عدد مرات النقر : 232
عدد  مرات الظهور : 16,267,021
عدد مرات النقر : 243
عدد  مرات الظهور : 16,267,021
عدد مرات النقر : 450
عدد  مرات الظهور : 16,267,021
عدد مرات النقر : 104
عدد  مرات الظهور : 16,267,021

عدد مرات النقر : 253
عدد  مرات الظهور : 16,267,021
عدد مرات النقر : 52
عدد  مرات الظهور : 16,267,021
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 29,378,582

عدد مرات النقر : 619
عدد  مرات الظهور : 24,363,574 
عدد مرات النقر : 450
عدد  مرات الظهور : 23,645,958

عدد مرات النقر : 490
عدد  مرات الظهور : 22,397,176 
عدد مرات النقر : 205
عدد  مرات الظهور : 9,150,219

عدد مرات النقر : 376
عدد  مرات الظهور : 25,422,062 
عدد مرات النقر : 443
عدد  مرات الظهور : 39,308,394
فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي
مطبخ تليد   طابور التميز   فعالية لعيون الاعضاء  جدد نشاطك  تميز وكون انت الأول   الفياتكم هداياكم  مين صاحب الصورة   شباب وبنات في ورطه  عضو كلبشناه  صوره وتعليق  مثل وصورة  

- مـــدونـات الأعــضــاء هُنآ " | مساحتك الحرة| عآلمْك الهادئ "| تُهمس مآ بُدآخلك| وَ [ نُتآبْعك بـ صمْتَ ] ~ |

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-22-2014   #4171


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





حين تتحدث مع الله

حين تتحدث مع الله
لن تكون محتاجا لأن تشحن هاتفك !
لن تكون مظطرا لأن تتردد في كلماتك،،
أو ان تخاف من ان يفهمك بطريقة خاطئة!
لأنه في الحقيقة يفهمك
لن تكون محتاجا لقول
اعتذر عن ازعاجك في هذا الوقت،،
ايمكنك ان تمنحني دقيقة من وقتك!
اتعلم ماالمهم في كل هذا !!
انك لا تحتاج ان ترفع صوتك حتى يسمعك !!
من دون ان تنطق بكلمة واحدة
هو يعلم كل شيء !
الوحيد الذي لا تخجل ان تحكي له كل شيء !
والغريب ! هو انه اصلا يعلم هذه الحكاية ومع ذلك يسمعك ،،
ولا يمل ولا يقول لك تحدثنا في هذا الف مره!
ارجوك لا تتحدث فيه مره اخرى !
الوحيد الذي لا تخجل من البكاء امامه ،،
وفي سجدة
تكون معه في اجتماع خاص جدا
الوحيد الذي تحبه منذ زمن
مع انك لم تقابله !
الوحيد الذي يحبك منذ زمن
لكنك لا تعرف !
قد تبكي بكاء المضطر وتنام
والله لا ينام عن تدبير أمورك
سبحانك ياربي ما أعظمك ،،







 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4172


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





اني أعظكم بواحده .... خطبة للشيخ خالد الراشد

المقدمة .....

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن

فمن اتقاه وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن شكره زاده

عباد الله ذكر الموت حياة ونسيانه غفلة ..

ومن استحيا من الله حقَّ الحياء لم يغفل عن الموت ولا عن الاستعداد للموت..
قال صلى الله عليه وسلم : ( من استحيا من الله حقَّ الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا ) .
وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فرصة إلا ذكَّر أصحابه بالموت وما بعده ..
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة ، فقال : ( علامَ اجتمع هؤلاء ؟ ) ، قيل : على قبر يحفرونه ، قال : ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وقام من بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه .. قال البراء : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ، قال فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه ثم أقبل علينا فقال : ( أي أخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا )..( لمثل هذا اليوم فأعدوا).
وهكذا سار السلف من بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم يذكرون الموت ويُذكّرون الناس به.. فهذا أويس القرني رحمه الله يخاطب أهل الكوفة قائلاً : يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم ، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم .
عباد الله .. إنَّ في ذكر الموت أعظم الأثر في إيقاظ النفوس وانتشالها من غفلتها ، فكان الموت أعظم المواعظ ..
قيل لبعض الزهَّاد : ما أبلغ العظات ؟ ، قال : النظر إلى محلة الأموات .
وقال آخر : من لم يردعه القرآن والموت
فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع .
إنَّ زيارة القبور ، وشهود الجنائز ، ورؤية المحتضرين ، وتأمل سكرات الموت ، وصورة الميت بعد مماته يقطع على النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ..
من استعدَّ للموت جدَّ َفي العمل ، وقصَّر الأمل ..
يقول اللبيدي : رأيت أبا اسحاق في حياته يُخرج ورقة يقرؤها دائماً ، فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوب فيها : أحسن عملك فقد دنا أجلك ..
أحبتي ..
إنَّ الذي يعيش مترقباً للنهاية يعيش مستعداً لها ، فيقلُّ عند الموت ندمه وحسراته.
لذا قال شقيق البلخي رحمه الله : استعد إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة فلا يستجاب لك .
أردت من هذه الموعظة إيقاظ القلوب من سباتها ، وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها .
أردت من هذه الموعظة أن يزيد الصالح في صلاحه ، وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته .
لقد رأيت الحياة تمضي مسرعة ومعظم أهلها في غفلة .. ناس يأتون وآخرون يرحلون .. أرحام تدفع ، وأرض تبلع .. والناس غافلون ولا يستيقظون إلا عند معاينة الموت وسكراته.
أحبتي .. إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة محدودة ، وستأتي النهاية حتماً ..
سيموت الصالحون ، والطالحون..
ويموت المتقون ، والمذنبون..
ويموت الأبطال المجاهدون ، والجبناء القاعدون..
ويموت الشرفاء الذين يعيشون للآخرة ، ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة..
يموت أصحاب الهمم العالية ، ويموت التافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات الفروج والبطون .
قال الله جل في علاه : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } ، وقال : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }
ستموت .. نعم ستموت ..
إنها الحقيقة التي نهرب منها دائماً ..
إنها الحقيقة التي يسقط عندها جبروت المتجبرين ، وعناد الملحدين، وطغيان البغاة المتألهين ..
إنها الحقيقة التي شرب من كأسها العصاة والطائعون ، وشرب من كأسها الأنبياء والمرسلون .. قال الله :{ وَ مَاْ جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخَاْلِدُونَ }
إنها الحقيقة التي تعلن على مدى الزمان والمكان في أذن كل سامع ، وفي عقل كل عاقل ، وفي قلب كل حيّ أنَّ الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .
قال الله جلَّ َفي شأنه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } .
إنها الحقيقة التي لا مفرَّ منها ولا مهرب طال الزمان أو قصر { قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلِى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
نعم ..إنه ملاقيكم ..في أي مكان تكونون ستموتون
أيها القوي .. أيها القوي الفتيّ..
أيها الذكي العبقري ..
أيها الأمير والكبير..
أيها الفقير والصغير ..
كل باكٍ سيُبكى ، وكل ناعٍ سيُنعى ، وكل مذخور سيفنى ، وكل مذكور سيُنسى ، ليس غير الله يبقى ، من علا فالله أعلى ..
اعلم رعاك الله ..أنه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آتٍ آت { مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ } .
إنَّ حياتك إنما تبدأ بعد مماتك ..

