القصه هذي كتبتها لكم شخصيا بس
صياغة القصه من تاليفي
القصه واقعيه وحصلت بالباحه قبل 60 سنه
كنت انذاك عمري 11 سنه
وكان عندي اخوان اصغر مني 2
عايلتنا كانت سعيده فجئه حصل خلاف بين امي وابي
تطلقوا وامي اخذت اخواني الصغار وراحت المندق لاهلها
ابوي سكن ببيت جدي وجدتي وتزوج
بعدها ايام مرت شهور سنين وبدا المطر يختفي من الارض الارض اجدبت والمحاصيل ذبلت
والبشر جاعوا
هنا راح احكي لكم قصتي يا ابنائي ….
وقتها مافي وسائل اتصال امي ما ندري عنها ولا تدري عننا الا اذا زرناها.
طبعا حصل مجاعه عظيمه ممكن يا ابنائي تسالون اي احد قريب لكم عن هذا الي حصل
بدات سنه الجوع كنت مع والدي وكان جدا جدا الوضع مزري مافي اي شي نقدر ناكله وقال يا ولدي ارجع لوالدتك ممكن تحصل شي تاكله
وانا رايح توادع مني ابي وقالي الله يحفظك يا ولدي ان ما تلاقينا نتلاقى في جنات النعيم. ابوي وقتها حاس اننا بنموت من الجوع ورجعت لامي امشي مسافه 50 كيلو للمندق
وصلت لامي وضمتني ورحبت فيني
كانت امي تبيع الحطب حتى تسد جوعنا
ومرت الايام امي ماعد قدرت تسد جوعنا جميعا
وقالت لي أنزل تهامة مع أخوي الصغير وولد خالتي طبعا مشينا مشينا مسافة طويلة حتى وصلنا إلى سوق الثلاثاء الشعبي وكان طوال الطريق ناكل أي شيء في الطريق عشب شجر من الجوع
وقتها انتشر مرض الملاريا ما كنا نعرف عن هذا المرض أي شيء وصلنا سوق الثلاثاء وكان في غيرنا أطفال كثير وما حد فكر فينا كلن نفسي نفسي المهم كنا بس نلقط الحبوب واي شي يسقط على الأرض بعد البائعين والمشتري
- [ ] بدأ الجو يظلم المغرب ضيعت أخي الصغير وابن خالتي جلست ابحث عنهم حتى أصبح فجر اليوم الثاني وجدت أخي ضربته ضربا قاسيا
- [x] ليس كرها انما خوفا عليه كنت خايف افقده
- [ ] وبعدها بقينا نبحث عن ابن خالتي كان مختفي أيضا وجدنا صبيحة اليوم الذي يليه وكان متوفي الله اعلم هل توفى من الملاريا أم من الجوع
- [ ] طبعا بعدها رجعنا إلى والدتي ويوم وصلنا إليها سقط أخي الصغير على الأرض وكانت حرارته عالية وكان يتصبب عرقا دخلت به أمي وباقي على هذا الحال أسبوع تقريبا
- [ ] بعد ذلك بدأ أخي الصغير التنفس بطريقة مرعبة ظننت أمي انه يريد الماء مسك يد أمي فقال لا تتركيني أشعر إني اموت
- [ ] ذهبت أنا حتى أحضر لها الماء حتى تعطيه ضميت اخي الصغير وضمتنا امي كلنا كان ماسك يد امي وماهي ثواني الا سقطت يده ومات اخي من الملاريا
- [ ] بعدها امي شعرت بالحزن الشديد وخافت علينا قالت يا ولدي روح لابوك اخاف عليك وبالفعل رجعت لابي وانا امشي امشي مسافات طويله
- [ ] وما ان وصلت حتى ضمني ابي اخبرته بما حدث لاخي وابن خالتي وقال لي زوجتي ماتت وما بقي معي الا اخواتك الصغار الثنتين بكينا وبكينا على اخي وما حصل كان عمر اخواتي الصغار
