الركن الهادئ للحريصي ..

إن عينيكِِ هما سر إلهامي
وهما الأُفق الواسع الجميل ..

علموني في صغري أن القلب لا يلين.

وعندما رأيت عيناكِ الزمرديتان
اللتان تحملان كل فتنة الأرض
بِتُ يا سيدتي عاشق لهما .

أنتِ يا سيدتي أمبراطورية عشقي
التي يحرسكِ فيها جيش حبي
ويأتمر بأمركِ جنود اشواقي
وتمطركِ سحابة هيامي .

شقيقة الروح ..
ورفيقة المساءات الجميلة ..

تتنكر لي بعض الأمسيات ..
وتهجرني فيها الحروف
فـ استسقيها من كأس الأحلام
وأُحاول نثرها لتعبر عن ما في داخلي.

وكم هي جميييلة .. وفاتنه ..
تلك اللحظات ..
التي استرق فيها احساسي
من عنا هذه الحياة وأكتبه
شعراً..
ونثراً ..
وأُلحنه أُغنيات ..
وأجدكِ في سُلمها الموسيقي
أحرفاً عذبة تأسر الروح.

أُرتبكِ ..
وأُبعثركِ ..
وأُعيد ترتيبكِ من جديد
ويبقى اللحنُ جميلاً ..
وفي كل نوتةٍ أجدكِ
عنوان قصائدي ..
ولحني الوحيد ..
الذي أنشُده على مرافئ البوح ..
وبعد كل إنشادٍ ..
أصمت لأسمعه صدىً يزلزل أركاني.



الحريصي ..

في كل ليلة أُنضمكِ قصيدة
وفي كل مرة تكون القصيدة مختلفةً .. !

فـ أحياناً ..
أنشدكِ لحناً شجي من القلب ..

وأحياناً ..
أرسم وجهكِ جميلاً كـ القمر
وأجمل ..

وأحياناً ..
أصور قوامكِ الرشيق الساحر .

فما أحلاكِ وأجملكِ في لوحاتي
التي تتعاقب بفكري ..

وما أعذبكِ في قصائدي
حين تتغنى بكِ أبجديتي .

ودائماً ..
تزدان بكِ الألوان في رسوماتي
وتضفين الحسن البديع على حروفي

وتظل دوماً حواسي العاشقةُ لكِ
تتفنن في رسمكِ وإنشادكِ

أعلم يقيناً أنكِ
قصيدة عشقٍ مكتوبة
بكل اللغات ..

ولوحةً سرياليةً جميلةً
مرسومةً بأدق التفاصيل .

لكنني حين أعشقكِ
وأغنيكِ ..
وأرسمكِ ..

حتماً ..
ستكونين أجمل
وحتماً ..
ستكونين لغةً مختلفةً
يتفرد بها إحساسي ..

فلا يشبهني أحد حين أعشقكِ
ولا يشبه قلبي تلك القلوب
حين أحبكِ .


الحريصي ..

كلما حاولتُ اخفاءكِ في متاهات ذاكرتي
تبرزين على كل نافذة من نوافذها..
تتسللين مع كل إغفاءة !
تجلبين الأحلام ..
قبل دفئ وسادتي!

توقضين كل الحروف الغافية
على صفحات دفتر مذكراتي …
توشوشينني ...
ماذا تفعل الآن ..
فأقول لكِ لا شئ
فقط تستحضركِ الذاكره
فتضحكين …!

شئٌ ما في أعماقي ..
يعيد لي ...
كل ما كنتُ أقوله لكِ دوماً .
تتجرئين أكثر على خلوتي…

اثقلي يا بنت !!

وأضحك كثيراً ..
لا تبتعدي..

أشتاق لكل الأشياء
وأدرك أنكِ فيها كلها…
حتى العِطر لا يخلو منكِ!


تباً للنسيان لو حاول ..
أو حتى تجرأ …
ففي كل ركن في ذاكرتي
لكِ حكاية تخصكِ ..



الحريصي.

دعيني المس عمق الدفء فيكِ
فـ الحياة دون حنينكِ لا تستوي.