يا ابن آدم أنت الذي ولدتك أمك باكياً *** والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

اعلم بارك الله فيك .. أن لا سبيل للخلود في هذه الحياة .. فالكل سيموت .
قال علي رضي الله عنه وأرضاه : فلو أنَّ أحداً يجد إلى البقاء سلَّماً أو لدفع الموت سبيلاً لكان ذلك لسليمان ابن دواد عليه السلام الذي سُخرَّ له مُلك الجنّ والإنس مع النبوة وعظم الزلفى ، فلما استكمل أجله ومدته جاءته نبال الموت، فأخذته فأصبحت الديار منه خالية والمساكن معطلة .قال الله : { وَ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَ رَوَاحُهَا شَهْرٌ وَ أَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ القِطْرِ وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدِيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذَقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ، يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُوادَ شُكْرَاً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيِهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأكُلُ مِنسَأتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أن لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ }
عباد الله.. إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..
أعظكم بالموت وسكراته ..
أعظكم بالقبر وظلماته ..
أعظكم بالموت وكفى بالموت واعظاً ..
إنه أعظم المصائب ، وأشدُّ النوائب .. سمَّاه الله لعظيم أمره مصيبة ، فقال سبحانه : { إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتُْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ }
إنه المصيبة العظمى ، والرزية الكبرى، ولا نجاة منه .. ولا نجاة منه
إلا أن يكون العبد في دنياه لله طائعاً ، وبشرعه عاملاً ..
إنها الساعة التي تنكشف فيها الحقائق ، وتتقطع فيها العلائق ، ويتمنى الإنسان وليس له ما تمنى ، حينها { يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ، يَقُولُ يَا لَيْتَني قَدَّمتُ لِحَيَاتِي }
إنها الساعة التي يُعرف فيها المصير إما إلى نعيم دائم أو إلى عذاب مقيم.
يقول أحدهم :
شهدت ساعة احتضار واحداً من رفقائي العصاة المدبرين عن الدين ، المضيعين لأوامر ربِّ العالمين ، فسألته في ساعة احتضاره :
كيف أنت ؟!
قال : سأدخل النار أنا وفلان وفلان ، وأنت إن لم ترجع إلى الله ، وأنت أيضاً ستدخل النار إن لم ترجع إلى الله ..
إنه الموت ..أعظم المواعظ وأبلغها ، وهو أول خطوة إلى الآخرة ، فمن مات قامت قيامته .
قال صلى الله عليه وسلم : ( القبر أول منازل الآخرة ) .
فدارنا أمامنا ، وحياتنا الحقيقية هي بعد موتنا .
أين الأكاسرة ؟! ، أين الجباربرة والعتاة الأُول
أخذ أموالهم سواهم والدنيا دول..ركنوا إلى الدنيا الدنية ، وتبوؤا الرتب السنية حتى إذا فرحوا بها صرعتهم أيدي المنية ..
إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..
كم ظالم تعدى وجار وما راعى الأهل ولا الجار!!.
أين من عقد عقد الإصرار ! حلَّ به الموت ، فحلَّ من حلية الإزرار{ فَاعْتَبِرُواْ يَا أُولِي الأَبْصَارِ } .
خرج المغرور من الدنيا ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن ..آه لو رأيته قد حلَّت به المحن ، وتغيَّر ذلك الوجه الحسن ..
أفق من سكرتك أيها الغافل ، وتحقق أنك عن قريب راحل ..
يا سالكاً طريق الغافلين *** ويا راضياً بطريق الجاهلين
متى تُرى هذا القلب القاسي يلين *** متى تبيع الدنيا وتشتري الدين
ليت شعري بعد الموت أين تذهب *** رحم الله من اعتبر وتأهب
ليت شعري بعد الموت أين تذهب *** رحم الله من اعتبر وتأهب

إني سألت الترب ما فعلت *** بعدي وجوه فيك متعفرة
فأجابني صيَّرت ريحهم *** تؤذيك بعد روايح عطرة
وأكلت أجساداً منعمة *** كان النعيم يهزها نضرة
لم يبقَ غيرُ جماجم تعرَّت *** بيض تلوح وأعظم نخرة
أين الحبيب الذي كان وانتقل ؟!.
أين كثير المال وطويل الأمل ؟!.أما خلا كلٌّ في لحده مع العمل !!.
أين من تنعَّم في قصره ؟!. أليس في قبره نزل!!.
آه لو تعلم كيف غدا وصار .. لقد سال في اللحد صديده ، وبلى في القبر جديده ، وهجره حبيبه ووديده ، وتفرَّق عنه حشمه وعبيده ..
أين تلك المجالس العالية ؟! ، وأين تلك العيشة الصافية الراضية ؟! خلا والله بما صنع ، وما أنقذه الندم وما نفع ..
إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..
انتبهوا من رقادكم قبل الردى{ أَيَحْسَبُ الإنسَانُ }{ أَيَحْسَبُ الإنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدَىً }..
إنما هي جنة أو نار .. إنما هي جنة أو نار{ فَاعْتَبِرُواْ يَا أُولِي الأَبْصَارِ } .
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى ، ولم ترَ في الباقين ما يصنع الدهر ، فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم.. فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الريح بعدك والقبر.
أين الهمم المُجدَّة ؟! .
أين النفوس المستعدَّة ؟! .
أين المتأهبين قبل الشدة ؟! .
أين المتيقظ قبل انقضاء المدة ؟! .
إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..
إنَّ العاقل من راقب العواقب ، والجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب..
كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب ! .
وكم ظلام أُسبل ستره وأنت في معاصي وعجائب ! .
وكم أسبغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب ! .
وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب !.
وكم أنذرك الموت يأخذ أقرانك من حولك وأنت ساه ولاعب !. وكم أنذرك الموت يأخذ أقرانك وأنت ساه ولاعب !.
أفق من سكرتك ..وتذكر نزول حفرتك ، تذكرهجران الأقارب ، وتذكر إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة ..
آه ..لألسنٍ نطقت بالآثام .. كيف غفلت عن قول ربَِّ الأنام { اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهمْ }
آه ..لأيدٍ امتدت إلى الحرام .. كيف نسيت قول الملك العلام { وتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ }
آه ..لأقدامٍ سعت في الإجرام .. كيف لم تتدبر{ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ }
آه.. لأجساد تربَّت على الربا .. كيف لم تفهم ( ما نبتَ على السُحت فالنار أولى به ).
رأى أحدهم قريباً له ميتاً في المنام ، فقال له : كيف أنت ،
ندمنا على أمر عظيم .. نعلم ولا نعمل
وأنتم تعلمون ولا تعملون..والله لتسبيحة أوتسبيحتان ، أو ركعة أو ركعتان في صحيفة أحدنا أحبّ إلينا من الدنيا وما فيها ..
أين أثر المواعظ .. أين أثر المواعظ والآيات في قلوبنا ؟!!!
أين أثر كلام الرحمن في حياتنا ؟!!!
اسمع رعاك الله وتدَّبر الكلام . قال الله : { أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُواْ يُوعَدُونَ ، مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يُمَتَعُونَ } .
تلا بعض السلف هذه الآيات وبكى وقال : إذا جاء الموت لم يُغني عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم ..
يا ابن العشرين كم مات من أقرانك وتخلَّفت ؟!.
يا ابن الثلاثين : أدركت الشباب فما تأسفت ؟!.
يا ابن الأربعين : ذهب الصبا وأنت على اللهو قد عكفت ؟!.
يا ابن الخمسين : أنت زرع قد دنا حصاده .. لقد تنصّفت المئة وما أنصفت ؟!.
يا ابن الستين : هيا إلى الحساب فأنت على معترك المنايا قد أشرفت ؟!.
يا ابن السبعين : ماذا قدمَّت وماذا أخرت ؟! .
يا ابن الثمانين : لا عذر لك فقد أُعذرت ؟!.
والله من حمل نعشاً اليوم ، سيأتي يوم ويُحمل هو على الأكتاف ..
ومن دخل المقبرة اليوم زائراً ، سيدخل يوماً ولن يخرج منها ..
ومن عاد إلى بيته اليوم ، سيأتي يوم ولن يعود .. ومن عاد إلى بيته اليوم ، سيأتي يوم ولن يعود ..
.كان عمر رضي الله عنه يردد دائماً ويقول : كل يوم يقولون مات فلان ، ومات فلان ، وسيأتي يوم وسيقولون مات عمر ..
ومات عمرولكن كيف مات !!..
تفكّروا أحبتي وتيقنوا.. تفكّروا أحبتي وتيقنوا أنَّ الموت حقّ لا بدَّ منه..
قال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني ، فقال : لست أول خليفة تموت ، قال : زدني ، قال : ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت ، وسيأتي دورك يا عمر .. فبكى عمر وخرَّ مغشياً عليه .
كان أبو الدرداء يقول : إذا ذُكر الموتى فعُدَّ نفسك منهم ..
بنى ابن المطيع داراً ، فلما سكنها بكى ثم قال . والله لولا الموت لكنت بكِ مسروراً ولولا ما تصير إليه من ضيق القبور لقرَّت أعيننا بالدنيا، ثم بكى بكاءً شديداً حتى ارتفع صوته .
وفي الصحيح : ( ما منكم من أحد إلا ويُعرض عليه مقعده بالغداة والعشي إما مقعده في الجنة أو مقعده في النار ، فيُقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله )
وصدق من قال : لا تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور ..
تفكّروا وتيقنوا أنَّ الأعمال بالخواتيم ، فالخوف من سوء الخاتمة هو الذي طيَّش قلوب الصديقين ، وحيَّر أفئدتهم في كل حين ..
أسألك بالله أما أقضَّ مضجعك هذا الخبر من سيد المرسلين والذي يقول فيه : ( والذي نفسي بيده إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلاَّ ذراع فيسبق الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، و إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ، وإنما الأعمال وبالخواتيم ) ..
نعم صدق الذي قال : لا تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور ..

