عدد مرات النقر : 74
عدد  مرات الظهور : 10,524,286
عدد مرات النقر : 86
عدد  مرات الظهور : 10,524,286
عدد مرات النقر : 184
عدد  مرات الظهور : 10,524,286
عدد مرات النقر : 59
عدد  مرات الظهور : 10,524,286

عدد مرات النقر : 134
عدد  مرات الظهور : 10,524,286
عدد مرات النقر : 116
عدد  مرات الظهور : 10,524,286
عدد مرات النقر : 22
عدد  مرات الظهور : 10,524,286

عدد مرات النقر : 216
عدد  مرات الظهور : 18,579,670 
عدد مرات النقر : 288
عدد  مرات الظهور : 19,679,413

عدد مرات النقر : 36
عدد  مرات الظهور : 2,669,018 
عدد مرات النقر : 404
عدد  مرات الظهور : 30,043,261

عدد مرات النقر : 369
عدد  مرات الظهور : 33,565,756 
عدد مرات النقر : 420
عدد  مرات الظهور : 33,565,756
فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي
مطبخ تليد   طابور التميز   فعالية لعيون الاعضاء  جدد نشاطك  تميز وكون انت الأول   الفياتكم هداياكم  مين صاحب الصورة   شباب وبنات في ورطه  عضو كلبشناه  صوره وتعليق  مثل وصورة  

- منتدى السـيرة النبويه ~•هناكل ما يختص بالسيرةالعطره والخلفاء الراشدين وكُل ما يتعلق بالأنبيآء عليهم السلآم والصحابه والصحابيات رضوان الله عليهم.

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 3 أسابيع

انسان نادر غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2583
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (08:59 PM)
مواضيعي » 1421
آبدآعاتي » 33,080
تقييمآتي » 63123
الاعجابات المتلقاة » 4019
الاعجابات المُرسلة » 5103
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  ذكر
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » انسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاء
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم



محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق


محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم


أولاً: تعريف المحبة وحدُّها:

قال ابن القيم رحمه الله: "لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً، وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.



وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة " [مدارج السالكين 3 /11].



ثانياً: أنواع المحبة وأحكامها:

تنقسم المحبّة إلى محبة خاصّة، ومحبّة مشتركة.

والمحبّة الخاصّة تنقسم إلى محبّة شرعية، ومحبة محرمة.



فالمحبة الشرعية أقسام:

1- محبة الله وحكمها أنها من أوجب الواجبات وذلك لأن محبته سبحانه هي أصل دين الإسلام فبكمالها يكمل الإيمان. وبنقصها ينقص التوحيد ودليل ذلك قوله: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24] وغيرها من الأدلة في القرآن والسنة.



وهي تتمثل في إيثار ما أحبه الله من عبده وأراده على ما يحبه العبد ويريده فيحب ما أحب الله ويبغض ما يبغضه الله، ويوالي ويعادي فيه، ويلتزم بشريعته والأسباب الجالبة لها كثيرة.



2- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أيضاً واجبة من واجبات الدين، بل لا يحصل كمال الإيمان حتى يحب المرء رسول الله أكثر من نفسه كما في الحديث: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [مسلم].



وحديث عبد الله بن هشام قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الآنَ يَا عُمَرُ" [البخاري] وهذه المحبّة تابعة لمحبة الله تعالى وتتمثل في متابعته صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على قول غيره.



3- محبة الأنبياء والمؤمنين وحكمها واجبة لأن محبة الله تعالى تستلزم محبة أهل طاعته وهؤلاء هم الأنبياء والصالحون ودليله قوله عليه السلام " من أحب في الله " أي أحب أهل الإيمان بالله وطاعته من أجل ذلك، ولا يكتمل الإيمان أيضاً إلا بذلك ولو كثرت صلاة الشخص وصيامه، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لقد رأيتنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم).



والمحبة المحرمة:

• منها ما هو شرك: وهو أن تحب من دون الله شيئاً كما يحب الله تعالى فهو قد اتخذ نداً وهذا شرك المحبة وأكثر أهل الأرض قد اتخذوا أنداداً في الحب والتعظيم.



• ومنها ما هو محرّم دون الشرك: وذلك بأن يحب أهله أو ماله أو عشيرته وتجارته ومسكنه فيؤثرها أو بعضها على فعل ما أوجبه الله عليه من الأعمال كالهجرة والجهاد ونحو ذلك ودليله قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].



