فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ نَهتم بأدَق تفاصِيل أطفَالنا | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
من حق ابنائك اختيارك لاجمل الاسماء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإن الإسلام قد جعل للأولاد على آبائهم حقوقا، كما أن للآباء حقوقا على أولادهم. وحقوق الأولاد على الآباء كثيرة، فمنها الحقوق المادية الحسية كالرضاعة والإنفاق، والولاية، ومنها الحقوق المعنوية الأدبية، كاختيار الأم الشريفة الصالحة، وحفظ النسب، واختيار الاسم وغيرها. ومن الحقوق المعنوية الأدبية للأولاد على الآباء حق اختيار الاسم الحسن. فيجب على الآباء أن يتخيروا لأبنائهم الأسماء الحسنة عندما يولدون، وأن يتجنبوا تسمية الطفل باسم قبيح يسوءه في كبره، حيث إنه مما لا شك فيه أن لاسم الإنسان أثرا على نفسيته إما بالإيجاب وإما بالسلب، تبعا لحسن الاسم أو قبحه. ويؤكد علماء التربية اليوم أن الطفل الذي يستهزأ به من قبل سائر الأطفال لاسمه المستهجن أو لأنه ينتسب إلى عشيرة ذات اسم قبيح، يخسر نشاطه، ويسير دوما إلى اضمحلال وانهيار، فيأخذ في تجنب الألعاب الجماعية للأطفال، ويخاف من معاشرتهم. وقد روى ابن النجار عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة، وأن يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ "، وقد رمز الإمام السيوطي لحسن هذا الحديث في كتابه " الجامع الصغير ". وروى أبو داود والدارمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ". وهكذا يعنى الإسلام بأمر تحسين اسم الطفل عناية فائقة، تقديرا منه لأهميته، وإدراكا لضرورته. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الحسنة، وتعجبه، فقد روى الحاكم - وصححه ووافقه الذهبي - عن أبي حدرد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يسوق إبلنا هذه؟ "، أو قال: " من يبلغ إبلنا هذه؟ "، قال رجل: أنا، فقال: " ما اسمك؟ " قال: فلان، قال: " اجلس "، ثم قام آخر فقال: " ما اسمك؟ " قال: فلان، فقال: " اجلس "، ثم قام آخر، فقال: " ما اسمك؟ " قال: ناجية، قال: " أنت لها فسقها ". وروى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للقحة تحلب، واللقحة بكسر اللام أو فتحها هي الناقة التي بها لبن، قال: " من يحلب هذه؟ " فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " فقال له الرجل: مرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجلس "، ثم قال: " من يحلب هذه؟ " فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " فقال له الرجل: حرب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجلس "، ثم قال: " من يحلب هذه؟ " فقام رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ "، فقال له الرجل: يعيش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احلب ". بل كان صلى الله عليه وسلم يكره الأمكنة المنكرة الأسماء - كما ذكر ابن القيم - ويكره العبور فيها، فقد مر في بعض غزواته بين جبلين، فسأل عن اسمها فقالوا: فاضح ومخز، فعدل عنهما ولم يجز بينهما. أيها الإخوة: لقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحسن الأسماء لنحرص عليه وذكر أقبحها لنتجنبه. فقد روى مسلم والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن". وروى البخاري في الأدب المفرد عن أبي وهب الجشمي - وكانت له صحبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة ". وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا، ولا نجيحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون، فيقول: لا ". والنهي عن التسمي بهذه الأربعة مكروه كراهة تنزيهية - كما قال الإمام النووي - والعلة في الكراهة ما بينه صلى الله عليه وسلم في قوله: " فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا "، فكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بعض الناس في شيء من التشاؤم، فيحدث لهم يأس من تحقق اليسر والنجاح والفلاح، فنهاهم عن السبب الذي يجلب لهم سوء الظن بالله سبحانه، ويورثهم اليأس من خيره وفضله. ومن هذا القبيل أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: " شهاب " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أنت هشام "، ورجل آخر سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اسمه فقال: " غراب " فقال صلى الله عليه وسلم: " بل اسمك مسلم " وكان اسم زينب بنت جحش رضي الله عنها " برة " [من البر]، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى زينب. وجاءت عند النبي صلى الله عليه وسلم عجوز من صديقات خديجة رضي الله عنها، فسألها عن اسمها وتفقد حالها، فقالت: أنا جثامة المزنية، فقال صلى الله عليه وسلم: " بل أنت حسانة المزنية ". كما كان صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء المستنكرة للأماكن، فقد مر على قرية تسمى: عفرة [هو من العفرة: لون الأرض]، فسماها: خضرة، ولما قدم المدينة واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الاسم، غيره بطيبة. هدانا الله جميعا إلى سواء السبيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
07-29-2017 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: من حق ابنائك اختيارك لاجمل الاسماء
|
|
|