نعود بالله من الحور بعد الكور ، ومن الضلالة بعد الهدى ، ومن المعصية بعد التقى ..
اللهم يا مقلِّب القلوب والأبصار ثبِّت قلوبنا على دينك..

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشانه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه . اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..

أما بعد :
أوصيكم أحبتي ونفسي بتقوى الله ..
اتقوا الله عباد الله { وَ اتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُونَ فِيْهِ إِلَى اللهِ } ..
ومن تقوى الله الاستعداد للموت وما بعده فإنه الحتم اللازم الذي لايعرف الحجاب ، ولا يطرق الأبواب ..
إنه الزائر الذي لا تحول بينه وبين زائره البروج ولا القلاع { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُُّمُ المَوْتُ وَلَو كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }.
الموت غيب لايدري إنسان متى يدركه ..لذا كان لا بدَّ من الاستعداد ..
قال أبو حازم : كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى متّ ..
آه لو تعلم بأحوال أهل القبور !
كم من الموتى في قبورهم يتحسرون !.
وكم منهم يسأل الرجعة فلا يقدرون ! .أما قال الله :{ و حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَا يَشْتََهُونَ }
ما قيمة الحياة إذا لم تكن في طاعة الله والاستعداد للقائه .
أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من طال عمره وحسُن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله )
قال ميمون بن مهران : لا خير في الحياة إلا لتائب أو رجل يعمل في الدرجات. قال الله : { فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعدُّ لَهُمْ عَدَّاً }
إنَّ النَفَس قد يخرج ولا يعود ، وإنَّ العين قد تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله عز وجل ..
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى:{ إِنَّمَا نَعدُّ لَهُمْ عَدَّاً }، قال : نعد أنفاسهم في الدنيا ..
وتدبَّر في قوله تبارك وتعالى : { الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ والحَيَاةََ } فقدَّم الموت على الحياة تنبيهاً على أنَّ الحياة الحقيقية هي الحياة بعد الموت ..
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك ، وسهِّل عليه قضاءك ، وأقلل له من الدنيا ، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ، ولا تسهِّل عليه قضاءك ، وأكثر له من الدنيا )
والناس في الدنيا عباد الله .. ثلاثة .. والناس في الدنيا عباد الله .. ثلاثة :
إما منهمك في الدنيا ، مكبٌّ على غرورها ، محبٌّ لشهواتها .
وإما تائب مبتدي .
وإما عارف منتهي .
فأما المنهمك فلا يذكر الموت ، ويغفل عنه ، وإذا ذُكر عنده كره ذكره ، لأنه سيقطع لذته ، ويقطع شهوته .. مسكين .. سيموت لا محالة شاء أم أبى ..
وأما التائب فإنه يكثر من ذكر الموت ، ويحذر منه خوف أن يتخطفَّه قبل تمام التوبة والتزوّد من الزاد فلا بأس على هذا .. فلا بأس على هذا فهو في طريقه للاستعداد.
وأما العارف فإنه يذكر الموت دائماً لأنه موعد لقاء حبيبه ، والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب..
قال حذيفة لما حضرته الوفاة : حبيب جاء على فاقة .. حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم .
فالموت هائل وخطره عظيم ، والناس في غفلة عنه لقلة تفكرهم وذكرهم له .
والموت فاذكره وما وراءه *** فما لأحدٍ عنه براءة
وإنه للفيصل الذي به *** يُعرف ما للعبد عند ربه
نعم .. ربما نذكر الموت ولكن بقلوب غافلة .. فليتك تقف على القبر وتذكر أقرانك الذين مضوا قبلك ..
تأمل أحوالهم تحت التراب ..كيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم ، وكيف ترمَّلت نساؤهم ، وتيتَّمت أولادهم من بعدهم ، وقُسمَّت أموالهم ، وخلت منهم مساجدهم ومجالسهم ،وانقطعت آثارهم .. وأنت على هذا الطريق تسير ..
والله لن تخرج الأرواح .. والله لن تخرج الأرواح من الدنيا حتى تسمع إحدى البُشريين : إما أبشر يا عدو الله بالنار ، أو أبشر يا وليَّ الله بالجنة .. والله لن تخرج الأرواح من الدنيا حتى تسمع إحدى البشريين : إما أبشر يا عدو الله بالنار ، أو أبشر يا وليَّ الله بالجنة .
فإن أردت حسن الختام فالزم الاستقامة ، واعلم أنها أعظم الكرامة ، اما قال الله { إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }
وإياك .. إياك من التسويف وطول الأمل فوالله ان أكثر بكاء أهل النار من سوف ولعل وعسى ..
اعلم بارك الله فيك أنَّ كل شيء تفعله باختيارك
إلا الموت فلا خيار لك.. ستموت شئت أم أبيت ..
قال الحسن : فاتق الله يا ابن آدم لا تجتمع عليك خصلتان سكرة الموت ، وحسرة الفوت والندامة ..
والذي نفسي بيده إنَّ غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة يستدركون فيها ما فاتهم بتوبة وعمل صالح فماذا أعددت لذلك اليوم ؟!. فماذا أعددت لذلك اليوم الذي ستوسد فيه التراب ، وستفارق فيه الأهل والأصحاب ؟!.
عن ابن شهاب الزهري أنَّ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما حضرته الوفاة دعا بخَلَق جبة له من صوف ، فقال : كفنوني فيها فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم .. فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم ..
لله درَّك يا سعد وما أحلى كلامك !.
يقول ابنه مصعب : لقد كان رأس أبي في حجري وهو يقضي ـ يعني يحتضر ـ فرفع رأسه إليَّ فقال : أي بنيّ ما يبكيك ، قلت : لمكانك وما أرى قد حلَّ بك ، قال :لا تبكِ فإنَّ الله لا يعذبني أبداً .. قال :لا تبكِ فإنَّ الله لا يعذبني أبداً ، وإني من أهل الجنة ..
قال الذهبي : صدق والله .. قال الذهبي : صدق والله ، أليس هو من العشرة المبشرين.
أولئك أصحاب النبي وحزبه *** ولولاهمُ ما كان في الأرض مسلمُ
ولولاهمُ كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأوتادها همُ
ولولاهمُ كانت ظلاماً بأهلها *** ولكن همُ فيها بدورٌ وأنجمُ
قال تعالى :{ وَ جَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالَحقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تََحِيدُ }..
قال ابن كثير : يقول الله عز وجل { وَ جَاءَتْ } أيها الإنسان { سَكْرَةُ المَوْتِ بِالَحقِّ } أي كُشفت لك عين اليقين الذي كنت تمتري فيه ..{ ذَلكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }أي هذا هو الذي كنت منه تفر قد جاءك فلا محيد ولا مناص ولا فكاك ولا خلاص.
{ كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، وَقِيْلَ مَنْ رَاقٍ ، وَظَنَّ أِنَّهُ الفِرَاقُ ، وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } يطلب أهلك الأطباء علهم ينقذونك أو يساعدونك .
إنَّ الطبيب له علم يدّلُّ به *** ما كان للمرء في الأيام تأخير
حتى إذا ما انتهت أيام رحلته *** حار الطبيب وخانته العقاقير
{ فَلَولا إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ ، وَ أَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ }..فيا لها من ساعة لا تشبهها ساعة يتألم فيها أهل التقى ، فكيف بأهل الإضاعة ..
فتخيل نفسك عبد الله في نزع الموت وكربه وغصصه وسكراته وغمّه وآهاته ، وقد بدأ المَلك يجذب روحك من قدمك ، وبدأت الروح تخرج من أعضائك عضواً عضواً ، فبردت القدمان ، ثم بردت اليدان ، ثم يبست الشفتان ، وشخصت العينان ، ثم بلغت الحلقوم { فَلَولا إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ ، وَ أَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } .
أما يوم الجنائز فيوم راحة للطيبين ، ويوم راحة من العصاة والكافرين ..
عن أبي قتادة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال : ( مستريح أو مستراح منه ) ، قالوا يا رسول الله : ما المستريح وما المستراح منه ؟ ، قال : ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ) ..فكم آذاهم بمعاصيه ..
