فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مـــدونـات الأعــضــاء هُنآ " | مساحتك الحرة| عآلمْك الهادئ "| تُهمس مآ بُدآخلك| وَ [ نُتآبْعك بـ صمْتَ ] ~ | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-03-2012 | #601 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)
الأسباب المعينة على التوبة من العشق (12)
هذه بعض الأسباب المعينة على علاج العشق، الواقية _بإذن الله_ لمن لم يقع فيه. فحري بمن أخذ بها أن يُعان، ويوفَّق; فإن جاهد، وصابر، ثم بقي بعد ذلك في قلبه ما بقي فإنه لا يلام عليه. يقول الجنيد : =الإنسان لا يعاب بما في طبعه، إنما يعاب إذا فعل بما في طبعه. وقال ابن حزم : =لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل، ما لم يظهره بقول أو فعل. بل يكاد يكون أحمدَ ممن أعانه طبعه على الفضائل. ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلا عن قوة عقل فاضل وقال ابن الجوزي بعد إيراده عدداً من الأدوية النافعة لداء العشق: =فإن قال قائل: فما تقول فيمن صبر عن حبيبه، وبالغ في استعمال الصبر، غير أن خيال الحبيب في القلب لا يزول، ووسواس النفس به لا ينقطع? فالجواب: أنه إذا كففت جوارحك فقد قطعت موادَّ الماء الجاري، وسينضب ما حصل في الوادي مع الزمان، خصوصاً إذا طلعت عليه شمسُ صيف الخوف، ومرّت به سمومُ المراقبة لمن يرى الباطن فما أعجل ذهابه. ثم استغث بمن صبرت لأجله، وقل: إلهي! فعلتُ ما أطقتُ; فاحفظ لي ما لا طاقة لي بحفظه. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية×في معرض حديث له عن العشق، وعلاجه»وميلُ النفس إلى النساء عام في طبع جميع بني آدم، وقد يبتلى كثير منهم بالميل إلى الذكران كالمردان، وإن لم يكن بفعل الفاحشة الكبرى كان بما هو دون ذلك من المباشرة، وإن لم تكن كان بالنظر، ويحصل للنفس بذلك ما هو معروف عند الناس. وقد ذكر الناس من أخبار العشاق ما يطول وصفه; فإذا ابتلي المسلم ببعض ذلك كان عليه أن يجاهد نفسه في طاعة الله_تعالى_وهو مأمور بهذا الجهاد، وليس هو أمراً حرَّمه على نفسه; فيكون في طاعة نفسه وهواه. بل هو أمر حرَّمه الله ورسوله، ولا حيلة فيه; فتكون المجاهدة للنفس في طاعة الله ورسوله .وقال في موضع آخر: =وليتخذ ورداً من الأذكار في النهار، ووقت النوم، وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف; فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه. وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس باطنة، وظاهرة; فإنها عمود الدين. وليكن هجِّيراه: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال . وقال: =فأما إذا ابتلي بالعشق وعف وصبر فإنه يثاب على تقوى الله. وقد روي في الحديث أن: =من عشق فعف، وكتم، وصبر، ثم مات كان شهيداً. وهو معروف من رواية يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً، وفيه نظر، ولا يحتج بهذا. لكن من المعلوم بأدلة الشرع أنه إذا عف عن المحرمات نظراً، وقولاً، وعملاً، وكتم ذلك فلم يتكلم به حتى لا يكون في ذلك كلام محرم: إما شكوى إلى المخلوق، وإما إظهار فاحشة، وإما نوع طلب للمعشوق. وصبَرَ على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى ما في قلبه من ألم العشق كما يصبر المصاب عن ألم المصيبة_فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر. وقال في موضع آخر: =فإن الله أمر بالتقوى والصبر; فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرم الله، من نظر بعين، ومن لَفْظ بلسان، ومن حركة برجل. والصبر أن يصبر عن شكوى ما به إلى غير الله; فإن هذا هو الصبر الجميل. * وأما الكتمان فيراد به شيئان: أحدهما: أن يكتم بثَّه وألمه، ولا يشكو إلى غير الله; فمتى شكى إلى غير الله نقص صبره. وهذا أعلى الكتمانين، ولكن هذا لا يَصْبِر عليه كلُّ أحد، بل كثير من الناس يشكو ما به، وهذا على وجهين: فإن شكى إلى طبيب يعرف طبَّ النفوس; ليعالج نفسه بعلاج الإيمان; فهو بمنزلة المستفتي، وهذا حسن. وإن شكى إلى من يعينه على المحرم فهذا حرام، وإن شكى إلى غيره; لما في الشكوى من الراحة_كما أن المصاب يشكو مصيبته إلى الناس من غير أن يقصد تعلُّم ما ينفعه، ولا الاستعانة على معصيته_فهذا ينقص صبره، لكن لا يأثم مطلقاً إلا إذا اقترن به ما يحرم، كالمصاب الذي يتسخط. والثاني: أن يكتم ذلك فلا يتحدث به مع الناس; لما في ذلك من إظهار السوء والفحشاء; فإن النفوس إذا سمعت مثل هذا تحركت، وتشهَّت، وتمنت، وتتيمت. والإنسان متى رأى، أو سمع، أو تخيَّل من يفعل ما يشتهيه كان ذلك داعياً إلى الفعل.
|
|
|