكون بكلام الله أو بالأدعية الشرعية، وتكون باللسان العربي. (ب) ألَّا يعتمد عليها بنفسها؛ فهي سبب، فقد تُجْدِي وقد لا تُجْدِي. (ج) ألَّا تشتمل على شيء من دعاء غير الله تعالى. 2- الصدقة: ففي الحديث الصحيح: ((داوُوا مرضاكم بالصدقة))؛ قال ابن القيم رحمه الله: "للصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس، خاصَّتِهم وعامَّتِهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به؛ لأنهم قد جربوه"، وقال رحمه الله: "في الصدقة فوائدُ ومنافعُ لا يُحصيها إلا الله؛ فمنها أنها تَقِي مصارع السوء، وتدفع البلاء، حتى إنها لتدفع عن الظالم"، وقال ابن شقيق: "سمعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بهم، فقال: اذهب فاحفِر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء؛ فإني أرجو أن ينبع هناك عينٌ ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبَرِئ"؛ [صحيح الترغيب]، ويُذكَر أن رجلًا أُصيب بالسرطان، فطاف الدنيا بحثًا عن العلاج، فلم يجده، فتصدَّق على أمِّ أيتام، فشفاه الله تعالى. 3- الحبة السوداء (حبة البركة): قال صلى الله عليه وسلم: ((في الحبة السوداء شفاءٌ من كل داء، إلا السام))؛ [متفق عليه]. 4- ومما يتداوى به المسلم: الكَمْأَةُ؛ فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الكَمْأةُ من المنِّ، وماؤها شفاء للعين))؛ [متفق عليه]. 5- ومما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: التَّلْبِينةُ؛ وهو الشَّعير المطحون؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((التَّلْبِينةُ مُجِمَّةٌ لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن))؛ [متفق عليه]. 6- الإثمد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اكتحلوا بالإثمد؛ فإنه يَجْلُو البصرَ، ويُنبت الشَّعر))؛ [رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني]، ومرَّ معنا في باب: ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم. 7- ومنها أَلْيَةُ الشاة: لعلاج عِرْقِ النَّسا؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((شفاءُ عرقِ النَّسا ألْيَةُ شاة أعرابية؛ تُذاب، ثم تُجزَّأ ثلاثة أجزاء، ثم يُشرب على الرِّيق، في كل يوم جزء، قال أنس: وقد وصفتُ ذلك لثلاثمائة نفسٍ، كلهم يعافيه الله))؛ [رواه ابن ماجه]؛ قال ابن القيم رحمه الله: "عِرْقُ النَّساء: وجع يبتدئ من مَفْصِلِ الوَرِكِ، وينزل من خلف على الفَخِذِ، وربما على الكعب، وكلما طالت مدته زاد نزوله، وتهزِلُ معه الرِّجل والفَخِذُ". 8- ومنها أبوال الإبل وألبانها؛ ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه: ((أن نفرًا من عُكْلٍ ثمانيةً قدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض، فسقِمت أجسامهم، فشكَوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: أفَلَا تخرجون مع راعينا في إبله، فتصيبون من ألبانها وأبوالها؟ قالوا: بلى، فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها، فصحُّوا...))؛ [الحديث]. 9- ومنها: العسل، وقد ورد في القرآن والسُّنَّة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: ((جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْقِهِ عسلًا، فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلًا، فلم يزِدْهُ إلا استطلاقًا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: اسْقِهِ عسلًا، فقال: لقد سقيتُه فلم يَزِدْه إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الله، وكذب بطنُ أخيك، فسقاه فَبَرَأَ))؛ [متفق عليه]. 