فكيف سيكون حالك إذا على اللوح وضعوك ، وأخذوا بتغسيلك وتقليبك ، وأنت لا تملك من الأمر شيئاً ! ثم كيف أنت إذا حُملت على الرقاب! بماذا ستُبَّشر ، وبماذا ستُنادى ؟!.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا وُضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت قدموني ، وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها ( يا ويلها ) أين تذهبون بها .. يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها لصعق )
اسمع ما لأرواح المؤمنين المطيعين من البشارات عندالموت ..
أولها وأعظمها سلام الله عليه يبلغه إياه مَلَك الموت ، ثم يُبشره مَلَك الموت برَوْحٍ وريحان ، فيعلم مكانه من الجنة قبل موته .
ثم تتابع البشارات ..فيرى ملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة ، وتخرج روحه بسهولة ، ويشهد خروج الروح ملأٌ من الملائكة معهم كفنٌ من أكفان الجنة ، وحنوطٌ من حنوط الجنة ، ثم تفوح منه أطيب الروائح ، وتناديه الملائكة بأحبّ الأسماء ، ثم يشيعه ملائكة السماء إلى السماء حتى تصل الروح إلى السماء السابعة ، ثم تبكي عليه بقاع الأرض .. ثم تبكي عليه بقاع الأرض التي سار ومشى عليها ، وتبكي عليه أبواب السماء التي كان يعرج منها عمله الصالح .
ثم أعظم الكرامات يوم أن تصل روحه إلى السماء السابعة ينادي الرحمن أن صدق عبدي فاكتبوا كتابه في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى .
أما أرواح العصاة والكافرين فحسرات وندامات { حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَا يَشْتََهُونَ }..
فتتابع االحسرات والمخازي والندامات ..
أولها طلب الرجوع ، فلا يستجاب لهم { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قََالَ رَبِّ ارْجِعْونِ } ..
ثم إذا عاين مَلَك الموت وملائكة العذاب { يَوْمَ يَرَونَ المَلائِكَةَلا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلِمُجْرِمينَ وَيَقُولُونَ حِجْرَاً مَحْجُورَاً }.
ثم يبدأ القرع والتوبيخ { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفََّتْهُمُ المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْباَرَهُمْ } { إِذْ يَتَوَفَّى الّذَِيِنَ كَفَروا المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْباَرَهُمْ وَ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيق ، ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيسَ بِظَّلامٍ لِلِعَبيدِ }
ثم يقال له : يا أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ..اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغسَّاق وآخر من شكله أزواج ، تُنزع روحه حتى تتقطع العروق والأعصاب ، ثم تلعنه الملائكة وتغلق دونه أبواب السماء ، ويُنادى بأقبح الأسماء ، وتخرج منه أنتن الروائح ، ثم يُنادى أن كذب فاكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، ويا له من سجين ، ويا له من سجن وحبس ضيق مع حزب الشيطان .
فأي خسارة أعظم من هذه الخسارة!!! .. يرى مقعده من النار ، ويُضيَّق عليه في قبره ، ويصيح بأعلى صوته : ربِّ لا تُقم الساعة .. ربِّ لا تُقم الساعة ..
إني أبدأك من حديثي *** والحديث له شجونُ
فارقتُ موضع مرقدي *** يوماً ففارقني السكونُ
القبر أول ليلةٍ بالله *** قل لي ما يكونُ
قال عبد الله بن العيزار : لا بدَّ لابن آدم من بيتين : بيت على ظهر الأرض ، وبيت في بطن الأرض ..
فعمد إلى الذي على الأرض فزخرفه وزينه ، وجعل فيه أبواباً للشمال، وأبواباً للجنوب ، وضع فيه ما يصلحه لصيفه وشتائه ..
ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فخرَّبه ودمَّره ..
ثم أتى عليه آتي فقال : أرأيت هذا البيت الذي أراك قد أصلحته ..كم تقيم فيه ؟! كم ستقيم فيه؟!، قال : لا أدري ، قال : فهذا الذي خربته كم تقيم فيه ؟! قال : هنا مقامي ، فقال: تقرّ بهذا!. تقرّ بهذا وتدّعي أنك عاقل
والله لو علم أهل العافية ما تضمنته القبور من الأجساد البالية لجدّوا واجتهدوا في أيامهم الغالية خوفاً ليوم تتقلب فيه القلوب والأبصار .
تنبَّه قبل الموت إن كنت تعقلُ *** فعمَّا قريب للمقابر تُحملُ
وتمسي رهيناً في القبور وتنثني *** لدى جدثٍ تحت الثرى تتجندلُ
فريداً وحيداً في التراب وإنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يعملُ
دعي اللهو نفسي واذكري حفرة *** البِلى وكيف بنا دودُ المقابر يفعلُ
إلى الله أشكو لا إلى الناس حالتي *** إذا صرت في قبري وحيداً أُململُ
قال مالك بن دينار: كنا مع الحسن في جنازة فسمع رجلاً يقول لرجل : من هذا الميت؟ ، قال الحسن : هذا أنا وأنت .. قال الحسن : هذا أنا وأنت رحمك الله..
فأي موعظة هذي.. لو كان بالقلوب حياة ،ولكن...أسمعت لو ناديت حيَّاً ، ولكن لا حياة لمن تنادي..
أفق من سكرتك قبل حسرتك ، وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقارب ، وانهض عن بساط الرقاد وقل : أنا تائب ، وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالب..
فالسائق حثيث، والحادي مُجدّ ، والموت طالب ..
اسألوا المقابر عن سكانها ، واسألوا اللحود عن أهلها ..
هل بعد الشباب إلا الهرم ؟! ، وهل بعد الصحة إلا السقم ؟!
أنتم اليوم في الدور ، وغداً ستكونون من سكان القبور .
فيا أيها المغتر بصحته أما رأيت ميتاً من غير سقم !.
وأيها المغتر بطول المهلة أما رأيت مأخوذاً من غير علة !.
والله ستبيت في القبر وحدك ، وسيباشر التراب خدك ، وستنهش الديدان لحمك وعظمك ، وستبقى رهين عملك ، فاعتبر بمن مات قبلك ..
وربي ستندم على تفريطك في صلواتك.. وربي ستندم على تفريطك في صلواتك ، وستندم على ضياع أوقاتك ، ولن ينفعك الندم ..{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيْهِ مِنْ تَذَكَّرُ وَجَاءْكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلِظَالِمينَ مِنْ نَصِيرٍ }.. { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيْهِ مِنْ تَذَكَّرُ وَجَاءْكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلِظَالِمينَ مِنْ نَصِيرٍ }..
تزوَّد من الذي لا بدَّ منه *** فإنَّ الموت ميقات العباد
وتبّ مهما جنيت وأنت حيٌّ *** وكن متنبهاً قبل الرقاد
ستندم.. ستندم إذا رحلت بغير زادٍ *** وستشقى عندما يناديك المناد
أترضى أن تكون رفيق قومٍ *** لهم زادٌ وأنت بغير زاد
قال الحارث بن إدريس : قلت لداود الطائي أوصني ، قال :عسكر الموت ينتظرونك .. قلت : أوصني ، قال : عسكر الموت ينتظرونك..
ما أبلغ مواعظهم وما أوجزها كان زيد النميري يقول : لو كان لي من الموت أجل أعرفه لكنت حرياً بطول الحزن والكمد حتى يأتيني وقته فكيف وأنا لا أعلم متى أموت في الصباح أم في المساء !!!.
آخر الكلام إن كان لك قلب .. آخر الكلام إن كان لك قلب ..
قال عبد الرحمن بن يزيد وكان له حظٌ من دين وعقل ، قال لبعض أصحابه الغافلين : يا أبا فلان الحال التي أنت عليها ترضاها للموت.. الحال التي أنت عليها أترضاها للموت ..قال : لا ، قال : فهل نويت التحويل إلى حال ترضاها للموت ، قال :لا ، ما تاقت نفسي إلى ذلك بعد ، قال : فهل بعد الموت دار فيها معتمل ، قال : لا ، قال : فهل تأمن أن يأتيك الموت وأنت على هذه الحال ، قال : لا ، قال : والله ما رأيت عاقلاً يرضى بهذه الحال أليس هذا هو حالنا ؟! أليس هذا هو حالنا وحال أكثرنا.. نومٌ عن الصلوات، وتجرأ على المعاصي والمنكرات ..
سؤال أخير أسألك إياه : هل أنت راضٍ عن حالك ، وهل أنت مستعد للموت لو أتاك اليوم ؟! هل أنت مستعد ؟!
يا غافلاً تتمادى.. غداً عليك يُنادى
خذ الوصية من سيد المرسلين قبل فوات الأوان..عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يعظه :( اغتنم خمساً قبل خمس ) ( اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )
فأنت في زمن الإمكان .. فأنت في زمن الإمكان .. أصلح ما بقي يُغفر لك ما مضي وما بقي ، وإلا ستُأخذ بما مضي وما بقي ..
متى سنعرف قيمة الحياة !!!.. إذا عاينا الموت عرفنا قيمة الحياة ..
ننادي حينها فلا يستجاب لنا ..
فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بمن مضى من القرون وانقضى ، واخشوا مفاجأة القضا ..

