رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
رفع الهـمـم إلى القمـم. د. عائض القرني.
أنا إن عشت لست أعدم خبزاً.......وإذا مت لست أعدم قبـــراً
همتّي همة الملـــــوك ونفسي.......نفس حر ترى المذلة طفراً
السلام على أهل الهمّة..
فهم صفوة الأمم..
وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود.. مطالع السعود.. ومراتب الخلود..
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقّة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك.. سارع ولا تلبث بناديك.. وسابق ولا تمكث بواديك..
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف..
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح..
أطلب الأعلى دائماً وما عليك..
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال: { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }
المجد لايأتي هبة.. لكنه يحصل بالمناهبة..
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة..
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة..
تريد المجد ولا تجدّ؟؟
تخطب المعالي وتناوم الليالي؟؟
ترجوا الجنّة وتفرّط في السنّة؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه..
وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأوّاه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وأنفق في سبيل الله أمواله.. وهاجر وترك عياله..
لبس عمر المرقّع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع ..
عدل وصدق وتهجّد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد..
عليك الجد إن الأمر جَـدّ.......وليس كما ظننت ولا وهمتَ
وبادر فالليالي مسرعات.......وأنت بمقلة الحدثـــان نمتَ
اخرج من سرداب الأماني، يا أسير الأغاني..
وانفض غبار الكسل واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل..
نسيت الآيات وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات؟؟
ويلك!! والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب..
وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس..
وما قطع السيف حتى صار أحدَّ من الموس..
الحمامة تبيني عشّها..
والحمرة تنقل عشّها..
والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة..
والجرادة تبني عمارة..
وأنت لك مدة..
ورأسك على المخدة..
في الحديث.. « إحرص على ما ينفعك » .. لأن ما ينفعك يرفعك..
« المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف »
بالقوة يبنى القصر المنيف, وينال المجد الشريف..
همة تنطح الثريا وعزم.......نبوي يزعزع الأجبال
صاحب الهمة مايهمه الحرّ.. ولايخيفه القرّ.. ولا يزعجه الضرّ.. ولايقلقله المرّ.. لأنه تدرع بالصبر...
صاحب الهمة يسبق الأمّة إلى القمّة..
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ.أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }
لأنهم على الصالحات مدبون في البر مجرّبون..
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية، فما كلّ ولاملّ حتى بلغ النهاية..
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء.. وأنت تفتر في حفظ دعاء..
سافر أحدهم إلى مصر، وغدوه شهر ورواحه شهر.. في طلب حديث واحد.. ليدرك به المجد الخالد..
ولولا المحنة، مادعي أحمد إمام االسنة.. ووصل بالجلد إلى المجد..
ووضع ابن تيمية في الزنزانة.. فبرز بالعلم زمانه..
واعلم أن الماء الراكد فاسد.. لأنه لم يسافر ولم يجاهد..
ولما جرى الماء.. صار مطلب الأحياء..
بقيت على سطح البحر الجيفة.. لأنها خفيفة..
وسافر الدرّ إلى قاع البحر.. فوضع من التكريم على النحر..
فكن رجلاً رجله في الثرى.......وهامة همته في الثريا
ياكثير الرقاد.. أما لنومك نفاد؟؟
سوف تدفع الثمن يامن غلبه الوسن..
تظن الحياة جلسة.. وكبسة.. ولبسة.. وخلسة؟؟
بل الحياة شريعة ودمعة. وركعة. ومحاربة بدعة..
الله أمرتا بالعمل.. لينظر عملنا.. وقال { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }
فالحياة عقيدة وجهاد.. وصبلا وجلاد.. ونضال وكفاح.. وبر وفلاح..
لامكان في الحياة لأكول كسول..
ولامقعد في حافلة الدنيا للمخذول..
ابدأ في طلب الأجر من الفجر.. بقراءة وذكر.. ودعاء وشكر.. لأنها انطلاق الطير من وكورها..
ولا تنسى: « بارك الله لأمتي في بكورها »
العلم في حركة.. كأنه شركة.. وقلبك خربة كأنه خشبة..
والطير يغرد.. والقمري ينشد.. والماء يتمتم.. والهواء يهمهم..
والأسود تصول.. والبهائم تجول.. وأنت جثة على الفراش؟؟
لافي أمر عبادة.. ولا معاش؟؟
نائم هائم.. طروب لعوب كسول أكول..
ولاتقل الصبا فيه اتساع.......وفكر كم صبي قد دفنتـــا
تفرّ من الهجير وتتقيـــه.......فهلا من جهنم قد فـررتا
أنت تفتر والملائكة لايفترون.. وتسأم العمل والمقربون لايسأمون..
