فقط في بلاد آل تليد_ قصة مشوقة لكيفية إستخراج تصريح بناء

تتوالى الأيام وتتزايد المعاناة بشتى أنواعها على مواطني بلاد آل تليد , فمن مشاكل الصحة والمواصلات والإتصالات وسوء الخدمات إلى مشاكل الكهرباء والبنية التحتية من إنشاءات وبناء الممنوعة تماما في تلك البقعة التي يحمل سكانها جينات وطنية سعودية100%.
عندما يتعذر على أحد مواطني تلك القرى تهريب كيس الإسمنت ليرقع تشققات جدار بيته أو ليقوي سقفه منعا للتسربات التي تحدث فيها جراء الأمطار والوقاية من حر الهجير او زمهرير البرد القارس , فينحى إلى الجانب القانوني الذي يأمل أن يكون ملاذا وهو بالطبع الخيار الأصعب وأعني هنا إستخراج رخصة بناء أوطلب تصريح شراء كيس الإسمنت أو الجبس والبلوك أو أي مادة من مكونات البناء.
المواطن التليدي وبعد أن عجز بيته الشعبي على مقاومة عوامل التعرية التي قاومها ساكنه فكر في أن يبني غرفتين مجاورتين على الطراز الحديث من الإسمنت المسلح لينتقل إليها هو وعائلته ويحقق حلمه بإمتلاك ذلك المسكن الفاخر.
يذهب إلى رئيس مركز السلف أو مركز دفا ويشرح له الوضع ويطلب منه أن يمنحه تصريحا للبناء واستيراد المواد اللازمة لذلك فيرفع له خطابا بذلك (4000 بلكة - 400كيس اسمنت - 4طن حديد - 4 علب رخام) إلى محافظة الدائر بني مالك ويزوده برقم للمراجعة هناك ومتابعة طلبه , ويضل صاحبنا يراجع المحافظة لأسابيع وشهور حتى جاء الفرج وأخبروه بأن المعاملة ذهبت إلى مقر قيادة قطاع حرس الحدود بالدائر وهناك تبدأ المعاناة فمن طول الإنتضار بالساعات حتى يسمح لك بالدخول إلى تكرر المواعيد إلى رفض السماح بالدخول أحيانا وبعد أسابيع إن لم تكن شهورا جاء الرد بأنك من سكان بلاد آل تليد ولذلك سيتم إرسال خطاب إلى مركز قيادة حرس الحدود بدفا ليتم المسح ومعاينة الموقع والمسافة القانوية عن الحدود وإجراء اللازم والإنتضار إلى حين إكتمال تلك الإجراءات.
التليدي لم يعد يبالي بكل تلك المتاعب لأنه تعود على مثل تلك التعقيدات ليس مع المحافظة وحرس الحدود فقط بل مع كل القطاعات الخدمية التي يحتاجها فالصبر وطولت البال شيمته وتحمل المشاق وصعوبة الطرق والمواصلات وغياب الرقابة على تلك الخدمات جعلته صلبا بصلابة أرضه وموطنه بين تلك الجبال الشامخة.
وبصبره المعهود ومع كل إشراقة شمس يتفقد التليدي جدران بيته وينطلق في سبيل قضيته يتنقل بين مركز حرس الحدود بدفا ومركز قطاع حرس الحدود بالدائر للسؤال عنها وإلى أين وصلت , وبعد فترة قالوا له بأن الخطاب وصل إلى دفا ولكنه أعيد إلى مركز القطاع بالدائر للتصحيح لأن فيه خطأ يجب إصلاحه وتكررت الزيارات وبعد معاناة وبعد أن قارب عامه ذلك على الإنقضاء قاربت مشكلته على النهاية فقد حضر أفراد حرس الحدود إلى بيته لمعاينة الموقع والتحقيق معه فيما سيقدم عليه وماذا سيعمل وكم غرفة سيبني ومساحتها وارتفاعها و و و... وكم سيحتاج من مواد فهم خبراء في ذلك وعلى تلك الأقوال يتم التصديق على الإعترافات ويرسل الخطاب مرة أخرى إلى مركز قطاع حرس الحدود بالدائر ... ثم الإنتضار حتى يصدر التصريح النهائي بالبناء والسماح بشراء مواد البناء المطلوبة , يذهب صاحبنا التليدي إلى مركز الدائر ليخبروه بأن التصريح تم التصديق عليه وأرسل إلى مركز قيادة دفا , يعود أدراجه إلى دفا ليستلم نسخة من التصريح الذي يسمح باستيراد (2000بلكة - 200 كيس اسمنت - 2طن حديد - 4علب رخام) ولعلنا لم نبالغ ونقول بأن جلطة دماغية قد حلت بصاحبنا لأن الأمر كان متوقعا فهذا هو الحال مع كل من يطلب تصريحا كهذا فهذه هي الإجراءات المعتادة وهكذا تكون النهاية وعلى التليدي أن يبدأ رحلة أخرى ليكمل بناء بيته لأن الرحلة الأولى فقط ستبنى الأساسات لمن أراد أن يبني بيت العمر وإلا رقع بها شقوق بيته القديم وحمد الله على نعمة الأمن و((الأمان)).

تعقييييييييييييييد الله لاسامحهم
اللي يحطون أنظمه علينا دون غيرنا

والله معاناه ولكن نصبر ونحتسب
شكراً أبو فيصل عَ الطرح المحاكي للواقع ومايحصل للمواطن التليدي
كل الشكر أخوي : ودي وحبي

شكرا لك أخي الجني الأزرق على مرورك ...

وشكرا لصحيفة عكاظ على إهتمامهم الدائم وتفاعلهم مع قضايانا رغم أنهم إختصروا الموضوع في سطور لا تعبر عن واقع الحال وما نريد إيصاله:

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20111121/Con20111121457905.htm

معاناة أصبحت دائمة.....وضروف قاسية.....وتهاون وتلاعب بوقت وخدمات المواطن في تلك المنطقة....بعدم إنجاز مطالبهم ليأمنوا لأنفسهم أبسط حقوقهم....
نأمل ونتطلع.....وكلنا أمل في خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.....أن يوجد مخرج لهذه المعاناة .....متى ما وصله الخبر.....فهو صاحب الأيادي البيضاء....

كما لا يفوتني شكر الأخ أبو فيصل ......من أعماق قلبي .....لجهوده التي لا تكل في سبيل مساعدة ونشر معاناة تلك المنطقة....في الصحافة......لعل وعسى.....

بارك الله فيك وفي جهودك أخي أبو فيصل.

الله يعين


‏الدنيا حِكايةٌ خُرَافية أحْدَاثُها أغَربُ من الخَيَال ، تَتَحَدّثُ عَن البقاء ولاَ شيءَ فِيهَا يَدوم