فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
الخضر أم القَدَر ؟
الخضر أم القَدَر ؟
من أجمل ما قرأت في حياتي كلها ستجدون فيها انشراحاً في الصدر و طمأنينة في القلب وستحل لكم مشكلة كبيرة نعاني منها جميعنا . هل توقفت يوماً لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟ هل هو نبي أم ولي أم عالم أم ماذا ؟ هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علماً و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟! أتساءلت يوماً لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام ؟ ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ و لماذا سيدنا موسى تحديداً الذي قُدِّر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علماً و رحمة؟ الأكيد أن هذه القصة تحديداً تختلف تماماً عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ، لماذا ؟ لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ، و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض .. علم القدر الأعلى ، علم أُسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أُسدلت على مكان اللقاء و زمانه ، و حتى الإسم ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾ هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها .. السؤال : لماذا خلق الله الشرّ والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال ؟ كيف يعمل القدر ؟ البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيداً للقدر المتكلم لعله يرشدنا ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾ .. أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم . فقال النبي البشر ( موسى ) : ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ يرد القدر المتكلم ( الخضر ) : ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها يرد موسى بكل فضول البشر : ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾ هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟ يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب !! تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب .. معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع .. جعل موسى البشري يقول ﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾ !! عتاب للقدر كما نفعل نحن تماماً : أخلقتني بلا ذرية كي تُشمت بي الناس ؟! أفصلتني من عملي كي أصبح فقيراً ؟! أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟! يا رب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟ يارب أنستحق هذه المهانة ؟ ﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟ ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر .. يمضي الرجلان ، ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام ، و يمضي !! فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي ، و يعاتب بلهجة أشد : ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ تحول من إمراً إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه ، لكنه بشر مثلنا ، و يعيش نفس حيرتنا ، ويؤكد له الخضر مرة أخرى : ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل . فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى !! وهنا ينفجر موسى ، فيجيبه من سخّره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر : ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾ هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة ، الشر نسبي ، و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر ، لأننا لا نرى الصور الكاملة . فالقدر أنواع ثلاث : النوع الأول : شرّاً تراه فتحسبه شرّاً ، فيكشفه الله لك أنه كان خيراً فما بدا شراً لأصحاب القارب ، اتضح أنه خير لهم . وهذا نراه كثيراً في حياتنا اليومية وعندنا جميعاً عشرات الامثلة عليه . النوع لثاني : شرا تراه فتحسبه شرّاً ، لكنه في الحقيقة خير ، لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك ، فتعيش عمرك و أنت تحسبه شراً . مثل قتل الغلام هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث ؟ هل أخبرها الخضر ؟ الجواب : لا .. بالتأكيد قلبها انفطر ، و أمضت الليالي الطويلة حزناً على هذا الغلام الذي ربته سنيناً في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي ، و بالتأكيد هي لم تستطع أبداً أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضاً عن الأول ، وأن الأول كان سيكون سيئاً ! ﴿ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾ فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ، ولم تستطع تفسيره أبداً ، ولن تفهم أم الغلام أبداً حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة . نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك ؟ أما هي فلم و لن تعرف . النوع الثالث : هذا النوع من القدر هو الأهم هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري ، لطف الله الخفي ، الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره ، و لن تراه ، و لن تعلمه . هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ؟ الجواب : لا هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟ الجواب : لا هل شاهدوا لطف الله الخفي ؟ الجواب : قطعاً لا هل فهم موسى السر من بناء الجدار ؟ الجواب : لا !! فلنعد سوياً إلى كلمة الخضر ( القدر المتكلم ) الأولى : ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله الصورة أكبر من عقلك . استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما ، وثق في ربك فإن قدرك كله خير . وقُل في نفسك : أنا لا أفهم أقدار الله ، لكنني متسق مع ذاتي و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها ، لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا . إذا وصلت لهذه المرحلة ستصل لأعلى مراحل الإيمان ( الطمأنينة ) و هذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله ، خيراً بدت أم شراً ، ويحمد الله في كل حال .. حينها فقط سينطبق عليك كلام الله : ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ حتى يقول : ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ و لاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حساباً ولا عذاباً . خاطرة جميلة جداً ، ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط . اللهم علمنا ماينفعنا و انفعنا بما علمتنا اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك و يرضون بكل قدر كتبته لنا . #منقول
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-25-2022 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الخضر أم القَدَر ؟
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|