فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
عالم من كبار علماء بريدة
قصة مؤثرة جدا لعالم من كبار علماء بريدة*
توافق الرواة في نقل القصة من أقرانه وأصحاب أبيه، ومجمل القصة أنه قبل ظهور حقن تحصين الأجسام من الأمراض المعدية، كان مرض الجدري من بين الأمراض التي تغشي الناس، وقد يستحر الفناء فيهم بإرادة الحي القيوم. وكان من بين من أصابهم هذا الوباء، أولاد رجل من أهل بلدة (الشقة)، شمال مدينة بريدة في منطقة القصيم، وذلك في العقد 4 من القرن 14 للهجرة وكان من بين هؤلاء غلام له 6 سنوات نتج من هذا المرض ظهور خدوش في الوجه، وفقدان البصر بالكلية، كان هذا الغلام يتقلب بين ظهراني إخوته وأخواته الذين يعملون في المزرعة فهو يجري خلفهم يريد اللحاق بهم، لكنه يتعثر هنا وهناك، ويحصل له من الجروح ما يحصل، لكنه ينهض مسرعاَ نحو أصواتهم فيصطدم بتلك النخلة أو الشجرة، وعنده عزم وجلد، وقد رزقه الله ذكاء وهمة فهو يحاول القيام بكل شيء، ويريد أن يفعل أكثر مما يفعله المبصرون، كان أبوه فقيرا جدا، يرى أن هذا الأعمى عالة عليه؛ لأنه لا يستفيد منه كإخوته، وذات يوم قدم صديق لوالده غاب عنه منذ سنوات، فشكا إليه حال هذا الغلام الأعمى، وأنه لا يستفيد منه، بل إنهم منشغلون في ملاحقته ورعايته مما سبب تعطيل بعض أعمالهم، فأشار الصديق عليه أن يرسله إلى الرياض حتى يطعم من مَضْيَفَة ابن سعود، ولا يعدم من وجود من يعطف عليه هناك. استحسن الوالد هذه الفكرة، فلما قدم جمّال على ظهر جمله معه خشب يريد بيعه في الرياض، قال الأب: أريد أن أبعث معك هذا الغلام، تذهب به إلى الرياض واعطيك ريالين فرانسي بشرط أن تضعه في الجامع، وتدله على الَمضْيَفَة وبئر المسجد ليشرب ويتوضأ منه وتوصي عليه من يُحسن به. حدّث هذا الغلام بقصته بعد ما كبر قائلاََََ: دعاني والدي ـ رحمه الله ـ وكان عمري قرابة 13 سنة فقال: يا بني الرياض فيه حلق العلم وفيه مضيفه يحصل لك فيها العشاء كل يوم، وفيه، وفيه،......وسوف ترتاح هناك ـ إن شاء الله ـ وسوف نبعثك مع هذا الرجل، ويعرفك بكل ما تريد، قال فبكيت بكاء شديد وقلت أمثلي يستغني عن أهله ؟ كيف أفارق والدتي وإخوتي وما ألفت ، وكيف أصرّفُ نفسي في بلدة غريبة عليّ ، فأنا متعبٌ وأنا عند أهلي فكيف إذا كنت عند غيرهم ! وأنا لا أريد ذلك ، قال فزجرني والدي وأغلظ عليّ القول، ثم أعطاني ثيابي، وقال توكل على الله اذهب وإلا فعلتُ بك كذا وكذا، ارتفع صوتي بالبكاء وإخوتي حولي صامتون، ثم أمسك صاحب الجمل بيدي، ووعدني بالخير والراحة التامة، ومشيت وأنا أبكي ثم أمرني أن أمسك طرف خشبة خلف الجمل فكان يسير أمام الجمل وأنا خلفه وقد علا صوتي بالبكاء، وأتحسر على فراق أهلي، ومضت 9 أيام وإذا نحن في الرياض، ثم وضعني في الجامع ودلني على البئر والضيافة، لكن ما زلت كارهاًَ متحسراًَ،أبكي بين الحين والحين، وأقول في نفسي كيف أعيش في بلد لا أعرف فيها شيئاًَ ، لا يعرفني فيها أحد وتمنيت لو كنت مبصراًَ لهمت على وجهي في الصحراء ، لكنه من رحمه الله أن قيْض لي أناساًَ في الجامع ، عطفوا عليّ فأخذوني إلى الشيخ عبد الرحمن القاسم ـ رحمه الله ـ وقالوا هذا رجل غريب ، فأتى الشيخ ، وسألني عن اسمي ولقبي ، ومن أي البلاد؟ ثم أجلسني بجواره ، وأنا أكفكف دمعي فقال: يا بني ما شأنك ؟ فأخبرته خبري فقال : خيراًَ ـ إن شاء الله ـ لعل الله أن ينفعك وينفع بك ، أنت ولدنا ، ونحن أهلك وسوف ترى ما يسرك عندنا، وسوف نضمك إلى الطلبة الذين يطلبون العلم ونجعل لك سكنا وفيه طعام وإخوة لك في الله يقومون برعايتك. فقلت:جزاك الله خيراًَ، لا أريد ذلك ، أريد أن تحسنوا عليّ فترجعوني إلى أهلي مع أحد القافلين إلى القصيم، فقال: يا بني جرّب ما عندنا فإن طاب لك المقام وإلا ستصل إلى أهلك ـ إن شاء الله ـ ثم نادى رجلاًَ فقال: ضم هذا الغلام إلى فلان و فلان وقل لهم استوصوا به خيراًَ، فأمسك بيدي وذهب بي إلى أخوين فاضلين فرحبا بي ، فجلست عندهما وأخبرتهما بحالي، وكرهي الشديد لهذا المقام ، ومفارقة أهلي فما كان منها إلا أن حدثاني بحديث تسلية ووعدا بالخير وطلب العلم فاطمأننت لهما وأحسنا بي ـ جزاهم الله عني أحسن الجزاء ـ لكني ما زلت محزوناًَ كارهاًَ، أبكي بين الحين والحين على فراق أهلي. كان مسكن الأخوين غرفة قرب المسجد فمكثت عندهما، أذهب وأجئ معهما نذهب لصلاة الفجر، ثم نجلس في المسجد في حلقة القرآن حتى يتعالى النهار، فقد كان الشيخ يحفظنا ثم بعد ذلك نعود إلى الغرفة فنستريح ساعة ونطعم ما تيسر، ثم نعود إلى الحلقة مرة أخرى نمكث إلى الظهر ثم نستريح للقيلولة ثم نعود للحلقة بعد العصر، وهكذا استمررنا فبدأت أطمئن شيئاَ فشيئاَ ، كل يوم أفضل من الذي قبله ، وشرح الله صدري لحفظ القرآن خاصة بعد تشجيع الشيخ – رحمه الله – واهتمامه بي ورأيت أني أتقدم في الحفظ يوما بعد يوم ، والشيخ يشحذ همم الطلاب ويقول : لماذا لا تكونون مثل ........... ؟ انظر إلى جده وحرصه ، وهو رجل كفيف ! فكنت أنشط بهذا الكلام مع ما يحصل بيني وبين الزملاء من منافسه ، ولم يمض علي شهر ونصف إلا و قد رزقني الله الطمأنينة وراحة النفس حتى أصبحت أتلذذ بهذه الحياة الجديدة ، ولما مضى علي 7 أشهر قلت في نفسي – سبحان الله – كم فيما تكره النفس من الخير وهي عنه غافلة !! ، .. كيف أبكي وأحزن على الحياة البائسة عند أهلي ؟ .. جهل وفقر وتعب واهمال و احتقار وأحس أني عالة عليهم ، استمررت على هذا الوضع ، فلم يمض 10 أشهر إلا وأنا أحفظ القرآن بكامله – بحمد الله – ثم عرضته على الشيخ مرتين ثم قام الشيخ معي وذهب إلى المشايخ الكبار، وهم الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وعرفهم بي ثم قال ستنظم في حلقة العلم، ومراجعة القرآن تكون بعد صلاة الفجر يتابع لك فلان، وبعد صلاة المغرب يتابع لك فلان، فبدأت أحضر إلى حلقة المشايخ ونهل من العلم بجد واجتهاد، وكانت دروس في العقيدة، والتفسير، والفقه وأصوله، والحديث، وعلومه والفرائض، فالدروس منتظمة، وكل وقت فنون من الفنون وكنت مع مرور الأيام تزداد طمأنينتي والأنس وراحة البال ، فقد كنت مغتبطاَ في طلب العلم . كان والدي- رحمه الله- يسأل الذاهبين والرائحين إلى الرياض وتصله الأخبار دون علمي واستمررت –بحمد الله- على مواصلة العلم والتقلب في الرياض وبعد3 سنوات استأذنت مشايخي في زيارة أهلي، فأمروا بترتيب سفري مع صاحب الجمل فركبت - بحمد الله- حتى وصلت إلى أهلي فطاروا بي فرحاَ شديدا خاصة الوالدة – رحمها الله - وسألوني عن حالي فقلت: لا أظن أحداَ فوق الأرض أسعد مني، ورأوا من حالي السكينة والوقار ، كما رأيت منهم التقدير والاحترام وقدموني إماماَ في الصلاة وحدثتهم عن حالي فارتاحوا لذلك وحمدوا الله و بعد أيام استأذنتهم للسفر فالحوا عليّ بالبقاء فقبلت رأس والدي وطلبت منهما الأذن فحصل ذلك- بحمد الله - ثم رجعت إلى الرياض وواصلت طلبي للعلم وكنت شغوفاَ في تحصيله... وقد حدّث أحد أقرانة قائللاَ: جدًّ واجتهد الشيخ في التحصيل حتى نال إعجاب مشائخة وأقرانه وأدرك علماَ غزيراَ، وكان أحب شئ إليه أن يجالسه أحد يقرأ عليه كتاباَ لم يسبق أن سمعه، أو يناقشه في مسائل علمية، وكان ذا حفظ عجيب ، وسرعة بيديه ، ولما بلغ 18 أمره شيخه أن يجلس لصغار الطلاب ليحفظهم بعض المتون، ولما فتحت كلية الشريعة أشار عليه بعض مشائخه الالتحاق بها فكان ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت منها عام (1377 هـ) فعُين مدرساَ في كلية الشريعة في الرياض، وفي أخر حياته انتقل إلى كلية الشريعة في القصيم وتخرج على يديه أفواج طلبة العلم من القضاة والخطباء والمدرسين والمديرين وقد شارك في مواسم الحج في الفتيا والدعوة، كما اشتغل في التجارة والعقار فكان سبباَ في الإنفاق على أهله وإخوته ومواساة عامة أقاربه ؛ أما إخواني الذين كانوا يسخرون منه لما كان طفلاَ صغيراَ فقد نالوا منه خيراَكثيراَ لأن بعضهم لم يوفق للكسب وصدق الله العظيم " وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شيئا وهوخَيْرٌ لًّكُمْ وَعَسَى أَن تُحبُْوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لًّكُْم ْوَاللهُ يًعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمـــُون َ"* هل عرفتم من هو؟؟* إنه الشيخ حمود العقلاء الشعيبى _ رحمه الله رحمة واسعة _ 🌷🌷🌷 |
05-11-2016 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: عالم من كبار علماء بريدة
|
|
|