- [ ] سنتين و4سنوات بنتين
- [ ] قال يا ولدي انا راجع برجع امك
- [ ] تظنون ان ابي وقتها كان كبير بعمره لا ابي كان صغير تزوج امي وهو صغير كان وقتها عمره 30سنه تقريبا وامي كان عمرها بالعشرينات 26سنه تقريبا
- [ ] بمجرد قال ابي بيرجع لامي فرحت فرحه ما يعلم فيها الا ربي لاننا بنرجع عايله صغيره
- [ ] نسيت الجوع والمرض
- [ ] وربي ما كتب فرحتي كامله الا وسقط ابي امامي مغشيا عليه
- [ ] كانت حرارته عاليه مثل ما اصاب اخي الصغير شعرت وقتها انه بيتركنا
- [ ] انكسرت فرحتي وماهي الا لحضات احضرت له الماء وقطع من البقل اضعها في فمه لم يستطيع اكلها ولا بلع الماء الا وخرجت انفاسه بين يدي
- [ ] كنت وقتها صغير عشت شي لم يعيشه اي طفل في زمننا هذا
- [ ] بقينا نبكي ونصيح بعد ما اخذوه الناس ودفنوه تحت شجره قريبه من البيت الصغير الذي كنا فيه
- [ ] الليل اظلم ورحل منهو سندي ويوجهني بالحياه
- [ ] وقتها لا ادري وين اروح ولا افقه شي
- [ ] اختي ذات الاربع سنوات ماتت بعد ابي بايام ماتت حزنا عليه ما كانت تعاني من اي مرض سوى الحزن القاتل ودفنا اختي بجوار ابي وحملت اختي الصغيره
- [ ] حتى ارجع لاخبر امي ما حدث كان الظهر وشمس واختي على ظهري تتصبب عرقا من الحراره والجو
- [ ] راتنا امراه عجوز من اهل القريه وقالت يا ولدي وين تروح بهذا الضعيفه اتركها معي وتعال خذها بعدين وتركتها معها
- [ ] كانت اختي الصغيره ما تبغى تفكني ولا تتركني ظليت امشي وانا اسمه صراخها حزنا على فراقي
- [ ] وصلت لامي اخبرها بما حدث وقالت وين اختك
- [ ] قلت عند فلانه وقالت خلاص ارتاح وبعدين تروح تجيبها
- [ ] وبالفعل ارتحت ايام ورجعت للعجوز اخذ اختي الصغيره
- [ ] وجه العجوز كان متقلب قالت لي اختك ماتت
- [ ] من الملاريا بعد ما رحت
- [ ] حزنت حزن ما يعلم فيه الا ربي بكيت وبكيت وبكيت حزنا عليها
ورجعت لامي وبقينا احنا الثلاثه ننتظر الموت من الجوع او الملاريا
وماهي ايام الا واشرقت شمس الامل بالدعاء والاستغفار واللجوء لرب العباد
وتجمعت السحب
وبدا المطر ينهمر على الارض ليغسلها
وبدات الارض ترجع خضراء المحاصيل والحياه ااطبيعه عادت كما كانت
الجوع لم يكن فقط في الباحه كان في كل المناطق بالحجاز
حتى كانت الدول الافريقيه وقتها يرسلون لنا الامدادات والمساعدات
ممكن تلاقون اي خبر عنها في صحف السودان واثيوبيا
يا ابنائي ربما انا اليوم لا زلت اتنفس معكم وبالسبعين او الثمانين عمري وربما اكون تحت الثرا
استشعروا نعم الله عليكم واحمدوا الله كثيرا
على نعمه ف الله عز وجل قادر يغير من حال الى حال
الحمدالله على نعمة الامن والامان نعمة العافيه والرزق
نعمة الخير والبركه نعمة الدراسه ونعمة كل ماهو يسير في ارضنا الطاهره
استودعكم الله.
بقلمي….