وليكُن _ في رمضان وغيره _ بصرُك من النظر إلى الحرام معدولا ، وسمعُك عن سماع القبيح من القول معزولا ، وبطنك من أكل الحرام محمولا ، وقلبُك بالخير والاحسان مشغولا ، وذكرُ الله في لسانك مجعولا ، ومالُك في طاعة الجبّار مبذولا ، ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) ، وإنك لتعلم أن الشيطان كان للإنسان خذولا ، فلِم خُنتَ أمانة ربك وكنت لنفسك ظلوما جهولا ؟؟!
رمضان أقبل قم بنا نطوي المَدَى *** سَبْقاً إلى الخيرات في شهر الهُــدى
الصـــوم جُنَتُنا وعاصِمُ روحنا *** من سهم خائنةٍ تُذَبِح كالمُــــدى
من حاصد كب الوجوه على لَظَى *** وأتى على الحسنات خسَ وأفنـــدا
من شهوة تُغري وتردي صيـدها *** بالسوء من أمارة بئس الــــردى
عشرٌ من الرحمات أولُ عهــده *** عرض لها قلبا قسا لما اعتـــدى
والعشر في وسط المطهر لُذ بهـا *** مستغفرا مما تستر أو بــــــدا
واختـم بعِتْقٍ من جهنم واستلــم *** من مُحسنٍ مسك الختام مِنَ النـدى
واشدد لعشـر القدر مئـزر همة *** والأهلَ أيقظ فالطريق تعبـــــدا
لم تبق إلا عشرة، يا ويــح من *** قد أدرك الشهر الكريم وما اهتــدى
ليــــلاك يا قيس العبادة ليلة *** لو أنها وُزنت بألف مـــا فــدى
فاغنم بهـا ساعات وَصْلٍ لا تنم *** ليلاك قد ضربت لوصلك موعــدا
حــرم على بنت الخيانة نومها *** واغسل بدمع الحزن لَحْظاً أَرْبَـــدَا
قَدْ صُفد الشيطان فاهرع مُسرعا *** يا باغيا للخير لا تنظر غـــــدا
أبـــواب نيران القيامة أغلقت *** أقصر أخ الأشرار واهجر من عـدا
هــذي الجنان تزينت لضيوفها *** من لم يزالوا قائمين وسجـــــدا
حتى انجـــلى ليل التبتل وابتدا *** سبح النهار، وصاح حَي على الجدا
صُفر الوجوه إذا رؤوا ذُكِرَ الذي *** بالكِلْمَةِ الفُضلى أنار وجـــــددا
أحيى القلــوب بذكرها فتيقظت *** وتحللت ممـــا أذل وقيــــدا
من كل خاطــرة تسوء وفكرة *** تُفْني فؤادا ضــاق ذرعا بالعــدا
فتحٌ وبدرٌ ذِكريــــات ذِكرها *** يُدني البعيد ويستفـــز المقعــدا
كيف الهنا وقُدْسُنَا مِلْكٌ لهــــم *** شُد الرحال أخي إلى قدس الفــدا
بالشوق يا خيلُ اركبي واستصحبي *** كلا يذوب تحيرا وتـــــرددا
وأعن على هذي النوائب مُجْهـدا *** ما عاد يَقوى يا رحيم على العــدا
النفـــس والطبـع اللئيم وشِقْوة *** من هولها شَرِبَ اللعين وعربــدا
هِمْ بالصلاة على النـــبي فإنها *** سَكَنٌ لمن ذكر الحبيب فأنشـــدا
يـــا من ثَوى في طيبةٍ جُثمانه *** شوقي إليك نما وصار مُسَهِـــدا
للروضـــة الفيحاء والقبر الذي *** ضم الرسول المصطفى ومن اقتدى
بجوارهم أهل البقيع قبـــورهم *** من زارها أعطى الولاء وأشهــدا
أن المدينة روضة من جنـــة *** طابت منازل واستطابت مسجــدا
فيها الهنا فيها المنى فيها السنـا *** أنعم بها سكنى وأكرم مقصــــدا
يا لَيْتَ شعري هل يُتَاحُ لنا بهـا *** يوما مُقامٌ إذاً لَكُنْتُ الأسعـــــدا
صلوا على آل النبي وصحبــه *** ما أَم صب طيبةً وَتَــــــوَددَا
صلوا على إخوانه من جــددوا *** بالعدل والإحسان دينا جُمــــدا
يا سعد من أعطى الولاء لحزبهم *** يا سعد من تَخِذ المُؤَيدَ مُرْشِـــدا
ويقول الشاعر الجزائري محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان
امـلأ الدنيـــا شعاعـا أيهــا النـور الحبيب قـد طـغـا الناس عليهـا وهـو كالليـل رهيب فترامــت فـي الدياجـي ومـضت لا تستجيب ذكـّر النــاس عهــودا هي من خير العهــود يوم كان الصـوم مــعنى للتسامــي والصعـود ينشر الرحمـة في الأرض علـــى هذا الوجـود
و يقول الشاعر علي الجارم الذي نزل ضيفا عند أحد البخلاء فهجاه بقوله :
رمضان في قلبي هماهم نشوة من قبل رؤية وجهك الوضـاء وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه من طعم تلك الجنة الخضـراء لا طعم دنيانا فليس بوسعــها تقديم هذا الطعم للخلـفـاء ما ذقتُ قط ولا شعـرت بمثله ألا أكون به من السعــداء
((فقد جعل الله عز وجل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون
س : ما هو فضل الصيام؟
ج : في ذلك آيات وأحاديث كثيرة ، منها قوله تعالى:((إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)) قال أهل التفسير: هم الصائمون.
وقال -صلى الله عليه وسلم- : »إن في الجنة باباً يقال له الريان : يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون؟ ، فيقومون فيدخلون مـنـــه، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد« (وفي رواية: من دخل شرب ، ومن شرب لم يـظـمـــأ أبداً) [صحيح الجامع الصغير ، رقم 2121 ، وانظر صحيح الترغيب 1/410].