08-16-2012
|
|
ماذا يمثل رمضان للفرد المسلم ..؟؟
ماذا يمثل رمضان للفرد المسلم ..؟؟
الحديث عن شهر رمضان يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحديث عن الصوم، فما إن يسمع البعض عن شهر رمضان حتى يتبادر إلى مخيلته ذلك الشهر الذي يعاني فيه من الجوع والعطش والتعب طيلة اليوم، وهناك من يرى في شهر رمضان شهر المأكولات الفاخرة المتنوعة واللذيذة التي قد تختلف كلياً عن أكلات الأيام العادية، وبعضهم يجد أن شهر رمضان شهر للراحة والنوم ومن ثم السهرات الليلية. لكن... ماذا يمثل رمضان للفرد المسلم؟
شهر رمضان برنامج متكامل لتزويد الصائم بالروحيات ولتخليصه من الانجذاب لشهواته وتعويده على السيطرة عليها أو تركها متى ما لزمت الضرورة. وهو يعني فيما يعني أمور هي:
1- الحرية :
والحرية ليست كما يصورها البعض على شكل انفلات وتسيب واستهتار بكل ما هو مفروض وواجب، إنما هي الحرية التي تدعو صاحبها لتحمل مسؤوليته. وشهر رمضان يعتبر من أفضل البرامج التي تخلق في الإنسان هذه الحرية وذلك عبر:
· تنمية الإرادة.. والإرادة لا تنمو إلا حينما يقرر الشخص أن يعمل عملاً أو يترك اخر ثم يستمر في هذا القرار. وشهر رمضان هذا الشهر الذي يقرر فيه الصائم الكف عن المفطرات واجتناب المحرمات طيلة شهر كامل لهو مدة كافية لأن يمرن الفرد فيها نفسه على ترك المحرّمات نهائياً.
· الرقابة الذاتية... شهر رمضان يجعل الصائم ويعلمه على أن يكون هو بنفسه رقيباً على ذاته، رقيباً على أعماله التي تنبغي أن يكون فيها ملتزماً بجميع ما يملي عليه هذا الشهر من شروط. قال رسول الله (ص) لجابر بن عبدالله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من هذا الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث، فقال رسول الله (ص): يا جابر وما أشد هذه الشروط.
· التحرر من قيود الشهوات... كما يكون المرء أسيراً بأيدي الأعداء كذلك يصبح أسيراً لشهواته ورغباته وذلك بالخضوع المستمر لها وينتج عن ذلك عدم قدرة هذا المرء على التخلص من شهوته. وقد يستغل هذه الشهوة شخص يسيء إليه فيصبح هذا المرء أسيراً لدى ذلك الشخص. وقد حذر الإسلام من التقليد للشهوات حتى شهوة حب الزوجة والأولاد قال تعالى: (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ...) (التغابن/ 14). وشهر رمضان يمثل فترة انقطاع وابتعاد عن الشهوات وبذلك يصبح في مقدور هذا المرء التخلص بسهولة من قيد هذه الشهوة.
2- التقوى :
شهر رمضان يعمق في الإنسان صفة التقوى، فهو بالإضافة إلى الصيام الواجب الذي يتجلى فيه البعد عن الشهوات والتزام المسلم بدينه، نجد التوجيهات الدينية التي تدعو الفرد المسلم إلى العبادة وتؤكد فعلها في هذا الشهر بالخصوص. قال رسول الله (ص) في بيان فضل هذا الشهر: "شهره أبرك الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات" ويقول عن العبادة والعمل فيه: "من حسن في هذا الشهر خلقه كان له جواز الصراط يوم تزل الأقدام ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب له براءة من النار". وتتأكد في شهر رمضان أعمال معينة مثل: قراءة القرآن "من تلا فيه آية كان له أجر من ختم القرآن في غيره"، والدعاء بالمأثور "ودعاؤكم فيه مستجاب" فاسئلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة، وأيضاً صلة الرحم والتكافل الاجتماعي "من وصل فيه رحمه وصله الله يوم يلقاه" ومنها حضور مجالس الذكر، فهذا الشهر الكريم تكثر فيه المناسبات الدينية ففيه غزة بدر وليلة القدر ثمّ يتوج في نهايته بالعيد.
ولتثبيت صفة التقوى في النفوس يعمد رسول الله (ص) إلى التنفير من كل ما هو قبيح فقد سمع رسول الله (ص) ذات مرة امرأة تسب جارية لها وهي صائمة – أي المرأة – فدعا بطعام وقال للمرأة: كلي، فقالت: أنا صائمة يا رسول الله، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، انّ الصوم ليس من الطعام والشراب، وانما جعل ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع.
3- تحمل المسؤولية:
وهذا الأمر نابع من الأمرين السابقين، فبتقوى الفرد المسلم وبإحساسه بحريته يجد هذا الفرد نفسه مسؤولاً في المجتمع الذي يعيش فيه. ثمّ لا ننسى أن شهر رمضان يفرض على الكثيرين أجواءه فيسايرها بعضهم من باب مسايرة الآخرين وعدم الشذوذ عنهم ويتأثر به البعض لأنّه يحرك ضمائرهم ويجلي عن فطرتهم غشاوة الشهوات. وهذا التأثر يبعث هؤلاء الأشخاص إلى العودة الحقيقية لدينهم وتحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم.
تعلمت الصبر و البال مهموم
تعلمت السهر وماعرفت النوم
تعلمت اضحك و الفرح معدوم
بس ماقدرت اتعلم كيف اصبر وان منك محروم
|