المحبة المشتركة: فهي ثلاثة أنواع:

أحدها: طبيعية كمحبة الجائع للطعام، والظمآن للماء وهذه لا تستلزم التعظيم فهي مباحة.

الثاني: محبة رحمة وشفقة كمحبة الوالد لولده الطفل وهذه أيضاً لا تستلزم التعظيم ولا إشكال فيها.

الثالث: محبة أنس وألف كمحبة المشتركين في صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر لبعضهم بعضاً فهذه الأنواع التي تصلح للخلق بعضهم بعضاً، وكمحبة الأخوة بعضهم لبعض ووجودها فيهم لا يكون شركاً في محبة الله تعالى.

• • •



حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها:

اختلفت عبارات العلماء في بيان حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيرها:

فقال بعضهم: محبته صلى الله عليه وسلم اتباعه.

وقال بعضهم: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقاد نصرته، والذب عن سنته، والانقياد لها، وهيبة مخالفته.

وقال بعضهم: المحبة دوام الذكر للمحبوب.

وقال آخر: المحبة إيثار المحبوب.

وقيل: المحبة الشوق إلى المحبوب.



قال القاضي عياض: "أكثر العبارات المتقدمة إشارة إلى ثمرات المحبة دون حقيقتها، وحقيقة المحبة: الميل إلى ما يوافق الإنسان" [الشفا 2/29].



وهذه الموافقة إما أن تكون للاستلذاذ بإداركه، كحب الصور الجميلة، وإما أن تكون للاستلذاذ العقلي، كحب الصالحين والعلماء، وإما أن تكون من جهة الإحسان والإنعام.



(وهذه المعاني كلها موجودة في النبي صلى الله عليه وسلم لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال خلال الجلال، وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياهم إلى الصراط المستقيم، ودوام النعم والإبعاد عن الجحيم) [انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (2/ 14).].



فضل محبة النبي صلى الله عليه وسلم وثوابها:

1 - قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].



عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحبُّ إليَّ من نفسي، وأحبُّ إليَّ من أهلي، وأحبُّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾ [النساء: 69] الآية.[عزاه ابن كثير في التفسير (2/ 310 - 311) إلى ابن مردويه في تفسيره، والحافظ أبي عبد الله المقدسي في صفة الجنة، ونقل عنه أنه قال: "لا أرى بإسناده بأسًا". وقد أخرج نحوه الطبري في تفسيره (8/534 - 535) مرسلاً عن سعيد بن جبير ومسروق وقتادة والسدي والربيع بن أنس، قال ابن كثير (2/310) عن مرسل الربيع: "هو من أحسنها سندًا"].



2- وعن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: "وماذا أعددت لها؟ " قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: " أنت مع من أحببت" قال أنس: فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت مع من أحببت " قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم)[ أخرجه البخاري في المناقب (3688)، ومسلم في البر والصلة (2639)، والترمذي في الزهد (2385)، وأبو داود في الأدب (5127).].



قال النووي رحمه الله: "فيه فضل حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصالحين وأهل الخير، الأحياء والأموات، ومن فضل محبة الله ورسوله امتثال أمرهما واجتناب نهيهما، والتأدب بالآداب الشرعية، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم؛ إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم"[شرح صحيح مسلم (16/186).].



3- وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحبّ قومًا ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب" [أخرجه البخاري (6169، 6170)، ومسلم (2641) من حديث عبد الله بن مسعود ومن حديث أبي موسى، وأخرجه أحمد (17625)، والترمذي (2387) من حديث صفوان بن عسال، وقال الترمذي: "حسن صحيح" ].



قال المباركفوري رحمه الله: "يعني من أحب قومًا بالإخلاص يكون من زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب بين قلوبهم، وربما تؤدي تلك المحبة إلى موافقتهم" [تحفة الأحوذي (7/53).].



وقال ابن تيمية رحمه الله: "هذا الحديث حق، فإن كونَ المحب مع المحبوب أمر فطري، لا يكون غير ذلك، وكونه معه هو على محبته إياه، فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبة من ذلك كان معه بحسب ذلك، وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك، والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرًا عليها، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك، وإن كانت موجودة، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد، ولهذا قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]، والموادة من أعمال القلوب؛ فإن الإيمان بالله يستلزم مودته ومودة رسوله، وذلك يناقض موادة من حاد الله ورسوله) [مجموع الفتاوى (10/ 752 - 753).].



لزوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ووجوبها:

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: "واعلم أن الأمة مجمعة على أن الحب لله ولرسوله فرض"[مختصر منهاج القاصدين (ص338).].



وقال ابن تيمية رحمه الله: (محبة الله ورسوله من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله وأجل قواعده ; بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين كما أن التصديق به أصل كل قول من أقوال الإيمان والدين ; فإن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن محبة: إما عن محبة محمودة أو عن محبة مذمومة). [التحفة العراقية (ص57).].



ومما يدل على هذا الكلام:

1 - قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].



قال القرطبي رحمه الله: "في الآية دليل على وجوب حب الله ورسوله، ولا خلاف في ذلك بين الأمة، وأن ذلك مقدم على كل محبوب"[الجامع لأحكام القرآن (8/ 95).].



قال القاضي عياض رحمه الله مفسرًا هذه الآية: "كفى بها حضًا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرّع تعالى من كان ماله وأهله وولده أحبَّ إليه من الله ورسوله، وأوعدهم بقوله: ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [التوبة: 24]، ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله" [الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/18).].



2- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين" [أخرجه البخاري في الإيمان (15)، ومسلم في الإيمان (44)].



قال ابن حجر رحمه الله: "من علامة الحب المذكور أن يعرض على المرء أن لو خُيِّر بين فَقدِ غرض من أغراضه، أو فقدِ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كانت ممكنة، فإن كان فقدها أن لو كانت ممكنةً أشدَّ عليه من فقد شيء من أغراضه فقد اتصف بالأحبية المذكورة، ومن لا فلا، وليس ذلك محصورًا في الوجود والفقد، بل يأتي مثله في نصرة سنته والذب عن شريعته وقمع مخالفيها، ويدخل فيه باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"[فتح الباري (1/59).].



3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فوَ الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" [خرجه البخاري في الإيمان (14)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (5015).].



قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "والمراد بالمحبة هنا حب الاختيار لا حب الطبع، قاله الخطابي"[فتح الباري (1/59).].



4- وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، والذي نفسي بيده؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال له عمر: فإنه الآن - والله - لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" الآن يا عمر"[ أخرجه البخاري في الأيمان والنذور (6632)، وأحمد (17586، 18482، 21997)].



قال الحافظ ابن حجر: (قوله: " لا، والذي نفسي بيده؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك" أي: لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر)[فتح الباري (11/528).].



وقال أيضا: (جواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه، لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والآخرة، فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله: " الآن يا عمر" أي: الآن عرفت فنطقت بما يجب) [فتح الباري (11/528)].



علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومقتضياتها:

1 - قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].



قال جعفر بن محمد: (أي ليس الطريق إلى محبة الله إلا اتباع حبيبه، ولا يتوصل إلى الحبيب بشيء أحسن من متابعة حبيبه، ذلك رضاه) [أخرجه البيهقي في الشعب (2/184)].



قال ابن تيمية: (جعل محبتهم لله موجبة لمتابعة رسوله، وجعل متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم موجبة لمحبة الله لهم) [التحفة العراقية (ص 85)].



وقال: (فاتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريعته باطنًا وظاهرًا هي موجب محبة الله، كما أن الجهاد في سبيله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه هو حقيقتها... وكثير ممن يدعي المحبة هو أبعد الناس من غيره عن اتباع السنة، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله) [التحفة العراقية (ص 91)].



وقال القاضي عياض: (فمن اتصف بهذه الصفة - يعني: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم - فهو كامل المحبة لله ورسوله، ومن خالفها في بعض هذه الأمور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم للذي حدَّه في الخمر فلعنه بعضهم وقال: ما أكثر ما يؤتى به!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله") [الشفا (2/25)].



2 - وقال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].



قال القاضي عياض: (وهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم قد قتلوا أحِباءهم وقاتلوا آباءهم وأبناءهم في مرضاته صلى الله عليه وسلم وقال له عبد الله بن عبد الله بن أُبي: لو شئت لأتيتك برأسه، يعني أباه) [الشفا (2/27 - 28)].



وقال ابن تيمية: (ما من مؤمن إلا وهو يجد في قلبه للرسول من المحبة ما لا يجد لغيره، حتى إنه إذا سمع محبوبًا له من أقاربه وأصدقائه يسب الرسول هان عليه عداوته ومهاجرته بل وقتله لحب الرسول، وإن لم يفعل ذلك لم يكن مؤمنًا) [منهاج السنة (5/401)].



