رب الأسرة الناجية من سيل المسنى يروي تفاصيل الحادثة

رب الأسرة الناجية من سيل المسنى: لم أرضخ لتوسلات ابنتي والسيل جرفنا 100 متر رددنا الشهادة أنا وزوجتي ورفعنا أبناءنا من المياه وآل محاج أنقذنا من بين أكثر من 50 متجمهراً آل مفتاح وأطفاله في منزلهم بمركز الغايل أمس

الغايل، الحرجة: عوض فرحان، سلمان آل مقرح

الحمد لله (كررها ثلاثا) لقد كتب لنا عمر جديد، بهذه الجملة بادر مانع عيفان آل مفتاح
(50عاما) رب الأسرة الناجية من حادثة سيل وادي المسنى لدى استقباله لـ"الوطن" أمس في منزله بمركز الغايل في تهامة قحطان التابع لمحافظة ظهران الجنوب.
وقال "العجلة هي التي دفعتني لقطع سيل وادي المسنى، لحضور زفاف شقيقي والذي كان مرتبا له أن يقام على الضفة الأخرى من الوادي"، وأضاف "لم أرضخ لتوسلات ابنتي شريفة وزوجتي سعيدة مطروي التي أيدتها، وتقدمت بالسيارة قرابة 10 أمتار وإذا بالسيارة تنقلب وتزحف داخل السيل حوالي 100 متر، وحاولت أنا وزوجتي أن ننقذ الطفلين فهد (3 سنوات) والرضيعة صالحة (3 أشهر) وذلك برفعهما بيد نحو الأعلى والإمساك بالأيدي الأخرى بعبدالله (4 سنوات) وشريفة (6 سنوات)، وكنا حينها نردد الشهادة لإيقاننا بالموت، وفي غمرة الأحداث شاهدت شاباً يقفز وسط السيل في موقف بطولي شاهده أكثر من 50 شخصاً كانوا متجمهرين، فرأيت الفرج لكن السيل سحب (بطل تهامة) في محاولته الأولى حوالي 70 متراً، لكنه لم يستسلم وكرر المحاولة ووصل لنا وهو شبه عار وأنقذ في البداية الرضيعة وأوصلها في ضفة الوادي، وعاد وحمل شريفه وفي المرة الثالثة حمل فهد وعبدالله دفعة، ثم عاد وساعدني في إنقاذ زوجتي سعيدة مطروي (35 عاماً).
وقطع آل مفتاح على نفسه عهداً أن يسمي مولوده القادم إذا كان ذكراً أسم (عواض) تقديراً لمنقذهم عواض آل محاج مع الدعاء له بكل خير، لأن ذلك أكثر شيء يستطيع أن يقدمه له.
كما التقت "الوطن" بمنقذ أسرة آل مفتاح، عواض جابر سلطان آل محاج أحد منسوبي رجال حرس الحدود بمنطقة عسير وقال "تصادف وجودي في مجرى السيل الذي شهد الحادثة وما أن رأيت السيل يجرف السيارة وسمعت صراخ الأم وهي تطلب النجدة قفزت لإنقاذ أسرة تنتظر من يمد لها يد العون، وما قمت به عمل إنساني بحت، والأهم في ذلك أن الله أخرجهم سالمين جميعاً ما عدا جرح صغير في ساق الرضيعة، ورضوض متفرقة في الأب".
وعن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه وهو مرتد ملابسه قال "الأم أصيبت بحالة من الذهول، وكانت تقول إن هناك طفلاً ما زال في السيارة، فرجعت لأفتش السيارة ولم أجد أحداً ووقتها تم تصوير المقطع بعد أن تم إنقاذ الجميع".
والتقت "الوطن" أمس بعدد من المنقذين الذين شاركوا في عملية الإنقاذ من على حافة الوادي وهم الرائد مسفر بن عايض القحطاني أحد ضباط حرس الحدود بقطاع ظهران الجنوب، وقال "كنت متنزها أنا وطفلي وقد شاهدت الحادثة وشاركت فيها باستلام 3 أطفال من يد الشاب عواض آل محاج وأنا على حافة الوادي، حيث إنه كان ينقذهم واحدا تلو الآخر، أما الشاب الآخر ثاني آل مقرح أحد أفراد القوات البرية بخميس مشيط فقال تمثل دوري في استلام الأب المسن وقمت بإخراجه إلى مكان آمن وتهدأته بالوضع ومواساته كما شاركت في استلام الطفلة الرضيعة من إمام المسجد بعد ما استلمها من يد الشاب عواض حتى سلمتها إلى أمها بعد خروجها من السيل.
كما طلب إمام جامع المسنى الشيخ عبدالله القحطاني عدم المزايدة على العمل الرجولي للمواطن عواض، وقال "إن أحداً لم يجرؤ على القفز معه وسط السيل وشاهدناه وهو يقفز في السيل ويحمل الأطفال ونحن اقتصر دورنا على استلام الأطفال منه". رئيس مركز الغايل ضويحي محماس آل مشني، أكد أن ما قام به رجل الأمن عواض آل محاج حقيقة لا ريب ولاشك فيها، وطالب آل مشني بضرورة إحداث مركز للدفاع المدني بالمركز وإيجاد لوحات إرشادية في أطراف الأودية لتوعية عابري الطرق بخطورة عبورها أوقات الأمطار.
وعلى ذات الصعيد، أبدى مساعد قائد حرس الحدود بمنطقة عسير العميد محمد الشراري في اتصال مع "الوطن" أمس سعادته بمشاركة أحد أفراد حرس الحدود في إنقاذ عائلة، وقال لقد ضرب الشاب عواض آل محاج أروع الأمثلة وهذه الحادثة نفتخر بها، وقال "الجندي عواض أحد أفراد قيادة حرس الحدود بأبها، وما قام به من عمل بطولي غير مستغرب منه لأنه من الأفراد المتميزين والمشهود لهم بالخير في العمل.

المصدر جريدة الوطن الثلاثاء 28/ 7/ 1430هـ العدد 3217

رابط فديو http://www.saudisw.com/vb/showthread.php?t=30931

[marq="3;right;3;scroll"]
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
تحياتي ابو فواز
[/marq]