05-27-2013
|
#2641
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
لا تضرب جثة هامدة
يقول الأديب الانجليزي وليم شكسبير ( أي شجاعة في ضرب جثة هامدة ؟! ) .
ويقصد بها أي متعة ورفعة وزهو ذلك الذي يتملكنا حينما ننتصر على أشخاص مهازيل ! ،
أو نفوز في معركة من طرف واحد .
إنها حينذاك تكون متعة زائفة كاذبة ، فيها من الخسة أكثر مما فيها من الفخر ،
وفيها من دناءة الهمة أكثر مما فيها من نقاء المعدن ورفعة الأصل .
فإذا كان فخر المرء يقاس بنجاحاته وتفوقه فإنه يكون أيضا بقوة أعدائه ،
وعِظم معاركه ، وخطورة الأودية التي يسلكها .
والمرء يا صديقي ينتقي أعدائه ويختارهم .. ولا عجب .
فإذا كان الواحد منا عالي الطموح ، يقظ الهمة ، يطلب معالي الأمور ،
كان المتربصين به على قدر همته ، وأعدائه ليسوا بالتافهين السذج ،
ومعاركه صعبة ، ونصره مؤزرا ، وهزيمته مشرفة مهما فدحت.
أما إذا كان المرء بسيط الحاجة ،
متواضع المطلب ، ضعيف الهمة والطموح ،
كان أعدائه صغار ، ومعاركة محدودة ، ونصره غير مدوي .
ليس للنصر البسيط سحر يا صديقي .. فلا تطلبه ! .
إرم بناظريك بعيداً ، واطلب معالي الأمور .
تجهز لمقارعة رجال ذوي بأس وقوة ،
لا ترهبنك المعارك الضارية الشديدة .
عندها لن يمتعك نصر بسيط ، ولن يثيرك تحد متواضع ،
وستعزف همتك أن تسير بعدها إلا على قضبان الرقي والطموح .
واسمع معي لقول أمير الشعراء شوقي إذ يطمئنك أن :
لا تعدمُ الهمةُ الكبرى جوائزَها ... سيانِ من غلبَ الأيامَ أو غلبـــــــا
وكل سعيٍ سيجزي اللّهُ ساعيهُ ... هيهاتَ يذهبُ سعيُ المحسنين هَبا
فمرحى بمعارك الحياة الضارية ، ومرحبا بخصومها الشرسين ..
وما دام في الحق جهادك .. فاضرب بعون من الله وتوفيقه .
إشراقه :
صدقني .. السر في حصاد أعظم الثمار والحصول على أعظم النعم من الحياة
هو أن تحيا دائماً في خطر . (فريدريك نيتشه.)
أخي هاذه دروس لك في الحياة أقدمها بين يديك بين الفينة والأخرى
وأزيدك فائدة أكبر عند الله جل في علاه ثم عند الناس
وهي العفو عن هفوات الآخرين فلتكن دائما شخص متسامح مع الناس
ليعفو الله عنك وأنت أحوج ما تكون الى مغفرة الله وعفوه
(( اللهم اني أشهدك أني عفوت عن كل من ظلمني أو أخذ مالي
أو اغتابني أونم في أو سبني أو أساء الي اللهم فأكتب لي بها عندك
مغفرة ورحمة وسترا وصلاحا لي ولأبنائي وبناتي وزوجاتي ))
|
|
|
05-27-2013
|
#2642
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
قصة وقصيدة
شايع بن مرداس ( الأمسح ) من الرمال من شمّر . عاش في أوائل القرن الحادي عشر الهجري . في بلاد قومه في الشمال و يروى أنه كثرت غاراته على من حوله و البعيدين عنه على السواء و كان يغير على أبل أبن عريعر و عربانه و من أنضوى تحت لواءه فكثرت الشكاوى ضده و أوغر صدر أبن عريعر عليه و أقسم أنه أن أمسكه أن يسجنه حتى يموت في السجن و بث له الرصد في كل مكان و بعد فترة من الزمن وقع شايع الأمسح أسيراً في يد أبن عريعر و قيّده في ( الرفّة ) و هو المكان المخصص لجلوس الرجال في بيت الشعر و ربطه في ( ثقل ) بطرفها و كان يريد من ذلك التشهير به أمام الناس و أظهار قوته و بطشه بمن يسلك نفس الطريق .