3 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: " أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي بحبي " [أخرجه الترمذي في المناقب (3789)، والطبراني في الكبير (3/46)، والبيهقي في الشعب (2/130)، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب"، وصححه الحاكم (3/150)، ووافقه الذهبي. وفي إسناده عبد الله بن سليمان النوفلي قال الذهبي في الميزان (4/ 112 - 113): "فيه جهالة، ما حدث عنه سوى هشام بن يوسف"، وقال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول"، ولذا ضعفه الشيخ الألباني. انظر: تخريج فقه السيرة (ص 23).].



قال ابن تيمية: (ليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم، وليس في الوجود ما يستحق أن يحَبَّ لذاته من كل وجه إلا الله تعالى، وكل ما يُحَبُّ سواه فمحبته تبع لحبه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحَبُّ لأجل الله ويُطاع لأجل الله ويُتَّبع لأجل الله) [مجموع الفتاوى (10/ 649)].



4- وعن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهَ اللهَ في أصاحبي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه))[ أخرجه أحمد (20026، 20055)، والترمذي في المناقب (3862)، والخلال في السنة (3/514)، والبيهقي في الشعب (2/191)، وقال الترمذي: "حديث غريب"، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن، قال البخاري: "فيه نظر"، وقال الذهبي في الميزان (4/135): "لا يعرف له عن عبد الله بن مغفل"، وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول"، والحديث في ضعيف سنن الترمذي.].



قال المباركفوري: (" اللهَ، اللهَ" بالنصب فيهما، أي: اتقوا الله ثم اتقوا الله، " في أصحابي " أي: في حقهم، والمعنى: لا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم، أو التقدير: أذكِّركم الله ثم أنشدكم الله في حق أصحابي وتعظيمهم وتوقيرهم... " لا تتخذوهم غرضًا " أي: هدفًا، ترموهم بقبيح الكلام كما يُرمى الهدف بالسهم " فبحبي أحبهم" أي: بسبب حبه إياي أحبهم، أو بسبب حبي إياهم أحبهم " ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم" أي: إنما أبغضهم بسبب بغضه إياي) [تحفة الأحوذي (10/ 247)].



وقال البيهقي: (ويدخل في جملة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب أصحابه لأن الله عز وجل أثنى عليهم ومدحهم... وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان فحبهم أن يعتقد فضائلهم، ويعترف لهم بها، ويعرف لكل ذي حق منهم حقه، ولكل ذي غِنًى في الإسلام منهم غناه، ولكل ذي منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم منزلته، وينشر محاسنهم، ويدعو بالخير لهم، ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم، ولا يتبع زلاتهم وهفواتهم... ويسكت عما لا تقع ضرورة إلى الخوض فيه مما كان بينهم)[شعب الإيمان (2/189، 192)].



5 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف" [أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (190)، وابن عدي في الكامل (2/449)، وأبو نعيم في الحلية (7/209)، والبيهقي في الشعب (2/408)، فيه: أبو سهل الحر بن مالك عن شعبة. قال أبو حاتم فيه: "صدوق لا بأس به"، وقال فيه البزار "لم يكن به بأس"، وقال ابن حجر عنه في التقريب: "صدوق".].



قال المناوي: (" من سره أن يحب الله ورسوله" أي: من سره أن يزداد من محبة الله ورسوله " فليقرأ " القرآن نظرًا " في المصحف ") [فيض القدير (6/150)].



6 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مِن أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله " [أخرجه مسلم في كتاب الجنة (2832).].



محبة رسول الله وسط بين الغلو والجفاء:

لأن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر، والغلو فيه بتجاوز الحد المشروع طريق أيضاً للكفر لذلك قال صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله "[البخاري].



ونجد صحابته الأطهار مع بالغ حبهم له يمتثلون لهذا المبدأ في حبهم له، فعن أنس قال (لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك) [الترمذي].



قال الإمام النووي رحمه الله: (أنه خاف عليهم الفتنة إذا أفرطوا في تعظيمه فكره قيامهم له لهذا المعنى) [فتح الباري ج11/ص53].



وقد قرر ابن عبد الهادي هذه الوسطية بقوله: (إن التعظيم- لرسول الله صلى الله عليه وسلم - محله القلب واللسان والجوارح؛ فالتعظيم بالقلب ما يتبع اعتقاد كونه رسولاً من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ويصدق هذه المحبة أمران:

إحداهما: تجريد التوحيد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان أحرص الخلق على تجريده حتى قطع أسباب الشرك ووسائله من جميع الجهات.