بم تدخل الجنة؟؟
هل طعنت في ذات الله بالألسنة؟؟
هل أوذيت في نصر السنة؟؟
فانفض عنك غبار الخمول.. ياكسول..
فبلال العزيمة.. أذّن في أذنك فهل تسمع؟؟
وداع الخير دعاك فلماذا لاتسرع؟؟
{ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها..
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لاتبدل.. وقضية لاتحوّل..
سوف تأتيك المعالي إن أتيت.......لاتقل سوف عسى، أين وليت
قل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين.. لأن المنازل العالية والأماني الغالية تحتاج إلى همم موارّة.. وفتكات جبارة.. لينال المجد بجدارة..
وقل للكسول النائم.. والثقيل الهائم..
امسح النوم من عينيك.. واطرد الكرى من جفنيك.. فلن تنال من ماء العزة قطرة.. ولن ترى من نور العلى خطرة.. حتى تثب مع من وثب.. وتفعل مايجب.. وتأتي بالسبب..
ألا فليهنأ أرباب الهمم.. بوصول القمم..
وليخسأ العاكغون على غفلاتهم في الحضيض.. فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض..
وقل لهؤلاء الراقدين: { إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ }
فهبوا إلى درجات الكمال.. نساءً ورجالاً..
ودرّبوا على الفضيلة أطفالاً..
{ انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً }
اللهم اجعلنا ممن يستمعون الى القول فيتبعون أحسنه اللهم آمين
منقول
|
|
|
04-24-2016
|
#7292
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
قيل للحسن البصري
فلان يحفظ القرآن .
قال بل القرآنُ يحفظه
إن أردتم بركةً في أوقاتكم
فاجعلوا لكم من بينِ زحام المواعيد
موعداً مع القرآن الكريم
|
|
|
04-24-2016
|
#7293
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
قبل أن ترفع عينيكَ وتطلُب من الله المفقود ..
أنزل عينيكَ واشكُرِ الله على الموجود
|
|
|
04-24-2016
|
#7294
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
قُم بتصميم المُستقبل , بدلاً من ترميم المَاضي
|
|
|
04-24-2016
|
#7295
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
الضمير في هذا الزمان ..
للأسف
لا يستعمل إلا في دروس النحو ..
|
|
|
04-24-2016
|
#7296
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
سنينك العجاف بحاجة لرؤية رشيدة
"فذروه في سنبله''
|
|
|
04-24-2016
|
#7297
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
وأحلامك البعيدة بحاجة ليقين
"عسى الله أن يأتيني بهم جميعا "
|
|
|
04-24-2016
|
#7298
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
وهمومك وملامحك المنهكة استرها بـ
" إِنَّمَا أَشْكُو بثي وحزني إلى الله"
|
|
|
04-24-2016
|
#7299
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
أخبر الراحلين بأنك لاتحب الآفلين..
وأعد برمجة ذاتك بـ
"حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..."
|
|
|
04-24-2016
|
#7300
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
مستقبلك المقلق قاومه بـ
" لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ "
|
|
|
04-24-2016
|
#7301
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
عزيز مصر ... وخطة السنابل
وقفة تربوية وتطوير للذات مع رسول الله يوسف عليه السلام
اعلم أن تدبير الله تعالى للأمور يختلف عن النظرة البشرية القاصرة، وكأنها تقول لنا :
(ثِق في تدبير الله، واصبر ولا تيأَس).
فيوسف ولدٌ محبوبٌ من والده، وهذا الأمر بظاهره جيد ولكن
نتيجة هذه المحبة كانت أن ألقاه إخوته في البئر.
ومع أن إلقاء يوسف في البئر هو في ظاهره أمر سيئ، لكن
نتيجة هذا الإلقاء كانت أن أصبح في بيت العزيز.
ووجود يوسف في بيت العزيز هو أمر ظاهره جيد، لكنه
بعد هذا البيت ألقي في السجن.
وكذلك سجن سيدنا يوسف أمر في غاية السوء، لكن
نتيجة هذا السجن كانت تعيينه في منصب عزيز مصر...
إن قصة سيدنا يوسف ركّزت على حياة يوسف البشرية
أي على يوسف الإنسان لا على يوسف النبي.
فتجربة يوسف هي تجربة إنسانية بحتة، وكانت نهايتها نجاحاً
كاملاً في الدنيا والآخرة:
فلقد نجح في الدنيا وتفوّق في حياته عندما أصبح عزيز مصر،
ونجح في الآخرة حين قاوم امرأة العزيز
وقاوم مغريات نساء المدينة.
إنها قصة نجاح إنسان صبر ولم ييأس بالرغم من كل الظروف التي واجهها،
فمن السجن والعبودية وكراهية إخوته له إلى الغربة، إلى مراودة امرأة العزيز له عن نفسه،
إلى تحمّل الافتراء والاتهامات الباطلة...