و مكث شايع الأمسح مربوطاً لدى أبن عريعر ثمان سنوات حتى ضعفت قوته و تعقدّت أعصابه و أثّر الحديد بساقيه و يديه و ساءت حالته الصحيّة و كان يحاول فداء نفسه في بداية سجنه و يقال أنه حاول فداء نفسه أول سنة بمئتين من الأبل ثم في السنة الثانية بمئة من الأبل و في السنة الثالثة بخمسين من الأبل ثم سكت بعد ذلك و عندما سأله أبن عريعر عن السبب في سكوته أجابه بمقولة مشهورة جاءت على لسانه و تكرّرت على ألسن الآخرين لنفس الضروف و قد سارت مثلاً و هي قوله ( صبّي و زلّت عجاريفه ) و ذلك أنه عندما طلب لنفسه الفداء في بداية الحبس كان له ولد صغير يود مناغاته ما دام في سن الطفولة الأولى و المبكرة أمّا بعدما كبر ولده لم يكن بنفس الحرص على الفدية ثم أن أبنه أصبح في الثانية عشر من العمر و أصبح في مصاف الرجال .
و هناك بين جماعته و في أحدى الليالي كان أبنه ( عميره ) يلعب مع الصبية فغلب أحدهم و قال له أنت تتطاول علي لأنك أكبر مني و لو أنك رجل و فيك خير لفككت أسر أباك .
قال عميره بن شايع : أن أبي ميت .
فأجابه الصبي : لا أن أبوك حي و في حبس أبن عريعر .
عاد عميره إلى أمّه و سألها عن أبيه فأجابته أنه قد مات منذ زمن .
عند ذلك أخذ خنجراً كان معلّق في عمود البيت و قال أني سوف أذبح نفسي أن لم تخبريني أين أبي .
عند ذلك أخبرته بالحقيقة و هي أن أبوه حي يرزق و في سجن أبن عريعر في الأحساء و قد كنت صغيراً فلم أخبرك بذلك لأنك لا تستطيع عمل شيء له فكتمت الخبر حتى تكبر .
بعد ذلك طلب منها أن تخبره عن أخلص أصدقاء والده و أقربهم له .
فقالت له أن لوالده صديقاً مخلص و لكنه كبر و كف بصره .
و بعدما أخبرته به ذهب إليه و أخبره أنه عازمٍ على فك أسر والده و لكن الشيخ طلب منه التريّث و الصبر الأ أن ( عميره ) أصر عليه و وافق و بدأ بتجهيز نفسه للسفر معه و اختاروا رجل ثالث معهم و كان الرجل الأعمى هو دليلتهم حيث يصفون له الأرض و معالمها و هو يخبرهم أين هم و هكذا حتى وصلوا أطراف منازل أبن عريعر و كانوا قد وصفوا للدليل أشجار طلح كثيفة فقال هذه التي كنا نكمن فيها و ننقض على أبل أبن عريعر و رعاياه منها . بقوا في ذلك الطلح و عند غروب الشمس ذهب الغلام لوحده على مطيته إلى بيت أبن عريعر و أخبر رفاقه أنه إذا طلعت نجمة الصبح و لم يأتي فعليهم أن يهربوا عن مكانهم .
وصل إلى بيت الأمير و عقل مطيته في مراح الأبل و جلس مع العديد من الضيوف و رجال أبن عريعر و رعاياه و كان يحاول التعرّف على والده و لكنه لم يستطيع ذلك حتى دعي الناس للعشاء فجاء أحد الخدم بصحن فيه طعام و وضعه عند رجل في طرف الرفّه و قال ( تعش يا شايع ) عرف عميره أن ذلك هو والده و بعدما أتجه الناس للعشاء أقترب عميره من والده و جثى على ركبتيه و تلمّس وجهه و أكب عليه يقبله و الدموع تذرف من عينيه قائلاً : هل أنت أبي . هل أنت شايع ؟
فرد عليه :نعم أنا شايع .
فهل أنت ولدي عميره ؟
أجابه : نعم .
ثم قال له : ما جاء بك ؟
قال : أتيت أخلصك من الأسر .
فقال له : سلمت سلمت . و لكن ذلك ليس بالأمر السهل الآن و ذلك لأن الأقفال مصبوب عليها الرصاص و الأثقال لا تزحزح و أنا واهن القوى و من ثمان سنين لم أتحرّك .
فقال عميره : و ما هو الحل ؟
قال : الآن أذهب إلى العشاء كي لا تجلب الريبة لرجال الأمير . و ثم نرى ما ذا نفعل .
بعد العشاء أنتبه عميره إلى صبي صغير من أبناء الأمير عندما جلس طلبه و إذا عاد الصبي إلى بيت أمه التفت أبن عريعر لأي من رجاله و قال ( هات الولد )
قام عميره و طلب الصبي من أمه و هي معتادة أن أي من رجال الأمير يأتي و يأخذه و هناك رواية تقول أنه أستّله من منامه و هي نائمة بجواره . و الله أعلم .
و في قصيدة شايع أنه هو الذي حبك تلك الفكرة لولده عميره و عميره قام بالتنفيذ و هذا الأرجح و الأصح بحكم معرفة شايع بأسرار القوم لطول مكوثه أسيراً لديهم .
ثم مر على والده و ودّعه و أخبره أن من شروط عودة هذا الصبي فك أسرك و عودتك معززاً مكرماً .