اللهم أعنا على الموت وسكراته والقبر وظلماته ، ويوم القيامة وكرباته ..







رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4173


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







احذروا من تضييع الامانه


الخطبة الأولى :-

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا .


وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا .


وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا


وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا .


الذي له ملك السموات والارض ولم يتخذ ولدا. ولم يكن له شريك في الملك .


وخلق كل شيئ فقدره تقديرا .


والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا

وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه

بلغ الرسالة وأدى الأمانه ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه

فصلى الله وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي

وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي

صاحب الغرة والتحجيل . المؤيد بجبريل

المذكور في التوراة والانجيل .المعلم الجليل

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين



أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعرفوا حقه عليكم، فإنه سبحانه وتعالى خلقكم ورزقكم وهداكم وعلمكم

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر:3].

أيها الناس: حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة، وتظهر الخيانة، وتباع الذمم، وتسترخص أرواح الناس

وتستباح حقوقهم، وينتج عن ذلك فساد الأحوال، وتأخر العمران، وتقهقر الحضارة، إذ يسود أهل الجهل والغش

ويؤخر أولو العلم والنصح، وذلك من إمارات الساعة.

وإذا كانت الخيانة، وعدم أداء الأمانة تضر ضرراً بالغاً في الحقوق الخاصة، فكيف إذا كان انعدام الأمانة

والتلطخ بالخيانة يصل إلى الأمور العامة التي يتأثر بها الجمع الكثير من الناس

إن الأمانة لا توجد إلا حيث يوجد العدل، وإذا ساد الظلم ولدت معه الخيانة، وبالعدل والأمانة تزدهر الحضارة

وتتقدم الدول والأمم، ويعرف الناس حقوقهم وواجباتهم، وفي القرآن نجد الأمر بالأمانة، والنهي عن الخيانة

والتشديد في ذلك، كما نجد اقتران الأمر بالأمانة مع الأمر بالعدل لأنهما صنوان، كما أن الخيانة والظلم إخوان

{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ} [النساء:58] فأمر سبحانه بالعدل والأمانة.

وامتدح عز وجل أداء الأمانة، وجعله من أوصاف المؤمنين، ومن أوصاف المصلين {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون:8].

ونهى سبحانه المؤمنين عن الخيانة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:27]

وفي القرآن أيضا {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِين} [الأنفال: من الآية 58] وفيه أيضاً {وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ} [يوسف: من الآية 52]

وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الخيانة فقال: «وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة» (رواه أبو داود).

وجاء في الحديث نفي الإيمان عن الخائن، لأن الإيمان يدعو صاحبه للأمانة، وينهاه عن الخيانة

قال أَنَسٌ رضي الله عنه: ما خَطَبَنَا نبي الله صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قال: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ له» (رواه أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان).

ولعظيم أمر الأمانة في صلاح الأمة، واستقامة أحوالها، وازدهار عمرانها

كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسخ الأمانة في قلوب أصحابه بذكر قصص الأمناء من الأمم السالفة

كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«اشْتَرَى رَجُلٌ من رَجُلٍ عَقَارًا له فَوَجَدَ الرَّجُلُ الذي اشْتَرَى الْعَقَارَ في عَقَارِهِ جَرَّةً فيها ذَهَبٌ فقال له الذي اشْتَرَى الْعَقَارَ:

خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إنما اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ ولم أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، فقال الذي شَرَى الْأَرْضَ: إنما بِعْتُكَ الْأَرْضَ وما فيها

قال: فَتَحَاكَمَا إلى رَجُلٍ فقال الذي تَحَاكَمَا إليه: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ فقال أَحَدُهُمَا: لي غُلَامٌ

وقال الْآخَرُ: لي جَارِيَةٌ قال: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا على أَنْفُسِكُمَا منه وَتَصَدَّقَا» (رواه الشيخان).

وفي حديث آخر عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا من بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فقال: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ

فقال: كَفَى بِالله شَهِيدًا، قال: فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ، قال: كَفَى بِالله كَفِيلًا، قال: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إليه إلى أَجَلٍ مُسَمًّى

فَخَرَجَ في الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عليه لِلْأَجَلِ الذي أَجَّلَهُ فلم يَجِدْ مَرْكَبًا

فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فيها أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً منه إلى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا

ثُمَّ أتى بها إلى الْبَحْرِ فقال: اللهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كنت تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَاً فقلت كَفَى بِالله كَفِيلًا

فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فقلت كَفَى بِالله شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إليه الذي له فلم أَقْدِرْ

وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بها في الْبَحْرِ حتى ولَجَتْ فيه، ثُمَّ انْصَرَفَ وهو في ذلك يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إلى بَلَدِهِ

فَخَرَجَ الرَّجُلُ الذي أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قد جاء بِمَالِهِ فإذا بِالْخَشَبَةِ التي فيها الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا

فلما نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الذي كان أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ

فقال: والله ما زِلْتُ جَاهِدًا في طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فما وَجَدْتُ مَرْكَبًا قبل الذي أَتَيْتُ فيه

قال: هل كُنْتَ بَعَثْتَ إلي بِشَيْءٍ، قال: أُخْبِرُكَ أَنِّي لم أَجِدْ مَرْكَبًا قبل الذي جِئْتُ فيه

قال: فإن الله قد أَدَّى عَنْكَ الذي بَعَثْتَ في الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ دينار رَاشِدًا» (رواه البخاري).

إن ذكر هاتين القصتين العظيمتين من أخبار السابقين في أداء الأمانة

هو لأجل أن يقتفي سامعهما وقارئهما أثر الأمناء، ويتأسوا بهم، فيتخلقوا بالأمانة في أمورهم كلها.

وفي صدر هذه الأمة نماذج مضيئة لمتانة الديانة، وأداء الأمانة، والبعد عن الخيانة

وفي خَلَفها ثلة منهم، فالخير لا يزال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم. تولوا ولايات كانت الأموال العظيمة تحت تصرفهم

وفي متناول أيديهم فما أخذوا شيئاً ليس لهم، ولا بخسوا الناس حقاً هو لهم

وجيء بكنوز كسرى لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعجب عمر والمسلمون من كثرتها وتنوعها

وبُهروا بها، فقال عمر رضي الله عنه: «إن قوماً أدَّوا هذا لأمناء! فقال له علي رضي الله عنه: إنك عفَفْتَ فعفَّت رعيتُك ولو رتعتَ لرتعت».

وولي عياض بن غَنْمٍ رضي الله عنه ولاية في الشام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما تولى قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه

فلقيهم بالبِشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياماً ثم سألوه في الصلة، وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه، رجاء معروفه

فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير -وكانوا خمسة- فردوها وتسخطوا ونالوا منه

فقال: «أي بني عم، والله ما أُنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعد شُقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني.

قالوا: الله، ما عذرك، الله، إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جُهده أن يبلغه إلى أهله!

فقال: فتأمروني إن أسرق مال الله، فو الله لأن أُشق بالمنشار أو أُبرى كما يُبرى السَّفَن أحب إلي من أن أخون فلساً

أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلماً أو على معاهد» (رواه ابن الجوزي وابن عساكر).

قارنوا رحمكم الله تعالى هذا حال هذا الأمين رضي الله عنه بواقع المسلمين اليوم حين نظروا للولاية نظر تشريف

ولم ينظروا إليها نظر تكليف، فبذل كثير منهم في سبيلها دينهم ومروءتهم ودفقوا من أجلها حياءهم وأراقوا لها ماء وجوههم

ثم لما حصلوها حازوا الولاية أو الوزارة أو الإدارة لأنفسهم وأولادهم وقرابتهم

وحرموا مستحقيها منهاث فوظائفها وميزاتها وأموالها وسياراتها حكر عليهم وعلى قرابتهم وعلى من يتملقون لهم

وعقود المناقصات فيها ترسى على شركات زوجاتهم وشركائهم حتى لا يُكشف أمرهم، والمسابقات فيها صورية

والإخلال بمواصفات العقود متحقق لأن المستلم للمشروع هو المنفذ له والمنتفع به، حتى تقع كارثة من الكوارث بعد زمن

فتضيع دماء ضحاياها بين دوائر شتى قد نخر الفساد الإداري والمالي فيها، وكل طرف منها يلقي باللوم على غيره

ومع تعاقب الفساد بتعاقب الأجيال فلا أيسر من رمي اللوم على الأموات للتخلص من تبعات الكوارث.