يجب أن تبقي الباب مفتوحا بينك و بين الآخرين
(وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)
فدخلوا عليه دون انتظار, ويفهم ذلك من الفاء الدالة على الفورية,
فعرفهم بعد أن دخلوا عليه, وليس قبل ذلك,
كما أنهم لم يدخلوا عليه بسبب سابق معرفتهم به, ولكنهم دخلوا وهم له منكرون.
مما يدل على إرسائه عليه السلام قواعد العمل بين الوزراء المسئولين وبين الناس
حتى الآتين منهم من خارج البلاد, فكل صاحب حق له أن يصل إلى المسئول,
الذي يقوم على خدمته فيوفي له الكيل ويكون خير المنزلين.
أستخدم علمك و معرفتك في خدمة الناس
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ
عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47)
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49))
يعجب المرء مما يقرأه من التخطيط النبوي الذي أتى به النبي يوسف عليه السلام،
إنها "خطة السنابل" ويلاحظ جمال التخطيط وروعته حين أمرهم بالمحافظة على الحب في سنبله
ويؤخذ فقط قدر الحاجة الماسة، نظراً لأيام شداد ستأتيهم.
ويظهر جلياً في القصة الخطة الحكيمة من قبل يوسف عليه السلام لهم لتدارك أوضاعهم المستقبلية
بشكل مخطط له، حيث تجاوزت مصر - في عهد يوسف عليه السلام -
الأزمة الاقتصادية الكارثية، بتخطيط منظم وبعيد المدى.
حيث يضع ما علمه الله من تأويل الأحاديث في خدمة الحضارة الإنسانية كلها
حين بدأ في تنفيذ ما أوّله من رؤيا الملك على شكل خطة اقتصادية طويلة المدى
لمدة خمس عشرة سنة, ترشّد تصرفات الناس وسلوكياتهم الاقتصادية والعملية,
تشمل كيفية التصرف في السنين التي يفتح الله فيها للناس من رحمته,
فيوصي فيها بالعمل دأبا رغم سهولة الحياة ويسرها.
وبعد الحصول على الرزق فإن على الإنسان ألا يأخذ منه إلا بالقدر الذي يكفي لطعامه وشرابه وضرورياته,
دون إسراف ولا تبذير, رغم الوفرة والكثرة في الرزق, فيعودهم على الادخار..
أما الإنسان الذي كسل وقت الوفرة, فإنه سيجد نفسه مضطرا للعمل حتى يحصل على حاجاته الضرورية,
ولكنه في هذا الوقت لن تكون لديه خبرات للعمل بسبب كسله وتقصيره السابق,
إلا إنه سيبدأ في اكتساب الخبرة واكتساب المعيشة, ولكنه يأتي ببضاعة مزجاة بسبب قلة خبرته.
وأما الإنسان الذي أسرف وبذّر في وقت الوفرة, فإنه لن يجد مدخرات ينفق منها ويتقوت منها في السنين الشداد,
فيدرك سوء تصرفه, ويتعلم الاقتصاد والترشيد والادخار, ويترك الإسراف,
ويتحسّر على ما فرط, وتكسبه الأزمة حكمة التصرف والرشد.
يخرج الإنسان من زمن الكساد أكثر تدريبا وتأهيلا,
ويخرج أكثر رشدا وحكمة في التصرف في نواتج عمله وفوائض رزقه.
فكما أن فترات الرواج والخير تثمر مكاسب مادية وتطوُّر في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية,
فإن فترات الركود بخطة يوسف التي علمها الله له, تتحول إلى مكاسب لقدرات الناس,
واستثمار لطاقاتهم, وارتفاع لمستوياتهم الفنية والإدارية, وترشيد لسلوكياتهم الاستهلاكية.
الله هو صاحب الفضل فاشكره و أدعوه
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101))
ثم يضرب المثل للقيادات العليا والرؤساء والوزراء, فيتوجه في نهاية القصة إلى ربه
فيجعل الهدف الأسمى للمسئول هو أن يتوفاه الله مسلما,
وأن يلحقه بالصالحين, مهما آتاه الله من الملك, وعلمه من تأويل الأحاديث
ومن عظمة هذا النبي الكريم، أنه حين نجح في حياته ووصل إلى أعلى المناصب
لم تنسه نشوة النصر التواضع لله ونسبة الفضل إليه سبحانه. فقال في نهاية القصة :
(رَبّ قَدْ اتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلاْحَادِيثِ
فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ أَنتَ وَلِىّ فِى ٱلدُّنُيَا وَٱلاْخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ(101)).
وانظر إلى تواضعه في قوله (وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ)
وكأن الصالحين سبقوه وهو يريد اللحاق بهم.
