فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
نعيم الجنة باق وليس بفان
نعيم الجنة باق وليس بفان
اعمل لدار البقاء رضوان خازنهـا ... الجار أحمـد والرحمن بانيها ارض لها ذهب والمسـك طينتهــا ... والزعفـران حشيش نابت فيهـا أنهارها لبن محض ومن عسـل ... والخمر يجري رحيقا في مجاريهــا والطير تجري على الأغصان عاكفة ... تسبح الله جهــرا في مغانيهــا الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نُزلاً , ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها سُبلاً وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلةِ إليها ذُللاً , خلقها لهم قبل أن يخلُقهم , وأسكنهم إياها قبل أن يُجِلهم , وحفها بالمكاره وأخرجهم إلى دار الإلتحان ليبلوهم أيهم أحسن عملاً , وأودع فيها مالا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر (تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً) , وبشرهم بما أعد لهم على لسان رسوله فيخير البشر في كتاب الله على لسان البشر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيّه وخيرتهُ من خلقه , أرسله الله رحمة للعالمين ومحجة للسالكين , صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . الجنة في اللغة البستان العظيم الذي يستر ما بداخله، وهي مشتقة من مادة: جنن التي هي بمعنى الستر، ولذلك سمى الجن جناً لاستتارهم واختفائهم عن الأنظار، كما سمي الجنين جنيناً لاستتاره في بطن أمه، ومنه جنون الليل أي شدة ظلمته وستره لما فيه . وأما في الشرع فإنها دار الخلود والكرامة التي أعد الله -عز وجل- لعباده المؤمنين وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم، وفيها من النعيم المقيم الأبدي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما قال سبحانه وتعالى( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) . للجنة عدة أسماء بإعتبار صفاتها ، ومُسماها واحد باعتبار الذات ، فهي مترادفه من هذا الوجه، وتختلف باعتبار الصفات فهي متباينة من هذا الوجه، وهكذا أسماء الرب سبحانه وتعالى وأسماء كتبه وأسماء رُسله وأسماء النار ، وأسماء اليوم الآخر . الجنة : وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار ، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة ، والسرور وقرة الأعين. وأصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية ، ومنه الجنين لاستتاره في البطن ، والجان لاستتاره عن العيون ، والمجن لستره ووقايته الوجه ، والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه . ومنه سمي البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه. ومنه قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) أي يستترون بها من إنكار المؤمنين عليهم دار السلام: وقد سماها بهذا الاسم في قوله (لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ، وقوله (واللهُ يَدعُو إلى دارِ السَّلامِ) وهي أحق بهذا الاسم ، فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه ، وهي دار الله ، واسمه سبحانه السلام الذي سلمها وسلم أهلها (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) دار الخلد: وسميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها أبدا كما قال تعالى (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)، وقوله (إنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) وقوله (أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا) وقوله (وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) وقوله تعالى (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) دار المقامة: قال تعالى حكاية عن أهلها (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) . قال مقاتل: أنزلنا دار الخلود، أقاموا فيها أبدا، لا يموتون ولا يتحولون منها أبدا . جنة المأوى: قال تعالى (عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)، والمأوى : مفعل من أوى يأوي ، إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر به . قال عطاء عن ابن عباس: هي الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة . وقال مقاتل والكلبي: هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء وقال كعب: جنة المأوى: جنة فيها طير خضر ترتعي فيها أرواح الشهداء . ويقول ابن القيم: والصحيح أنه اسم من أسماء الجنة كما قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) جنات عدن: قيل هو اسم جنة من جملة الجنان، ويقول ابن القيم: والصحيح أنه اسم لجملة الجنان ، ولكنها جنات عدن ، قال تعالى (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ) ، وقال تعالى (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)، والاشتقاق يدل على أن جميعها جنات عدن فإنه من الإقامة والدوام ، يقال: عدن بالمكان إذا أقام به ، وعدنت البلد إذا توطنته دار الحيوان: قال تعالى (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ) والمراد الجنة عند أهل التفسير ، قالوا وإن الآخرة يعني الجنة لهي الحيوان: لهي دار الحياة التي لا موت فيها . الفردوس: قال تعالى : (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا)، وأصل الفردوس: البستان ، قال كعب: هو البستان الذي فيه الأعناب ، وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة بالأشجار ، وهو اسم يطلق على جميع الجنة وأفضلها وأعلاها . جنات النعيم: قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ)، وهو اسم يطلق ايضا على جميع الجنات ، لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن الواسعة . المقام الأمين: قال تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)، والأمين: الآمن من كل سوء وآفة ومكروه ، وهو الذي جمع صفات الأمن كلها ، فهو آمن من الزوال والخراب ، وأنواع النقص ، وأهله آمنون فيه من الخروج والنقص والنكد ، وقوله تعالى (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ)، فجمع لهم بذلك بين أمن المكان وأمن الطعام فلا يخافون انقطاع الفاكهة ولا سوء عاقبتها ومضرتها ، وأمن الخروج منها فلا يخافون ذلك ، وأمن الموت فلا يخافون فيها موتا . مقعد صدق ، وقدم صدق: قال تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)، فسمى الجنة مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها ، وذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين: روي عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال: لما خلق الله تبارك وتعالى الجنات يوم خلقها وفضل بعضها على بعض فهي سبع جنات: دار الخلد - دار السلام جنة عدن: وهي قصبة الجنة وهي مشرفة على الجنان كلها وهي دار الرحمن تبارك وتعالى ، ليس كمثله شيء ولا يشبه شيء ولباب جنات عدن مصراعان من زمرد وزبرجد من نور كما بين المشرق والمغرب جنة المأوى - جنة الخلد - جنة الفردوس - جنة النعيم . روى أبو بكر بن مردويه من حديث الحسن عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال: (مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا لَا يَمُوتُ ، وَيَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ: لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ، وَمِلَاطُهَا مِسْكٌ أَذْفَرُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ) . لقد عرفنا الله بالجنة ترغيباً فيها, وبين لنا بعضاً من نعيمها وأخفى عنا بعضاً , زيادة في الترغيب والتشويق . لذلك فإن نعيم الجنة مهما وصف , لا تدركه العقول لأن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا يعرفه أحد بحال . فهل عرفت الجنة ..؟! إنها دار خلود وبقاء .. لا فيها بأس ولا شقاء , ولا أحزان ولا بكاء .. لا تنقضي لذاتها ولا تنتهي مسراتها .. كل ما فيها يذهل العقل ويسحر الفكر .. ويسكر الرشد .. ويصرع اللب .. هي جنة طابت وطاب نعيمها ... فنعيمها باق وليس بفانِ ونعيم الجنة كثير لا يعد ولا يحصى فأبرز هذا النعيم: متاع الدنيا قليل ، قال تعالى: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى) .وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: (واللهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ ) رواه مسلم . ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم، إنها لا تأخذ منه قطرة . هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة . أفضل من حيث النوع , فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة ، فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه البراز بإسناد حسن . مقارنة نساء أهل الجنة (الحور العين) بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا ، ففي صحيح البخاري عن أنس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ، وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا ، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.) رواه البخاري . الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها ، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول ، والروائح الكريهة - أكرمكم الله - ، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله ، ونساء الدنيا يحضن ويلدن ، والمحيض أذى ، والجنة خالية من ذلك كله فوصفها خالقها: (بَيْضَاء لَذَّة لِلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْل وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ) . والأنهار الأربعة الرئيسية في الجنة التي ذُكرت في القرآن الكريم: (نهر الماء – نهر الخمر – نهر العسل – نهر اللبن ) قال الله تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ) ومن أنهار الجنة: نهر الكوثر :وهو نهر أعطي للرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ويشرب منه المسلمون في الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبداً بحمد الله وقد سميت إحدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة . نهر البيدخ : وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا نهر بارق: وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية . ومن عيون الجنة: عين تسنيم: وهي أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفاً ويمزج بالمسك لأهل اليمين . عين سلسبيل: وهي شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل عين مزاجها كافور: وهي شراب الأبرار . وجميعها أشربة لا تسكر ولاتصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سروراً ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ منثوراً بكؤوس من ذهب وقوارير من فضة قال تعالى: (لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) للجنة ثمانية أبواب ثبت ذلك في نصوص شرعية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ ، وَأَنّ النّارَ حَقّ ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ) . ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية ، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن وباب الكاظمين الغيظ ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات وإيماءات في النصوص مثل: باب التوبة أو الذكر أو العلم أو الراضين أو الحج . ودليل الأربعة الأولى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قَالَ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ) . وأسماء الأربعة الأبواب الأخرى اختلف شراح الحديث في أسماء البقية بعد أن اتفقوا على تسمية الأربعة الأولى . لا يُعرف تحديداً عدد درجات الجنة ، وقد قيل إنها بعدد آيات القرآن الكريم أخذاً من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في صحيح أبي داود . لكن في كلامه هذا نظر؛ لأن الحديث في بيان " منازل " الحفظة وليس في درجاتهم ، وتختلف الدرجات باختلاف العاملين في الدنيا ، كما أن هناك أعمال أخرى يتفاضل الناس بها كالصِّدِّيقيَّة والجهاد وغيرها فعليه لا يلزم أن يكون صاحب القرآن الحافظ لأكمله في أعلى درجات الجنة على الإطلاق . وأعلى درجات الجنة هي الفردوس كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى " أوسط الجنة " أي: أفضلها وأعدلها ، ومثله قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) . وقد جاء في السنَّة ببيان بعض الأعمال وبيان درجات أهلها ، ومنها: 1- الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين 2 - الجهاد في سبيل الله 3 - الإنفاق في سبيل الله 4 - إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة 5 - حافظ القرآن سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها شجرة طوبى: قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهى بالغة العظم في حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة في كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانها ألوان من السندس (الحرير الرقيق) والإستبرق (الحرير السميك) لم يرى مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا (اللعب والطرب والفنون) فيبعث الله ريحا من الجنة تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان فى الدنيا . سدرة المنتهى: وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . وفي الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكة المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء قال تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزِقـوا منها من ثمرة رزْقـا قالوا هذا الذي رزِقـنا من قبل وأتوا به متشابها ). وقد ذكر من ثمار الجنة: التين - العنب - الرمان - الطلح (الموز) والبلح (النخيل) والسدر (النبق) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار غرف الجنة: إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم، وإن في الجنة لغرفاً يرى بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها . خيام الجنة: وإن أهل الجنة ليسكنون في خيمة من لؤلؤة مجوفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، ولها سبعون باباً ، كلها من درة ، طولها في السماء ستون ميلاً ، وعرضها ستون ميلاً ، في كل زاوية منها أهلون ، حور مقصورات في الخيام ، ما يرون الآخرين ، ولا يرى بعضهم بعضاً ، يطوف عليهم المؤمنون ، ويتكئون فيها على سرر مصفوفة ، بعضها إلى جانب بعض ، وعلى سرر موضونة ، متكئين عليها متقابلين . الجنة لها مفتاح عظيم تملكه جميع الخلائق: (لا آله الا الله محمد رسول الله) ! والأعمال الصالحة هي أسنان المفتاح التى بها يعمل , وأول من يدخلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها . الحور العين هي الإمراة شديدة البياض ومسودة حول العينين . وفي العقيدة الإسلامية الحور العين هن نساء أعددن لأصحاب الجنة من الرجال ويفوق جمالهن الوصف . ثبت في السنَّة النبوية أن للشهيد اثنتين وسبعين من الحور العين . وأن أدنى أهل الجنة له زوجتان . ومنهم من له أكثر من ذلك . فعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله ضلى الله عليه وسلم: (لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: (وذكر منها): وَيُزَوَّجُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ حُورِ الْعِينِ) رواه الترمذي وابن ماجه . ولنساء الدنيا في الجنة فإن الله عز وجل يكسوهن جمالا يتفوقن به على الحور العين !. عن النعمان بن سعد عن علي قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ِإنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا قَالَ يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْؤُسُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ) أخرجه الترمذي . وعن معاذ بن جبل قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (َلا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا) صحيح ابن ماجه . نعم الله على أهل الجنة كثيرة لا تعد ولا تحصى وهذه بعض النعم التي أنعم الله بها على عبادة: فرش أهل الجنة: أعدت قصور الجنة وأماكن الجلوس في حدائقها وبساتينها بألوان فاخرة رائعة من الفرش للجلوس والاتكاء ونحو ذلك ، فالسرر كثيرة راقية ، والفرش عظيمة القدر بطائنها من الاستبرق ، فما بالك بظاهرها ، وهناك ترى النمارق مصفوفة على نحر يسرّ الخاطر ، ويبهج النفس ، والزرابي مبثوثة على شكل منسق متكامل . خدم أهل الجنة: يخدم أهل الجنة ولدان ينشئهم الله لخدمتهم ، يكونون في غاية الجمال والكمال ، كما قال تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) . سوق أهل الجنة: روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثو فِي وُجُوهِهِمْ ، وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالا ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ : وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا فَيَقُولُونَ : وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ قَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالا) قال النووي في شرحه لهذا الحديث (المراد بالسوق مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق ، ومعنى يأتونها كل جمعة أي أسبوع ، وليس هناك حقيقة أسبوع ، لفقد الشمس والليل والنهار ، وخص ريح الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب . اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم: يزور أهل الجنة بعضهم بعضا ، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون ويذكرون ما كان منهم في الدنيا ، وما منّ الله به عليهم من دخول الجنة ، قال تعالى واصفا ذلك (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ) رؤية الله تعالى: أفضل ما يعطاه أهل الجنة من النعيم هو رضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم . قال الله تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . يطاف على هؤلاء الذين آمنوا بالله ورسله في الجنة بالطعام في أوانٍ من ذهب , وبالشراب في أكواب من ذهب , وفيها لهم ما تشتهي أنفسهم وتلذه أعينهم , وهم ماكثون فيها أبدًا . عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: مَا أَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فقال: (زِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ) أخرجه البخاري . إن أول البشر دخولا إلى الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول الأمم دخولا إلى الجنة هم أمته ، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه . وقد وردت الأحاديث في ذلك كما جاء في الأحاديث الصحيحة . فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ) روى مسلم في صحيحه . وعن أنس أيضا ، قال: قال رسول الله صلى اله عليه: (آتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ بِك أُمِرْت أَنْ لا أُفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَك) وروى مسلم . وثبت في الصحيحين وسنن النسائي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّةَ) وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَتَانِي جِبْرِيلُ ، فَأَرَانِي الْبَابَ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي ، فقال أبو بكر: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَمَّا إِنَّكَ يا أبا بكر أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي) . المراجع 1- الشيخ عبدالواحد المغربي - وصف الجنه - 2- كيف يعيش أهل الجنة ؟ (جملية جداً) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . جنة ربي لكل أواب حفيظ . (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) عيون تبكي من خشية الله , وعيون تحرس في سبيل الله , يخافون من ربهم يوماً عبوساً قمطريرا (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) أهل الجنان والغرفات أقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين , وقالو: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ * لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) ألا هل من مشمر إلى الجنة ..؟! قولوا كما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ إن شاء الله) . اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطِك والنار , اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب منها من قول أو عمل , ونعوذ بك من النار وما قرب منها من قول وعمل . منقول
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-13-2016 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: نعيم الجنة باق وليس بفان
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|