ومدار دينه على هذا الأصل الذي هو قطب رحى النجاة ولم يقرره أحد ما قرره صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وهديه وسدّ الذرائع المنافية، فتعظيمه صلى الله عليه وسلم بموافقته على ذلك لا بمناقضته فيه.



الثاني: تجريد متابعته وتحكيمه وحده في الدقيق والجليل من أصول الدين وفروعه، والرضا بحكمه والانقياد له والتسليم، والإعراض عمن خالفه وعدم الالتفات إليه حتى يكون وحده الحاكم المتبع المقبول قوله، كما كان ربه - تعالى- وحده المعبود المألوه الذي إليه الرغبة والرهبة.



وأما التعظيم باللسان فهو الثناء عليه بما هو أهله مما أثنى به على نفسه وأثنى به عليه ربه من غير غلو ولا تقصير؛ فكما أن المقصر المفرط تارك لتعظيمه فالغالي المفرط كذلك.



وأما التعظيم بالجوارح فهو العمل بطاعته والسعي في إظهار دينه وإعلاء كلماته ونصر ما جاء به وجهاد ما خالفه)

• • •




أولاً: تعريف الصحابي:

قال أبو بكر بن الطيب: (لا خلاف بين أهل اللغة في أن القول (صحابي) مشتق من الصحبة، وأنه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص، بل هو جار على كل من صحب غيره قليلاً كان أو كثيراً....يقال: صحبت فلاناً حولاً ودهراً وسنة وشهراً ويوماً وساعة، فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثيره، وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة مننهار).



أما تعريف الصحابي اصطلاحا:ً فهو ما قرره الحافظ ابن حجر بقوله: (أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام).



ثم قال شارحا التعريف: (فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روىعنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يرهلعارض كالعمى، ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى وقولنا: (به) يخرج من لقيه مؤمناً بغيره كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبلالبعثة، ويدخل في قولنا: (مؤمناً به) كل مكلف من الجن والإنس… وخرج بقولنا: (ماتعلى الإسلام) من لقيه مؤمناً به ثم ارتد ومات على ردته والعياذ بالله… ويدخل فيه منارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أملا وهذا هو الصحيح المعتمد).



ثانياً: مكانة الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين -:

مما هو مقرر لدى أهل السنة والجماعة إثبات مكانة، وفضل الصحابة رضي الله عنهم هذا الفضل الثابت لديهم في الكتاب والسنة.



فمن الكتاب:

1- قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].



قال القرطبي رحمه الله: (المعنى: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً أي: جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم، والوسط العدل، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها. وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143] قال: عدلاً... وفي التنزيل: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ [القلم: 28] أي أعدلهم وخيرهم... ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً أي: هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم وقوله تعالى: ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143] أي: في المحشر للأنبياء على أممهم).



2- قوله سبحانه: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].



قال ابن الجوزي رحمه الله: (وفيمن أريد بهذه الآية أربعة أقوال:

أحدها: أنهم أهل بدر.

والثاني: أنهم المهاجرون.

والثالث: جميع الصحابة.

الرابع: جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نُقِلت هذه الأقوال كلها عن ابنعباس).



وقال الزجاج رحمه الله: (وأصل الخطاب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعم سائرأمته).



3- قال تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 117].



قال أبو بكر الجصاص: (وقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ﴾ [التوبة: 117] فيه مدح لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين غزوا معه من المهاجرين والأنصار، وإخبار بصحة بواطن ضمائرهم وطهارتهم؛ لأن الله تعالى لا يخبر بأنه قد تاب عليهم إلا وقد رضـي عنهم ورضي أفعالهم، وهذا نص في رد قول الطاعنين عليهم والناسبين لهم إلى غير ما نسبهم الله إليه من الطهارة ووصفهم به من صحة الضمائر وصلاح السرائر رضيالله عنهم).



4- وقال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].



قال ابن كثير رحمه الله: ( فالصحابة رضي الله عنهم خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم، وقال مالك رضي الله عنه: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير منالحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمةوأعظمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).



