أكتب إليك وأنا لا أدري إن كنت ستقرأ، أو إن كانت هذه الكلمات ستصل يومًا. لكن ما اعرف جيدًا أن النسيان ليس كما نظنه، ليس حفرة نقع فيها فجأة، بل هو طريق طويل نمشيه دون أن نشعر. ننسى شيئًا فشيئًا، حتى نتفاجأ يومًا أن ما كان يومًا كل شيء، أصبح مجرد ظل خافت.
قد نظن أننا قادرون على السيطرة عليه، لكن الحقيقة أن النسيان أصدق منا. يأتي عندما يحين الوقت، لا يستأذن، ولا يعتذر. ربما هو لطف خفي من الحياة، وربما هو خسارة لا ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان.
أكتب إليك لأنني لا أريد أن أنسى دفعة واحدة. أريد أن أودع الذكرى ببطء، أن أترك لها فسحة صغيرة تعيش فيها إلى أن تهدأ تمامًا.
وقد أصبحت آخر اهتماماتي، بعد أن كنت في مقدمة أولوياتي. لم يعد حضورك يشغل مساحات قلبي كما كان، ولم تعد ذكراك تُرهقني كما بالأمس. كأن شيئًا بداخلي تعلّم كيف يتركك بهدوء، دون ضجيج، ودون أن يلتفت للوراء.
لم يكن الأمر سهلًا، لكنه حدث. أدركت أنني لا أحتاج أن أحمل أثقالًا لا تسعني، ولا أن أسهر على حكايات انتهت منذ زمن. أحيانًا، أكبر دليل على حب الذات هو أن نتعلم كيف نضع حدًا لما يستنزف أرواحنا.
.
عندما تكتب لا تجعل قلمك
سهما يجرح القلوب ،
ولا قلما يذكر العيوب ..
ولا قلما ناكرا لا يعرف الشكر
وشعاره الجحود والنكران
بل اجعل قلمك أنيقاً ذو شعار لطيف
" للأيام التي لها القدرة على التذكير بأن لنا.. قلب!
لـ الورود التي تنوب عنا في وصف اللطافة،
و للشمس التي تسبقنا إلى نوافذ الأماني!
للمروج الخضراء التي ولو سرقت لون الروح لغفرنا لها!