وهكذا نرى أن سيدنا يوسف نجح في امتحان السراء بشكر الله تعالى والتواضع لـه،
كما نجح في امتحان الضراء بالصبر والأمل...
لا تيأس ولا تنتظر المعجزة
وإلى جانب ذلك، نلاحظ أن السورة لم تشر إلى تأييده بمعجزة خلال هذه الظروف التي واجهته،
(قد يرد البعض بأن الرؤيا هي معجزة) لكننا نقول إن أي إنسان قد يرى رؤيا،
ولكن الذي حصل وركّزت عليه السورة أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ له الظروف
وهيأ له فرصة النجاح كما يهيَّأ لكل شخص منا
(كتعليمه تفسير الرؤى كما قال تعالى:وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلاْحَادِيثِ(6))،
لكن نجاح سيدنا يوسف كان في الاستفادة من المؤهلات التي أعطاه الله إياها لينجح في حياته.
(لاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله)
إن قصة يوسف قصة نجاح إنسان مرّت عليه ظروف صعبة، لم يملك فيها أي مقوم من مقومات النجاح،
لكنه لم يترك الأمل وبقي صابراً ولم ييأس.
وآيات السورة مليئة بالأمل، ومن ذلك أن يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه الثاني،
أي عندما صارت المصيبة مصيبتين، قال:
(وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱلله إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ (87)).
هذه الآية لا تعني أن اليائس كافر، بل إن معناها أن الذي ييأس فيه صفة من صفات الكفار،
لأنه لا يدرك أن تدبير الله سبحانه وتعالى في الكون لا يعرفه أحد،
وأن الله كريمٌ ورحيمٌ وحكيم في أفعاله.
فإذا مرّت عليك، أخي المسلم، فترات ضيق أو بلاء، فتعلَّم من سيدنا يوسف عليه السلام،
الذي كان متحلياً بالصبر والأمل وعدم اليأس رغم كل الظروف.
وبالمقابل،تعلَّم منه كيف تواجه فترات الراحة والاطمئنان، وذلك بالتواضع والإخلاص لله عز وجل...
فالسورة ترشدنا أن حياة الإنسان هي عبارة عن فترات رخاء وفترات شدة.
فلا يوجد إنسان قط كانت حياته كلها فترات رخاء أو كلها فترات شدة،
وهو في الحالتين،الرخاء والشدة، يُختبر.
وقصة يوسف عليه السلام هي قصة ثبات الأخلاق في الحالتين،
فنراه في الشدة صابراً لا يفقد الأمل ولا ييأس، ونراه في فترات الرخاء متواضعاً مخلصاً لله عز وجل
نصل في نهاية السورة إلى قاعدة محورية، قالها سيدنا يوسف عليه السلام
بعد أن انتصر وبعد أن تحققت جميع أمنياته:
(إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱلله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ(90)).
إن قصة يوسف تعلّمنا أن من أراد النجاح ووضع هدفاً نصب عينيه يريد تحقيقه فإنه سيحققه لا محالة،
إذا استعان بالصبر والأمل، فلم ييأس، ولجأ إلى الله
(إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱلله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ0).
إن سيدنا يوسف - في هذه الكلمات - يلخص لنا تجربته في الحياة، والتي هي، تجربة إنسانية بشرية.
فمن أراد النجاح في الحياة فعليه بتقوى الله أولاً، واللجوء إليه،
والصبر على مصائب الدنيا لا بل وتحدي المعوقات من حوله والتغلب عليها.
إن الصبر المطلوب هنا هو صبر إيجابي ومثابر، لا يضيع صاحبه أي فرصة لتعلم مهارة ما،
لا بل ينتظر كل فرصة تسنح لـه كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام،
(فهو استفاد من وجوده في بيت العزيز مثلاً في تعلم كيفية إدارة الأموال،
وهذا سبب قوله بعد ذلك:
(قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَائِنِ ٱلاْرْضِ إِنّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
يا شباب، تعلّموا من سيدنا يوسف النجاح في حياتكم العملية،
والتفوق في الدنيا والآخرة، بالعلم والعمل من جهة،
وبمقاومة الشهوات والصبر عنها، لتفوزوا بإذن الله بجنة النعيم.
منقول
|
|
|
04-24-2016
|
#7302
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
صدرك الضائق عالجه بـ
"فمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ "
|
|
|
04-24-2016
|
#7303
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
هوّن على نفسك إن تأخرت أمانيك يوما ستفرح بها وتقول
"قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا.."
|
|
|
04-24-2016
|
#7304
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
وستقول لهمّك الذي طال بقاؤك فيه
"وقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي من .."
|
|
|
04-24-2016
|
#7305
|
رد: مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد)
قل لنفسك إن استثقلت وجود أحد
" أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا ..."
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن
| | | | | | | | | | | | | | |