عاد عميره إلى رفيقيه . أما الأم فقد فقدت أبنها في نفس الليلة و صاحت و جاء الأمير و سألته هل الصبي عندك فقال لا فبدأ البحث عنه بقية تلك الليلة و حتى الظهر من يوم غدٍ و لم يعثروا على شيء .
عاد الأمير ليستريح في رفة البيت و هو حزين و تعب . و أستغرب من جمال وجه شائع و شعاعه و فرحه فسأله فقال أني أضحك عليك !!!
قال لماذا ؟ قال لأنك رجل كبير و أمير القوم و تبكي هكذا من أجل صبيٍ صغير لم تذق نفعه بعد و قد يخلف الله عليك بدلاً منه بالمبيت مع أحد زوجاتك ليلة أخرى .
فرد عليه أبن عريعر بقوله أتهزاء بي أيها الخبيث .
فأجابه شايع : إذاً لماذا كنت تهزاء بي عندما طلبت أطلاق سراحي لرؤية ولدي الصغير .
قال و لكن ولدك ليس مثل ولدي .
قال شايع : لا فرق فكلهم أبناء و كلنا آباء . و أن ولدك الآن في آمان عند ولدي الذي قللت من قيمته .
قال : أين هو .
قال : بعد الثرياء عن الثرى . و لكن أن أردتم إرسال مندوب يسمع شروط أبني عميره ليعود لكم أبنكم .
و كانت شروط عميره بن شايع هي إحضار جوادين مشهورين من أغلى خيل شمّر و معهما مئة ناقة وضحا مع إعادة أبيه معززاً مكرّماً . و كان ذلك .
و يقال أنه لما تعذّر على أبن عريعر الحصول على الجوادين دفع خمسين جواداً من أصائل الخيل مع مئتي ناقة وضحا . و الله أعلم .
و هناك روايات تقول أنه طلب أن الخيل و والده يمشي على ( زل ) فرش فاخرة من مقر أبن عريعر حتى مكان أقامة أهل شايع مما جعل المتحذلقين يجدون حلاً و هو أن الخيل تحذّى على قطع من الزل ( القطيفة ، القطايف ) حتى يتم الشرط و أن صح ذلك فهو من باب التعجيز .
المهم أن شايع عاد إلى أهله معززاً مكرماً مرتدياً أجمل الملابس مما يلبس الأمير أبن عريعر و أعيد ولد أبن عريعر له و قال شايع الأمسح هذه القصيدة في قصة حبسه عند أبن عريعر .
القصيدة :
أخذت ثمان سنين في حبس خيّر
------------- و التاسعة جاني صدوق الفعايل
جاني غلامٍ ما بعد خط شاربه
------------ و لا قط في قلبه من الخوف زايل
و دنّق علي مظنون عيني و حبّني
--------------- و دموع عينه فوق وجهي شلايل
و أنا الحديد بساق رجلي مغلّق
--------------- و الرجل كلّت من حمول الثقايل
تعيش يا شبل سطى ليلة الدجى
--------------- على ولد شيخٍ عمل بي هوايل
سطى و جاب الورع من ربعة أمّه
--------------- من حضن زين اللون شقراء جدايل
هديته على دربٍ صعيبٍ و لا هفى
---------------- و جاب الذي ضجّت عليه القبايل
سطى و زم الورع و مرّن و أحبّني
--------------- و جلا عني مرٍ على الكبد جايل
و شاله على قطّاعة الريد وجنا
--------------- ما يلحقنّه ناتلات الحبايل
و أقفى على الوضحاء كما الهيق وصفه
-------------- تشادي لهيقٍ من شفاء الريح زايل
و طلب ثقيل الروز وضحٍ فطاير
--------------- وضحٍ ربن بديار زوبع جلايل
و طلب جوادينٍ من الخيل غيرهن
--------------- يعرف أنهن من مكرمات الأصايل
و عيّوا بهن زوبع على واضح النقا
-------------- و صكّوا قفاهن مقحمين الدبايل
من عقب ماني حافي الرجل عندهم
-------------- جوني بعد ذلك يبون الجمايل
يعيش أبن شايع تقصّى بمطلبه
------------- من الخيل و أيضا من خيار السلايل
من عقب مثباري ضهيدٍ ببيتهم
------------- اليوم يصّلى كبودهم بالملايل
أخذ ثار أبوه و ثار عمّه و عزوته
----------- تقاضى و طمّن راس من كان طايل
عسى غلامٍ ما فعل فعل والده
-------------- تسّفى عليه مسهسات الرمايل
و يعيش أبن مرداس من مرقب العلا
------------ رفاع المباني من كبار الحمايل
قرمٍ نفل بالفوز من زايد السطر
------------- و أبوه و جدّه محضّبين السلايل
========
|
|
|
| |