رهام وتباكي الناقمون ..

أي قبح في وجوه أولئك الخونة وهم يستغلوا العواطف ، ويوظفوا أخطاء البشر وإهمالهم إلى قضايا

وطنية، يحمل وزرها منطقة برمتها ، أو وزارة بجميع منسوبيها ، لا من أجل سواد عيون من وقع الخطأ في

حقهم ، بل من أجل مخططهم الإجرامي للنيل من الوطن ولحمته الوطنية ..

وما حصل بالأمس في حق الطفلة ( رهام حكمي ) شافاها الله وخفف عن أهلها من خطأ أو اهمال لا

يغتفر ولا يبرر أبدا ولا يقره عاقل في قلبه ذرة إيمان أو غيرة على هذا الوطن ، ولكننا في المقابل لا ننجر

وراء العواطف وننحاز لعصبيتنا ، أو نكون خنجر غدر في يد من يستغل قضايانا ليدفع بنا في واد الانفصال

عن ديننا ودولتنا ونرتمي في أحضان عدو الأمة فنغرق في وحل أفكاره الهدامة ومخططاته الشيطانية ..

أي سذاجة يحسبونها فينا وهم يحرضوننا أو يوهموننا بأننا مستهدفون ومهمشون وفي طبقة أقل من

غيرنا ، ومن جنس مستحقر وذليل ،فيوغروا صدورنا بأشعارهم ويلهبوا الحمية في نفوسنا ، لنهب فنغير

من تلك النظرة الدونية التي رسموها أو حاولوا رسمها في عقولنا ..

وأي سواد في قلوبهم وهم يلعبوا على حبل العواطف فتسيل أودية من دموعهم التمساحية ، وتهتز

الجبال لأيمانهم المغلظة بصدق شعورهم بتلك الوقائع وحرصهم على الوطن ومقدراته ..

لقد أساءوا لمخلصين ومميزون في أعمالهم ، وسودوا منجزاتهم ، واتهموهم في أعز ما يملكون أمانتهم

وانتمائهم لوطنهم فقد وصموهم بالخيانة العظمى لعملهم ووطنهم ، بسبب شخص متهاون أو مهمل في

واجبه ، واهتزت المعنوية والثقة في نفوسهم ، فمن المسؤول عن تلك الحالة المهزوزة التي وصلوا لها ؟

ومن يعيد لهم كرامتهم المسفوكة بأيدِّ القصاصون والمنافقون والناقمون على الوطن ؟

لقد صور لنا أعداؤنا أن الإطباء في جازان لم يشفى على أيديهم أي مريض ، وكل من تعالج لديهم حقنوه

بإبر ملوثة أو نقلوا له دم فاسد ولم يخرجوا من تلك المستشفيات إلا إلى قبورهم التي أعدت لهم مع

أرقام الإنتظار في صالات المراجعين ..

إن فكرة عدم المساواة بين مناطق المملكة والتي ما فتئوا وهم يردِّدونها على مسامعنا ليلا ونهارا سرَا

وجهاراً لم نشعر بها ونحن أبناء المنطقة فكيف بهم وهم لا يعرفوا حالنا وربما أنهم لا يعرفوا موقعنا على

خارطة المملكة ، فنحن وبحمد الله ننعم كبقية الشعب السعودي بخيرات هذا الوطن ولم نشعر بتلك

الدونية أو الاستهداف لمنطقتنا فنصيبنا يصلنا ومشاريعنا ربما تكون هي الأضخم والأجود على مستوى

باقي مناطق المملكة ..

وإن لم نحسن إدارتها أو أهملنا في واجباتنا أو رعاية مقدراتنا أو لم نحسن تقديم طلباتنا وحصر حاجاتنا

وتقديمها بالصورة المقبولة للمسؤول أو أننا تكاسلنا عن متابعتها فهذا لا يعني أن السبب في غيرنا

ونرمي العيب الذي فينا على غيرنا ،فيجب علينا أن ندير منشآتنا بحرفية ومهنية عالية ونستقطب الكوادر

الممتازة ونفعل الرقابة على كل ما يخدم المواطن ، فباقي المناطق التي قام أبناؤها بواجبهم وارتقوا

بمناطقهم أما نحن فاهتممنا بتلك الشجرة الخبيثة ( القات ) وعكفنا نتسامر ونتراقص على أنغام لذتها

وخموريتها الليالي الطويلة ، وصرفنا من أجلها قوتنا وقوت عيالنا ، فدب الفقر فينا فأصبحنا فقراء في مالنا

وجودة أعمالنا ..

فهل تبينا لكم كيد الناقمون على الوطن أيها المنصفون !؟ .

بقلمي ..