10- ومنها: الكَيُّ؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنْ كان في شيء من أدويتكم خيرٌ، ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أو شربةٍ من عسل، أو لَذْعَةٍ بنار، وما أُحِبُّ أن أكتويَ))؛ [متفق عليه]، وهو آخر ما يتداوى به المسلم، فإن وجد غيره فأفضلُ، وإلا فهو جائز. 11- ومنها: الحِجامة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشفاء في ثلاثة: شربةِ عسلٍ، وشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وكيَّة نارٍ، وأنهى أُمَّتي عن الكيِّ))؛ [صحيح البخاري]، وفي الحديث الآخر: ((ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة، إلا قالوا: يا محمدُ، مُرْ أُمَّتَك بالحِجامة))؛ [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة]. • الحِجامة بكسر الحاء؛ وهي شرط الجلد وإخراج الدم بالْمِحْجَمَةِ؛ وهي ما يُحتجَم به، وفي احتجامه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أن تدبير البدن مشروع غير منافٍ للتوكل. • وقال العلماء: إن للحجامة فوائدَ ملموسةً في علاج كثير من الأمراض في الماضي والحاضر؛ ومنها: أمراض الدورة الدموية، وعلاج ضغط الدم، والتهاب عضلة القلب، وأمراض الصدر والقصبة الهوائية، وصداع الرأس والعيون، وآلام الرقبة والبطن، وآلام الروماتيزم في العضلات، وبعض أمراض القلب والصدر وآلام المفاصل، وكذلك تنفع من الخمول والكسل، وتنفع عند الشكوى من سوء الذاكرة، وضعف الحافظة. • ثم ساق الإمام الترمذي رحمه الله ستة أحاديث فيها بيان حكم ثمن الحجَّام، والمواضع التي احتجم فيها النبي صلى الله عليه وسلم. 1- في الصحيحين عن حميد قال: سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن كسب الحجَّام، فقال أنس: ((احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَجَمَهُ أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه وقال: إن أفضلَ ما تداويتم به الحِجامةُ، أو إنَّ أمْثَلَ دوائكم الحجامة)). • وسبب السؤال: أنه ورد حديث في أن كسب الحجام خبيث. • والتفصيل في المسألة: أن الكسب الذي يأتي من امتهان الحجامة هو كسب خبيث، ولا يعني ذلك أنه حرام، وينبغي أن يترفع عنه إلا للحاجة والفقر، قالوا: لأن فيه ملامسةً للنجاسات وكذا، وقالوا: حتى لا ينعدم المعروف بين الناس، والبعض قال: بالكراهة. • الخَراج: المبلغ المحدَّد الذي يجعله السيد على العبد من عمله عند الآخرين. 2- عن علي رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وأمرني، فأعطيتُ الحجَّام أجره))؛ [رواه ابن ماجه]. • فيه دليل على أن أجرة الحجَّام جائزة. 3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدَعَينِ، وبين الكَتِفَينِ، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حرامًا لم يُعْطِهِ)). • الأخدعان: وهما عِرقان في جانبي العنق. • قال ابن القيم رحمه الله: "والحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه؛ كالوجه والأسنان، والأذنين والعينين، والأنف والحلق، إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده أو عنهما جميعًا". 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا حجَّامًا، فحَجَمَهُ، وسأله: كم خراجك؟ قال: ثلاثة آصُعٍ، فوضع عنه صاعًا، وأعطاه أجره)). • دعا حجَّامًا: وهو أبو طيبة؛ ففيه توضيح للحديث السابق. 5- عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين))؛ [رواه أبو داود، والترمذي]. • الكاهل: ما بين الكتفين، وهو أعلى الظهر. • قال ابن القيم رحمه الله: "والحجامة على الكاهل تنفع من وجع الْمَنْكِب والحَلْقِ". • قالوا: في هذه الأوقات يزيد فيها الدم ويهيج؛ لأن حركة الدم في جسم الإنسان مرتبطة بالقمر، فيحصل فيه ما يشبه المد والجزر؛ فتكون هذه الأيام بالذات أنسبَ لاستخراج جميع الدم الفاسد. • وقال بعض العلماء: لا يصح في تحديد يوم مُعيَّن للحجامة حديثٌ. 6- عن أنس رضي الله عنه قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحْرِم بِمَلَل على ظهر القدم))؛ [رواه أبو داود]. • بملل: مكان بين مكة والمدينة. • على ظهر القدم: موضع آخر من مواضع الحجامة، والجسم فيه مواضعُ مُعيَّنة صالحة للحجامة، وأهل الخبرة يسألون من يأتيهم عما يشكو منه، وبِناء عليه يحددون أنسب مكان للحجامة. • وفي الختام: ننبه أنه يجب ألَّا يقوم بالحجامة إلا من يُحسنها؛ لِما قد يترتب عليها من أضرار إذا قام بها من لا يُحسنها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-15-2024 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|