رمضان فى جزر القمر..
أقصر الدول العربية فى الصيام.. والثريد ضيف دائم على مائدة الإفطار
جانب من الصائمين بجزر القمر فى ساحة أحد المساجد يترقبون مدفع الافطار
هو بلد إسلامى ذو صبغة عربية أفريقية حصل على استقلاله عام1975 وتتكون جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية من عدة جزر تقع بالمحيط الهندى محصورة مابين أراضى قارة افريقيا غربا ويابس جزيرة مدغشقر شرقا أى أنها تقع عند المدخل الشمالى لمضيق موزمبيق، وتتكون من أربع جزر بركانية رئيسية هى «جزيرة القمر الكبري» تعرف باسم «نجا زنجا» وعلى ساحلها الجنوبى الغربى تقع العاصمة مرونى وجزيرة أينجوان وجزيرة مايوت وجزيرة موهيلى ويضاف إليها جزر أخرى صغيرة المساحة.
ويمثل المسلمون بها نسبة 98% من عدد السكان ودخلها الإسلام فى وقت مبكر والرحالة السبب الأساسى لتسميتها بجزر القمر لأنهم وصلوا لها والقمر كان بدراً فأسموها جزر القمر والجزر تشبه القمر وتبلغ عدد ساعات الصوم لمسلمى جزر القمر 12ساعة ونصف، الساعة وتعتبر أقصر الدول العربية فى الصيام.
ويتواجد بها الكثير من العادات والتقاليد الأصيلة واحتفالات دينية إسلامية من ضمنها احتفال بشهر رمضان وتتحول الجزيرة أو الدولة إلى أسرة واحدة بعد أذان الإفطار وشعبها يحتفل بالشهر الكريم مع نهاية شهر شعبان بزيادة الصلوات والعبادات والصيام تقربا لله، وفى شهر شعبان يزيد الزواج ليكون الزوجان على استعداد للصيام معا يتم تنظيم ما يسمى بالمجالس لإشهار الزواج يحضره كبار ووجهاء المدن والقرى بجانب حضور فرق موسيقية بدفوفها وتلقى القصائد الدينية. وتنظم حفلات عديدة من بداية النصف الثانى من شهر شعبان وهى حفلات شبابية وينظمون حفلات فولكلورية لقدوم الشهر الكريم ويتم فى كثير من الأحيان تنظيمها على الشواطئ المشهورة برمالها البيضاء.
وعند ثبوت رؤية الهلال يذهب الكثيرون إلى الشواطئ ليلا فتعم الفرحة والسعادة ويشعلون المشاعل وتدق الطبول وتكون المساجد مجهزة لاستقبال الشهر الكريم ومن أول يوم بالشهر الكريم تقام الصلاة ويقرأ القرآن الكريم وتنتشر حلقات الذكر وتزيد الصدقات وتغلق الكازينوهات الليلية وترتدى النساء الأزياء الحشمة وتطبق القوانين الصارمة على المخالف كالذى يتم ضبطه وهو فاطر دون سبب.
شهر رمضان له مظاهر احتفالية افريقية خاصة حيث يستقبل بقلوب صادقة وعامرة بالإيمان والتسامح ويشعر الإنسان كأنه يعيش فى زمن الصحابة أو فى أزهى عهود أزمنة التاريخ وحضارته العريقة، فى نهار الشهر الكريم ينشغل المسلمون الصائمون بأعمالهم اليومية وبعد صلاة العصر تتوقف الكثير من الحركات التجارية ويتجهون للمساجد لحضور حلقات الذكر لتفسير وقراءة القرآن.
ومائدة الإفطار بالجزر ذات شهرة كبيرة بين البلاد الإسلامية ومن أشهر الأطباق المقدمة عليها طبق «الثريد» وهو عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مع المرقد ويقدم مع مشروبات وعصائر رمضانية مثل «المانجو والأناناس» بجانب مشروب «البطاطس الحلو والموز الأخضر» ويوجد طبق اللحم والسمك بأنواعه وطبق الموز الأخضر المطبوخ مع السمك واللحم ويتم إضافة عصير لب جوز الهند له اثناء الطبخ.