داخلي .. أنتِ ..
غنيتها لكِ يا رقيقة البوح زمناً .

لكل زائري ركني الهادي ..
ود وتقدير لا ينتهي .

داخلي أنتِ ..
أمل أرقب بزوغ فجره
وانشودة حياة لا امل ترديدها .

الحنين يصنع من صمت الحروف
حنجرة تصدح بالغناء
ورائحة العطر تملأ زوايا الذاكره
تعيد تفاصيل حكايات قديمه

وهذا مساء ملئ بذكراكِ
يعبق برائحة عطركِ ..
بهمساتكِ ..
بتغنجكِ ..
بدلالكِ ..
كل دقيقة منه تسرق مني العمر .

استذكر في هذا المساء حكايات مضت
بعبرات تخلق بمرورها في الأعماق طرقاً
استعيد ذكرى مساءات من الحب
كانت تحفنا ..
تكتحلُ فيها عيوني بالنظر لعينيكِ
حتى يكون ضياء الفجر منها
شاهد على سهراتنا .

وكنتِ تخبرينهم في الصباح وتقولين ..
كان ليلنا ملئ بالغرام
وصبحنا بعده يفيض بالنور
ونحن من سهرنا نعلم العشاق
في جلسات الهوى معنى الهيام.
وكانت تحتار فينا المساءات
لاترى غيرنا فيها يغني
وتتسائل ..
من اصدق منا في حبنا .

أي مساءٍ بعد تلك المساءات
يوصف بالمساء الحالم الجميل
وأي بوح بعد همساتنا ..
ينتظره العشاق ليثملو .

يا سنبلة عانقت ربيع العمر
حتى أينعت من كل حرف أناقته
وفاضت بها أبجديتي جهراً
ورسمت في دربها قطر الندى ..
على مفرق قلبين .. قلبي وقلبها.
هاكِ إيسر الصدر
مجرى الوجد فـ أسكتيه
وخذي عني نبوءات احلامي
وصبي لي من الروح
في كأس المنى قدر الحياة .



الحريصي ..

الحنين ..
شعور مؤلم .. وألمه مزدوج.
لأنه يضعف كل محاولاتنا للتماسك وعدم العوده
ويجبرنا على الإعتراف بأن الحياة بدونهم لا طعم لها .

الحمدلله حمداً يليق بجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه .

تتعلق الأُمنيات ..
قناديل تعانق الأُفق
تضئُ السماء وتنثر الأحلام
تداعب شفاه النجوم
وتقبل وجه القمر .

وهناك يا عشقي ..
أدونكِ ربيعٌ على مشارف كل الفصول
وأكتبكِ للحب موعد الخلود .

يرتلكِ حيناً صوت هذياني
وتشدو بكِ أغنيات جنوني حيناً آخر
لتبقي أنتِ ذلك العشق المسكوب
في قنينة عطري .

الحنين ورعشات الشوق
وتفاصيل صغيره ..
لا تزال تُمد ذاكرتي بكِ
وحبكِ ذلك الذي استوطن ذاتي
وأوردني جنون العشق .

منذُ لحظاته الأُولى ..
وأنا يا فاتنتي أُغنيكِ لذة العمر
وأُنشدكِ قصائد عشق أبدي .

أُعانق السماء بكِ مطراً
وأنزلُ بكِ فتنه ..

أغرسُ الروح في لحظات عناقكِ
بذرة حنين ..

واسقيها من نبيذ قربكِ
كأس ارتواء ..

أُبعثر أشواقي بين يديكِ ..
وأُوقظ بكِ ..
الحلم الغافي على صفحات أيامي.

وَلا أزَال ممتلئ بكِ حد الثمالة
والجنون .



الحريصي ..

كلما قررت الكتابة ..
تتمرد أبجديتي وتختصرت كل حروفها
همساً ينطقُ لأجلك فقط .


مساء الخير ..

وحِين يؤيني الليل ..
أبدأ التفنن في رسم طيفكِ على جدران ذاكِرتي ..
والغوص في تفاصيلكِ الصغيرة اكثر وأكثر وابتسم .