أما في السنة النبوية:فالأحاديث الواردة في فضلهم وعلو مكانتهم كثيرة ومشتهرة بل متواترة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهذه الأحاديث مستفيضة، بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون والقدح فيهم قدح في القرآن والسنة) ومن هذه الأحاديث:

1- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمقلنا: لو جلسنا حتى نصلي العشاء قال: فجلسنا فخرج علينا فقال: " ما زلتم ها هنا؟! " قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معكم العشاء قال: "أحسنتم" أو " أصبتم" قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال: " النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " [مسلم].



قال النووي رحمه الله: "ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية فإذا انكدرتالنجوم وتناثرت في القيامة وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت، وقوله صلى الله عليه وسلم: " وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون" أي: من الفتن والحروبوارتداد من ارتد من الأعراب واختلاف القلوب ونحو ذلك مما أنذر به صريحاً، وقد وقع كل ذلك، قوله صلى الله عليه وسلم: " وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتى ما يوعدون " معناه: من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم وانتهاك المدينة ومكة وغير ذلك، وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم).



2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يأتيعلى الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزوا فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام منالناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم " [البخاري].



قال النووي رحمه الله: (وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلالصحابة والتابعين وتابعيهم).



3- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: " قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه وتبدر يمينه شهادته " [البخاري].



قال النووي: (اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم والمراد أصحابه).



4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لاتسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه " [البخاري].



قال الخطابي: (النصيف بمعنى النصف، كما قالوا: الثمين بمعنى الثُمن. والمعنى أن جهد المقل منهم واليسير من النفقة الذي أنفقوه في سبيل الله مع شدة العيش والضيق الذي كانوا فيه أوفى عند الله وأزكى من الكثير الذي ينفقه من بعدهم).



وقال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال: ﴿ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29]، قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك وأزال رؤوسه ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوسالزكيةوالأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعدالموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها،وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها).



وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن الله نظر في قلوب العبادفوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوبالعباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأواسيئاً فهو عند الله سيئ).



وذُكِر بين يدي الإمام مالك بن أنس رجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾ [الفتح: 29] إلى قوله ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: 29] ثم قال: من أصبح من الناس في قلبه غل على أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية).



وقال أبو جعفر الطحاوي: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم إلابخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]، وطاعةللنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"... ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولأو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون).



وقال أبو زرعه الرازي في وصفه وكلامه على معتقد أهل السنة والجماعة: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم أنه زنديق،وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة).



وقال ابن حجر: (اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدولٌ، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذاً من المبتدعة).



ثالثاً: صور من محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم:

إن المطالع لتاريخ وسير الصحابة رضوان الله عليهم يجد حقيقية واضحة مشتركة لديهم جميعاً على يلتقون، ألا وهي محبتهم العظيمة لنبيهم، رجالهم ونسائهم على ذلك متفقون، واستحضار جميع صور محبتهم له - صلى الله عليه وسلم يستلزم ذكر سيرهم جميعاً، وهذا ما يضيق به الوقت بل الأجل، لذا سنتعرض لبعض من مظاهر ذلك الحب الكبير، فما لا يدرك كله لا يترك جله:

1- الدفاع عنه وحمايته وبذل النفس في ذلك:

يقول ابن القيم رحمه الله: (كان الصحابة يقونَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب بنفوسهم حتى يُصرعوا حوله).



ويوم اجتمع كفار قريش يريدون أن يضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكرٍ يدافع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فتركوا الرسول وتوجهوا إلى أبي بكر وضربوه بنعالهم، قال ابن هشام: وحرفوا نعالهم في وجهه حتى سقط مغشياً عليه، ما يعرف وجهه من أنفه - أي من شدة التورم - قال ثم حمل ما يشك في موته أحد - من شدة مالقي من الضر - قال: فلما أفاق كان أول ما قال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: هو بخيرٍ كما تحب! قال: حتى أراه، فحمل يهادى بين رجلين فلما رأى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل وجهه وفرح رضي الله عنه وأرضاه.



وقال ابن هشام: وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد، فذكر سعيد ابن أبي زيد الأنصاري أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة، فقلت لها: يا خالة أخبريني خبرك، فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس؛ حتى خلصت الجراح إلّي، قالت: فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله، أقبل يقول: دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا، ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان.



وقد ترس أبو دجانة دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه يقع النبل في ظهره، وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل.



و انتهى أنس بن النضر - في غزوة أحد - عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد اتقوا بأيديهم، فقال: فما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله، قال: فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله، ثم استقبل القوم، فقاتل؛ حتى قتل، وبه سمي أنس بن مالك، قال أنس بن مالك: لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة فما عرفه إلا أخته عرفته ببنانه.