ولكن إن ضاع حق في الدنيا فلن يضيع عند الله تعالى، وستجتمع الخصوم يوم القيامة على حكمه سبحانه

وهو الحكم العدل، فليتق الله تعالى كل من ابتلي بولاية صغرت أم كبرت، وليؤد الأمانة فيها

وليقم بحقوق الناس، فإنه إن غشهم حرمت عليه الجنة كما في الحديث

وإن حقوقهم مبنية على المشاحة، كما أن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة، ولن يضيع حق عند الله عز وجل.


الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

اتقوا الله تعالى وأطيعوه، والزموا الأمانة فإنها عنوان الديانة، ودليل الإيمان، وهي سبيل إصلاح أحوال الأفراد والمجتمعات.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذهاب الأمانة في آخر الزمان في حديث حذيفة رضي الله عنه وجاء فيه:

«فَيُصْبِحُ الناس يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حتى يُقَالَ: إِنَّ في بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا» (رواه الشيخان).

وسأله عليه الصلاة والسلام رجل عن وقت الساعة فأجابه قائلاً:

«فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» (رواه البخاري).

وقال ابْن مَسْعُود رضي الله عنه: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة».

وحقيق بهذا زمن أن يكون زمن تضييع الأمانة، وقلة المراقبة، وضعف المحاسبة

وهذا هو السبب الأعظم في تخلف بلاد المسلمين وتقهقرها، حين فشا الظلم، وضُعيت الأمانة

وانتشرت بسبب ذلك الأخلاق الرديئة من الرشوة والغش والتدليس والتزوير والكذب والمطل

في قائمة طويلة سببت أمراضاً اجتماعية وحضارية في أمة الإسلام أعاقت نهوضها

ومكنت للصوص من نهبها. كما أن السبب الأكبر لتقدم الغرب الكتابي، والشرق الوثني هو فرض العدل، وأداء الأمانة

وشدة المحاسبة على الإخلال بها، حتى صارت طبعاً لأهلها يتخلقونه وإن لم يحتسبوا الأجر الأخروي فيه.

وفي العالم المتخلف الذي ضُيعت فيه الأمانات ينتج عن الحوادث الكونية الاعتيادية كوارث ضخمة تخلف وراءها قتلى ومصابين

وتُهدر بسببها أموال عظيمة يتأثر بها الضعفة والمساكين، وإلا من كان يظن أن أمطاراً اعتيادية تغرق أحياء كاملة

وتُهلك بشراً كثيراً، وتتلف مالاً عظيماً، لولا الجشع والطمع والفساد من أصحاب البطون الممتلئة بالحرام حيث لم يراعوا الأمانة

وخانوا الأمة، وأسكنوا الناس في مجاري المياه وبطون الأودية، ولم يجعلوا للمياه مصرفاً.

إن ما وقع في جدة ليس ريحاً عاتية، ولا إعصار مدمراً، ولا فيضاناً مغرقاً، ولا مداً بحرياً لا يرده شيء

ولكنه غيث مبارك امتد ساعات ففضح أهل الإهمال والخيانة

الذين نهبوا الأموال الطائلة باسم المشروعات الضرورية، ولم يقيموها.

وفي بعض الدول الإسلامية المتخلفة التي استشرى الفساد فيها سقطت بنايات على رؤوس أصحابها من سوء البناء

والغش في المقاولات، فأبيدت أسر كاملة تحت الأنقاض.

وفي بلاد أخرى، تهتز الأرض هزة يسيرة فيهلك بشراً كثيراً بسبب سوء التخطيط والبناء.

وفي بلاد كثيرة، يُغري الغشاشون الرأسماليون الناس بمساهمات معينة حتى إذا بلغت أوج ارتفاعها انسحبوا منها فسقطت إلى القاع

وخلفت وراءها جموعاً من الفقراء والمعدمين وأصحاب الديون والعاهات. وقائمة أعمال أكلة الحرام وقتلة الناس تطول.

ألا وإن من أعظم أسباب تفشي هذا الفساد المالي والإداري في بلاد المسلمين قلة الاحتساب على أصحابه بالنصيحة والتذكير والمحاسبة حتى أمنوا العقوبة

فملؤوا أرصدتهم بالأموال على حساب حياة الناس وضروريات عيشهم.

ولإيقاف هذا الفساد الذي خلف هذه الكوارث، فلا بد من الاحتساب في هذا الشأن العظيم كما يُحتسب في سائر المنكرات الأخرى

وليس ما يقع على الناس من ضرر في ضروريات حياتهم بأقل مما يقع عليهم من ضرر في أخلاقهم وأفكارهم

لأن العبد لا يتأتى له القيام بالعبودية الحقة لله تعالى إلا عند تحصيله لضروريات العيش الكريم، وإلا كانت الأخلاق الرذيلة، والمصائب العظيمة.

وعلى من أصيبوا في هذه الفاجعة الأليمة بموت حبيب أو تلف دار أو مال أن يسلِّموا أمرهم لله تعالى

وأن يرضوا بقدره، حتى لا يذهب أجرهم مع ذهاب أحبتهم وأموالهم، وعلى المسلمين مواساتهم والوقوف معهم في مصابهم

فإن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً

و«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير).

عباد الله

- احذروا تولية الرويبضة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ

وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ).

قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: (الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).

- تمنوا الأمين: فقد كان عمر بن الخطاب يقول: "إنما بعثت عمالي عليكم؛ ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم ويقسموا بينكم فيئكم".

وكان يقول: "إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها وحفظها؛ حفظ دينه، ومن ضيعها؛ كان لما سواها من عمله أشد إضاعة".

- وقال رجل لعمر -رضي الله عنه-: يا أمير المؤمنين لو وسعت على نفسك في النفقة من مال الله تعالى

فقال عمر: "أتدري ما مثلي ومثل هؤلاء -يعني الأمة-؟

كمثل قوم كانوا في سفر فجمعوا منهم مالاً وسلموه إلى واحد ينفقه عليهم، فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم؟!".

- اسألوا الله أن نكون ممن يصدق فيه قوله -تعالى-: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ

وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور) (الحج:41).

فاللهم وَلِّ علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.

عباد الله وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ..... الخ ...








رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4174


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)






حقيقة الموت

الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء

والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء.

فإن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19]

فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟!

ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟! فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34].

فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!

ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى؟!

ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185]، كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:26،27]

كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88].

حقيقة الموت

أخي المسلم:

يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام، ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولا نشر ولا جنة ولا نار.

إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا

فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء

والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء

ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]

وقال سبحانه: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79،78].

ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعـــثناونسأل بعده عن كل شيء

فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال،و تنقطع التوبة والإمهال

قال النبي : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان].

الموت أعظم المصائب

والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ [المائدة:106]

فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاً تدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا

ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكن هيهات هيهات!! قال تعالى: وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ [فصلت:24]

وقال سبحانه: حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100،99].

مضى العمر وفات *** يا أسير الغفلات
حصّل الزاد وبادر *** مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي *** عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غارق *** في بحار الظلمات
لم يكن قلبك أصلا *** بالزواجر والعظات
بينما الإنسان يسأل *** عن أخيه قيل مات
وتراهم حملوه *** سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه *** حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر *** بالجياد الصافنات
وله مال جزيل *** كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف *** للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث *** من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر *** بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن *** ترتجي منه الهبات
عبرة الموت
يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخر الجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه

وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: ما لك لا تقوم؟

مالك لا تنبعث؟

هذه أعضاؤك كاملة!!

وجوارحك سالمة!!

ما شأنك؟

ما الذي كان يحملك؟

ما الذي صرعك؟

ما الذي عن الحركة منعك؟

ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره، متفكراً في شأنه!!

قال ابن السماك: ( بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في البحر

فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول:

عزيز فلم تترك لعزك!!

غني فلم تترك لغناك!!

فقير فلم تترك لفقرك!!

جواد فلم تترك لجودك!!

شديد لم تترك لشدتك!!

عالم فلم تترك لعلمك!! ).

يردد هذا الكلام ويبكي.

اذكروا هاذم اللذات

أخي الكريم:

حث النبي على ذكر الموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثروا ذكر هاذم اللذات } [الترمذي وحسنه].


قال الإمام القرطبي: "قال علماؤنا: قوله عليه السلام: { أكثروا ذكر هاذم اللذات } كلام مختصر وجيز

وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل

وزهده فيما كان منها يؤمل، ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل الوعاظ، وتزويق الألفاظ

وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: { أكثروا ذكر هاذم اللذات } مع قوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185]

ما يكفي السامع له، ويشغل الناظر فيه".

ولقد أحسن من قال: ( اذكر الموت هاذم اللذات وتجهز لمصرع سوف يأتي ).

وقال غيره: ( اذكر الموت تجد راحةفي ادكار الموت تقصير الأمل ).

أولئك الأكياس

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله! من أكيس الناس وأحزم الناس؟

قال: { أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة } [الطبراني وحسنه المنذري].

فوائد ذكر الموت

أخي الحبيب: وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها:

1- أنه يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله.

2- أن ذكر الموت يقصر الأمل في طول البقاء. وطول الأمل من أعظم أسباب الغفلة.

3- أنه يزهد في الدنيا ويرضي بالقليل منها، فعن أنس بن مالك أن رسول الله مر بمجلس وهم يضحكون فقال: { أكثروا ذكر هاذم اللذات }

أحسبه قال: { فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه } [البزار وحسنه المنذري].

4- أنه يرغّب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة.

5- أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا.

6- أنه يمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا.

7- أنه يحث على التوبة واستدراك ما فات.

8- أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين، ويجلب باعث الدين، ويطرد باعث الهوى.

9- أنه يدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم.

10- أنه يدعو إلى سل السخائم ومسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.

أنفاس معدودة

عن ابن مسعود قال: خط النبي خطا مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط

فقال: { هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أوقد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله

وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا } [البخاري].

وقال القرطبي: ( وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم

ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك ).

وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات فقال:


ما زال يلهج بالرحيل وذكره *** حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه مستيقظاً متشمراً *** ذا أهبة لم تلهه الآمال

وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ( ويحك يا يزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟

من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ مَن الموت طالبه..

والقبر بيته.. والتراب فراشه.. والدود أنيسه.. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر.. كي يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله.

بينا الفتى مرح الخطا فرح بما *** يسعى له إذ قيل قد مرض الفتى
إذ قيل بات بليلة ما نامها *** إذ قيل أصبح مثخنا ما يرتجى
إذ قيل أصبح شاخصا وموجها *** ومعللا إذ قيل أصبح قد مضى

وقال التميمي: ( شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى ).

وكان عمر بن عبدالعزيز يجمع العلماء فيتذكرون الموت والقيامة والآخرة، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازةَ‎!!

وقال الدقاق: ( من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة،

ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة ).

وقال الحسن: ( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه ).

أذكر الموت ولا أرهبه *** إن قلبي لغليط كالحجر
أطلب الدنيا كأني خالد *** وورائي الموت يقفو بالأثر
وكفى بالموت فاعلم واعظاً *** لمن الموت عليه قدر
والمنايا حوله ترصده *** ليس ينجي المرء منهن المفر

موعظة

فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه

ومن حاكم ما أعدله. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهاذماً للذات، وقاطعاً للأمنيات.

فيا جامع المال! والمجتهد في البنيان! ليس لك والله من مالك إلا الأكفان

بل هي والله للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟

هل أنقذك من الأهوال؟ كلا.. بل تركته إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك.

ولقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى: وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [القصص:77]

هو الكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ [القصص:77]

أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة

لا في الطين والماء، والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أن تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن.

ونحو هذا قال الشاعر:

هي القناعة لا تبـغ بها بدلاً *** فيهــا النعيم وفيها راحــة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل *** راح منها بغير القطن والكفن؟!

فيا أخي الحبيب:

أين استعدادك للموت وسكرته؟

أين استعدادك للقبر وضمته؟

أين استعدادك للمنكر والنكير؟

أين استعدادك للقاء العلي القدير؟

وقال سعيد بن جبير: ( الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة ).

تزود من التقوى فإنك لا تدري *** إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يرتجى طول عمره *** وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

الأسباب الباعثة على ذكر الموت

1- زيارة القبور، قال النبي : { زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة } [أحمد وأبو داود وصححه الألباني].

2- زيارة مغاسل الأموات ورؤية الموتى حين يغسلون.

3- مشاهدة المحتضرين وهن يعانون سكرات الموت وتلقينهم الشهادة.

4- تشييع الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها.

5- تلاوة القرآن، ولا سيما الآيات التي تذكر بالموت وسكراته كقوله تعالى: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ق:19].

6- الشيب والمرض، فإنهما من رسل ملك الموت إلى العباد.

7- الظواهر الكونية التي يحدثها الله تعالى تذكيراً لعباده بالموت والقدوم عليه سبحانه كالزلازل والبراكين والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف المدمرة.

8- مطالعة أخبار الماضين من الأمم والجماعات التي أفناهم الموت وأبادهم البلى.

سكرات الموت وشدته

أخي المسلم:


إن للموت ألماً لا يعلمه إلا الذي يعالجه ويذوقه، فالميت ينقطع صوته، وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم والكرب على القلب

فإن الموت قد هد كل جزء من أجزاء البدن، وأضعف كل جوارحه، فلم يترك له قوة للاستغاثة أما العقل فقد غشيته وسوسة

وأما اللسان فقد أبكمه، وأما الأطراف فقد أضعفها، ويود لو قدر على الاستراحة بالأنين والصياح

ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سمع له عند نزع الروح وجذبها خوار وغرغرة من حلقه وصدره

وقد تغير لونه، وأزبد، ولكل عضو من أعضائه سكرة بعد سكرة، وكربة بعد كربة، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم

فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها، وتحيط به الحسرة والندامة إن كان من الخاسرين، أو الفرح والسرور إن كان من المتقين.


قالت عائشة رضي الله عنها: كان بين يدي النبي ركوة أو علبة فيها ماء

فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: { لا إله إلا الله إن للموت سكرات } [البخاري وفي لفظ أنه كان يقول عند موته:

(اللهم أعني على سكرات الموت) أحمد والترمذي وحسنه الحاكم]. والسكرات هي الشدائد والكربات.

وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال لدرجاتهم

ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة والمخلطين

فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه وبين هذا.

فيا أيها المغرور:

فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد
ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد
ولا تفرح بمال تقتنيه *** فإنك فيه معكوس المراد
وتب مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!

يا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟

أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟ واعجبا لك من راحل تركت الزاد في غير رحلك

!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟

ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن، وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن.

قال يزيد بن تميم: ( من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع!! ).

رسل ملك الموت

ورد في بعض الأخبار أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت:

أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك؟ قال: نعم، لي والله رسل كثيرة:

من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر.

وفي صحيح البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { أعذر الله إلى امرئ بلغة ستين سنة }.

وأكبر الأعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم، ليتم حجته عليهم كما قال سبحانه

: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء:15]، وقال سبحانه: وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37]

قيل: هو القرآن وقيل: الرسل وقال ابن عباس: هو الشيب.

كيف ماتوا؟

أخي الحبيب:

إعلم أن حسن الخاتمة لا تكون إلا لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه

أما سوء الخاتمة فإنها تكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر

وإقدام على العظائم، فربما غلب عليه ذلك حتى ينزل به الموت قبل التوبة، أو يكون مستقيماً ثم يتغير عن حاله

ويخرج عن سننه، ويقبل على معصية ربه، فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله.

صور من سوء الخاتمة

قيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله، وكان سمساراً

فأخذ يقول: ثلاثة ونصف.. أربعة ونصف.. غلبت عليه السمسرة.

وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدارالفلانية أصلحوا فيها كذا وكذا

والبستان الفلاني أعملوا فيه كذا، حتى مات.

وقيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله

فجعل يغني، لأنه كان مفتوناً بالغناء، والعياذ بالله.

وقيل لشارب خمر عند الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: اشرب واسقني نسأل الله العافية.

صور من حسن الخاتمة

دخل صفوان بن سليم على محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال له: يا أبا عبدالله

! كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهون عليه ويتجلى عن وجه محمد

حتى لكأن وجهه المصابيح، ثم قال له: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم مات.