وغير ذلك كثير كثير.

وعنابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (إن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المِعول فوضعه في بطنها، واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح، ذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلاً فعل ما فعل، لي عليه حق إلا قام، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها، كانت تشتمك، وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا اشهدوا أن دمهاهدرٌ ").



2- خوفهم من فراقه:

فمن أحب شيئاً خشي أن يفقده لذا كان الصحابة أشد ما يخشون فراقه صلى الله عليه وسلم أخرجأحمد عن معاذ بنجبلرضى الله عنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشيتحتراحلته فلما فرغ قال: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أنتمربمسجدي هذا وقبري " فبكى معاذ جزعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وأخرج الطبراني عن عائشة رضى الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى أتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفتأنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلميرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا).



3- حنينهم إليه، وشوقهم للقاءه:

لما ذهب بلال إلى الشام، قدم عمر الجابية فسأل المسلمون عمر أن يسأل لهم بلالًا يؤذن لهم، فسأله، فأذن يوماً، فلم ير يوماً كان أكثر باكياً من يومئذ، ذكراً منهم للنبي صلى الله عليه وسلم. [سير أعلام النبلاء].



كما ثبت عن كثير منهم عند وفاتهم رضي الله عنهم قولهم: (غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه).



4- النبي أولاً وتفضيله عليه السلام على مَن سواه:

فقد أخرج الطبراني عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: لما كان يوم أُحد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا: قُتِل محمد، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم، استقبلت بهم أولاً، فلما مرَّت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك، أخوك، زوجك، ابنك تقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: أمامك، حتى دُفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطب.



وفي رواية قالت: كل مصيبةٍبعدك جلل، أي هينة.قال ابن هشام: "الجلل يكون من القليل ومن الكثير، وهو ها هنا القليل".



وسئل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ).



5- التنافس في محبته:

فعن أسامة بن زيد عن أبيه قال: "اجتمععلي و جعفر و زيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال زيد: أناأحبكمإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله قال أسامة: فجاءوا يستأذنونه. فقال: أخرج فانظر من هؤلاءفقلت: هذا جعفر وعلي وزيد فقال: ائذن لهم فدخلوا، فقالوا: يا رسول الله من أحبإليك؟ قال: فاطمة، قالوا: نسألك عن الرجال فقال: " أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقي خلقك وإنك مني وشجرتي، وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنا منكوأنتمني، وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي ".



قال إسحاق التجيبي: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه إلا خشعوا، واقشعرت جلودهم وبكوا.



6- محبة ما يحب صلى الله عليه وسلم:

فقد كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه يقول: (والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي).



وقال عمر للعباس رضي الله عنهما: (أن تُسْلِم أحبّ إليَّ من أن يسلم الخطّاب؛ لأن ذلك أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم).



وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لأبيه: لم فضَّلْت أسامةَ عليَّ؟ فوالله ما سبقني إلى مشهد، قال: لأن زيدًا كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة أحبَّ إلى رسول الله منك، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي.



قال القاضي عياض: (فبالحقيقة من أحب شيئًا أحب كل شيء يحبه، وهذه سيرة السلف حتى في المباحات وشهوات النفس، وقد قال أنس حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة: فما زلت أحب الدباء من يومئذ، وهذا الحسن بن علي وعبد الله بن عباس وابن جعفر أتوا سلمى وسألوها أن تصنع لهم طعامًا مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يلبس النعال السبتية ويصبغ بالصفرة إذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نحو ذلك).



7- حرصهم على سلامته من الأذى:

ومن ذلك قصة زيد بن الدثنة، عندما ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فبعثه مع مولى له يقال له نسطاس إلى (التنعيم)، وأخرجه من الحرم ليقتله، واجتمع رهطاً من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان - حين قدم ليقتل -: أنشدك بالله - يا زيد - أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وإنك في أهلك، قال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي!! فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ثم قتله نسطاس.



8- امتثال أمره: فالمحب لمن أحب مطيع.

ومن ذلك أن عبد الله بن رواحة رضى الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو يخطب، فسمعه وهو يقول: " اجلسوا " فجلس مكانه خارجاً عن المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " زادك الله حرصاً على طواعية الله وطواعية رسوله ".



وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه قال: خطبت جارية من الأنصار فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: " رأيتها؟ " فقلت: لا، قال: " فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ". فأتيتها فذكرت ذلك لوالديهما، فنظر أحدهما إلى صاحبه فقمت فخرجت، فقالت الجارية: علي الرجل، فوقفت ناحية خدرها، فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر إليّ فانظر، وإلا فإني أُحرّج عليك أن تنظر، فنظرت إليها فتزوجتها فما تزوجت امرأة قط كانت أحب إلي منها ولا أكرم علي منها.



9- حرصهم على أن يكون أخر عهد لهم بالدنيا مس جسده المبارك:

فعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف المسلمين إذ لامس بطن سواد بن غزية بجريدة كانت بيده فقال سواد: لقد أوجعتني يا رسول الله!! فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف وقال: " استقد مني يا سواد ". فأسرع سواد فاحتضن رسول الله ثم جعل يقبل كشحه، ثم قال: يا رسول الله، لقد ظننت أن هذا المقام هو آخر العهد بك، فأحببت أن يمس جلدي جلدك كي لا تمسني النار.



هذا غيض من فيض وإلا فإن سرد ذلك يطول، وأظن أن المعنى قد تقرر، وهو أن الصحابة قد أدوا الحق تجاه حب النبي صلى الله عليه وسلم ويبقى أداء هذا الحق معلق بذمتنا، فهل تظنون أن ذمتنا قد برأت تجاه هذا الحق وأدت واجب الحب تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم؟!



 توقيع : انسان نادر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ انسان نادر على المشاركة المفيدة:
 (منذ 3 أسابيع)
قديم منذ 3 أسابيع   #2



 عضويتي » 1108
 جيت فيذا » Jun 2012
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (01:00 PM)
مواضيعي » 74
آبدآعاتي » 953
تقييمآتي » 5550
الاعجابات المتلقاة » 32
الاعجابات المُرسلة » 0
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  انثى
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاءسحر الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

سحر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم



اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.انسان نادر. بارك الله فيك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله .. اثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لمايحبه ويرضاه .


 توقيع : سحر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #3



 عضويتي » 2790
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » منذ 53 دقيقة (09:24 AM)
مواضيعي » 385
آبدآعاتي » 27,882
تقييمآتي » 80277
الاعجابات المتلقاة » 2770
الاعجابات المُرسلة » 6788
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  انثى
آلعمر  » لاأحب أن أقول ~
الحآلة آلآجتمآعية  » لن أقول ♔
 التقييم » ايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاءايلاف الاعضاء
مشروبك  »مشروبك   cola
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع hilal
 آوسِمتي »

ايلاف متواجد حالياً

افتراضي رد: محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم



عليه الصلاة والسلام
موضوع أكثر مايقال عنه رآئع
/
جميلَ م انتقيت واخترت لناَ "
أشكركَ على إختيارك المُميزَ والمٌحمل بـ الروائع القيمةَ
الله يعطيكِ العآفيةَ ويسعدك
بـ جمالَ حضورك ونشاطك
.
.
لك كل الورد محمله بباقآت الشكر
🌸🌸،,


 توقيع : ايلاف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم منذ 6 يوم   #4




 عضويتي » 2583
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (08:59 PM)
مواضيعي » 1421
آبدآعاتي » 33,080
تقييمآتي » 63123
الاعجابات المتلقاة » 4019
الاعجابات المُرسلة » 5103
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  ذكر
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » انسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاء
مشروبك  »مشروبك   pepsi
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع ithad
 آوسِمتي »

انسان نادر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم



كل الشكر لهذا المرور الجميل والرائع...


 توقيع : انسان نادر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 6
, , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم انسان نادر - منتدى السـيرة النبويه 3 منذ 6 يوم 09:05 AM
محبة النبي صلى الله عليه وسلم انسان نادر - منتدى السـيرة النبويه 4 09-17-2024 01:12 PM
بيان من رابطة علماء المسلمين حول الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم مفرح التليدي - مسـاحةُ بِلا حُدود" 5 09-20-2012 01:59 AM
بيان منظمة النصرة العالميه حول الاسائة للنبي صلى الله عليه وسلم مفرح التليدي - مسـاحةُ بِلا حُدود" 4 09-19-2012 10:58 PM
محبة النبي صلى الله عليه وسلم أمـــــــــــــيـــــرة - منتدى السـيرة النبويه 9 08-05-2009 04:06 AM


الساعة الآن

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافة ودعم وتطوير وحماية من استضافة تعاون