وقال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت

! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!!

ولما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى. فقيل له: مم البكاء؟

فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.

وسمع عامر بن عبدالله المؤذن وهو في مرض الموت فقال: خذوا بيدي إلى المسجد

فدخل مع الإمام في صلاة المغرب، فركع ركعة ثم مات رحمة الله.

رحلة الموت

رب مذكور لقوم *** غاب عنهم فنسوه
وإذا أفنى سنيه *** المرء أفنته سنوه
وكأن بالمرء قد *** يبكي عليه أقربوه
وكأن القوم قد ماتوا *** فقالوا أدركوه
سائلوه كلموه *** حركوه لقنوه
فإذا استيأس منه الـ *** قوم قالوا أحرقوه
حرفوه وجهوه *** مددوه غمضوه
عجلوه لرحيل *** عجلوا لا تحبسوه
ارفعوه غسلوه *** كفنوه حنطوه
فإذا ما لف في الـ *** أكفان قالوا فاحملوه
أخرجوه فوق أعواد *** المنايا شيعوه
فإذا صلوا عليه *** قيل هاتوا واقبروه
فإذا ما استودعوه *** الأرض رهناً تركوه
خلفوه تحت رمس *** أوقروه أثقلوه
أبعدوه أسحقوه *** أوحدود أفردوه
ودعوه فارقوه *** أسلموه خلفوه
وانثنوا عنه وخلوه *** كأن لم يعرفوه
وكأن القوم فيما *** كان فيه لم يلوه






رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4175


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4176


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





تــــتعدد الطرق للوصول إلى الجنــة

ولكـن أن تفتح أبواب الجنة الثمانية

فهــذى شـــيء عظـــيم..

في يوم من الأيام , وبعد أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح , دار بينه وبين أصحــابه
هـدا الحوار وأخد يسـأل ولا أحــد يٌجيب إلا الصديق رضي الله عنه , ويطرح الحبيب
ســؤالآ تلوا الآخر فإدا به يــقول : (من منكم أصبح صائمآ؟) .

قال أبو بــكر رضي الله عنه : أنـــا .

قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟) .

قال أبو بكر رضي الله عنه : أنـــــا .

قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينآ ؟) .

قال أبو بكر رضي الله عنه : أنــــــا .

قال فمن منكم عاد اليوم مريضآ؟) .

قال أبوبكر رضي الله عنه أنـــــــا .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة"
رواه مسلم (1028)

رضي الله عن أبي بكر فلقد كان أمة وحده





رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4177


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4178


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







البشاشة، والخلق الحسن، والكلمة الطيبة،
والقلب النقي الأبيض؛ هُي الجمال الحقيقي لأي إنسان





رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4179


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)








اللهم اني اسالك ايمانا كاملا واسالك قلبا خاشعا واسالك علما نافعا
واسالك يقينا صادقا واسالك دينا قيما واسالك العافيه من كل بليه
واسالك تمام العافيه واسالك الشكر على العافيه واسالك الغنى عن الناس
اللهم إنى أدعوك باسمك الواحد الأعز
و أدعوك اللهم باسمك الصمد
و أدعوك باسمك العظيم الوتر
و أدعوك باسمك الكبير المتعال
الذى ثبت به أركانك كلها
أن تعز الإسلام والمسلمين
وأن تنصرنا نصرك المبين
اللهم اجعل القرآن الكريم لنا في الدنيا قرينا ..
وفى القبر مؤنساً
وعلى الصراط نوراً
وفى القيامة شفيعاً
وإلى الجنة رفيقاً
ومن النار ستراً وحجاباً
وإلى الخيرات كلها دليلاً وإماماً
بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين
اللهم آمـــيـــن

اللهم ياقوي ياعزيز يااحد ياصمد ياارحم الراحمين
ان ترحمنا وترحم من كتب ماقرأنا وترحم من قرا وترحم المسلمين
رب رحمتك وسعت كل شيء اجعل مانكتب وما نقرأ حجه لنا لا علينا انت ارحم الراحمين




رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4180


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





اللهم اجعل ابواب الجنة تفتح لنا
وقلوب الناس ترتاح لنا
وكل حسنة تضاعف لنا
وكل ذنب يغفر لنا
وكل خير في الدنيا يعطى لنا
وكل نعيم في الاخرة يوهب لنا





رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4181


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





طاقة الكلمة

يقول أحد المفكرين :

( إن العصي والحجارة قد تحطم عظامك أما الكلمة فتجعل دماءك تغلي في عروقك)

الكلمة لها طاقة تظهر من خلال أشعتها المتسربة في خلايا الإنسان فتؤثر في تفكيره وسلوكه وحركاته


فالكلمة القاسية الجارحة تحمل طاقة مدمرة تؤثر في ملامح الإنسان وشخصيته وقسمات وجهه ونبرة صوته
فتجعله يتصبب عرقا ويشعر وكأن جحيما أو بركانا يغلي في صدره وقد يشعر بحرارة محرقة تحيط جميع أعضائه
فيخرس لسانه .. وتبيض عيناه.. ويزرق وجهه .. وتشهق أنفاسه .. وتتخدر أطرافه

وقد أدرك الأطباء ما لهذه
الكلمة من طاقة وقوة خارقة قد تمرض الإنسان ,فتصيبه بأمراض نفسية وعصبية
كالاكتئاب .. والتوتر .. والقلق .. والاضطرابات الحادة التي قد تسبب خنقه أو موته
وكم سمعنا أن أشخاصا أصيبوا بسكتة قلبية بسبب كلمة قاسية

فقد يبلغ باللسان والقول من هجاء أو ذم ما يبلغ بالسيف إذا ضرب به من شدة ذلك على المقول فيه
أو كما يبلغ السم الزعاف في متجرعه وآخذه. ولا عجب بعد أن يكون لها طعم يحيي ويميت
ينزل الأول منزلة الدواء الذي يجلب الشفاء
والثاني منزلة السم الذي يأتي بالسقم والبلاء

وقد نفى الإسلام صفة الإيمان عن المؤمن الذي يظهر من لسانه فحش القول
من سب .. وشتم .. ولعن .. واستهزاء.. وسخرية
لأن هذه
الكلمة قد تعمي البصيرة .. وتقفل القلب
وقد تؤدي به أو بغيره إلى ترك الصلاة والصيام وملازمة رفقاء السوء بدلا من الجليس الصالح

فعن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالبذيء )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية كذا وكذا
قال بعض الرواة: تعني قصيرة , فقال صلى الله عليه وسلم :

( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته )

ومزجته يعني: أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها





رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4182


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







* أحساس قـــاس *


أن تشتاق إليهم بجنون ..

وتحن إلى وجودهم ووجوهم

وأصواتهم بالجنون ذاته

وتزور أطلالهم في الخفاء

وتتمنى أن يعود الزمان ليلة واحدة

كي تتذوق طعم الفرح في حضورهم

لكنك تتراجع كالملسوع بعقارب الحنين

حين تتذكر أن الزمان لن يعود .. أبداً ؟؟؟
































رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4183


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





* أحسـاس ممـل *

أن تقرأ لكاتب لا يكتب إلا عن نفسه ..

وتنصت لشاعر لا يشعر إلا لنفسه ..

وتسمع لمنشد لا ينشدإلا لنفسه ..

وتلتقي بأنسان لا يرى ولا يسمع ولا يحب إلا نفسه ؟؟






رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4184


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)







* أحسـاس مـرعـب *

أن تقف أمام الغرفة الزجاجية

تنظر إلى عزيز يتوسد جراحه ..

تحصي دقات قلبه

وتنتظر قرار الحياة به

إما بداية تمنحك الفرح

أو نهاية تصيبك بالذهول ؟؟!!






رد مع اقتباس
قديم 03-23-2014   #4185


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » 09-08-2024 (01:54 AM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5100
الاعجابات المتلقاة » 42
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاءمفرح التليدي الاعضاء
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
 آوسِمتي »

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(قصص, أبو, مدونة, مسلم, وفوائد, ونوادر)


(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 5
, , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انشروا سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم وردوا على الافتراءات الكاذبة ابوعلى - منتدى السـيرة النبويه 7 03-30-2024 07:34 PM
سيرة الإمام مسلم رحمه الله نسيم الجنوب - القسـم الاسلامـي 2 12-09-2016 08:47 PM


الساعة الآن

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافة ودعم وتطوير وحماية من استضافة تعاون