فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
بيكاسو الخبوبي الذي أضعناه
«بيكاسو الخبوبي» الذي أضعناه!
عادل الحربي لاتزال الجدران صامدة.. ولاتزال تجد من يكتب عليها ومن يقرأها ومن يتداول صورها بشغف. تبدو غير عابئة بما يسمى بـ"السوشل ميديا"؛ تراهن على جمهورها دون خوف.. منذ كانت بسطحية " الحب عذاب " إلى أن وصلتها عدوى الاقتباسات العالميّة والأدب الرفيع وألوان قوس قزح.. فلا يكاد جدار يخلو من توقيع.. ولا نزال نلتقط هنا وهناك ما بات يسمى بـ"أدب الجدران".. لا أنظر للكتابة على الجدران بازدراء مطلق؛ أو على الأقل أحاول ألا أكون كذلك.. لأن كثيراً منها باعث للتأمل.. للأدب.. وللتعلم في بعض الأحيان، خصوصاً أولئك الذين حباهم الله رشاقة الألوان وخفة الحروف.. وكم من فنان كتب على جدار مهمل " إذا طال الزمان ولم تروني.. فهذا خط يدي فتذكروني " ثم مضى مخلفاً في الجدار حياة وروح تنتظر ذاك الذي لفرط خوفه من طول الغياب، ومن النسيان؛ ترك حروفه أمانة في عنق الجدار.. وكيف تنام وفي عنقك أمانة.. وصية عابر سبيل تركها لمن لا تدري من هو أو متى سيأتي؟. بالقرب من "لندن آي" على نهر التيمز جدار تختلط فيه الألوان بالعبارات والرموز، مخصص لمن ابتلاهم الله بهذه الهواية، يكتبون عباراتهم ويرسمون خطوطهم بانتظام، ولكل رسام منهم زاوية ووقت محدد يأتي فيه ليفرغ ما في جعبته من فن - عبث في بعض البلدان - ويمضي، جلست أتأمل أحدهم تفصلني عنه أمتار قليلة لمدة ساعة كاملة لم يلتفت خلالها إليّ ولم يلحظ حتى وجودي، كان منهمكاً في هوايته، وكنت أسرق بعض الدقائق من تأملي للوحته لأذهب بخيالي إلى الوطن حيث يرسم ( راشد ) صورة قلب يخترقه سهم الحب ولا يكاد يكمل السهم إلا ونصرخ فيه فزعاً من أحد الجيران قادماً إلينا. أنا شخصياً لم أمارس هذه الهواية، كان دوري يقتصر على حراسة رويشد، والفرار قبل رويشد، عند اقتراب الخطر، حتى أنني في غير مرة أنسى مهمتي الرئيسيّة في حالات الهجوم المباغت وأترك رويشد لمصيره؛ وذلك عندما أشعر أن الخطر محدق ولا وقت لإطلاق صافرة الإنذار.. لكني اليوم أقف في الشانزليزيه مع عشرات المارة نشاهد شخصاً يرسم على الأرض ذات الصورة التي كان رويشد يرسمها على جدران الحارة، بل إن رسومات رويشد على جدران حارتنا اعتقد إنها لو عرضت في هذا المكان لترك صديقنا رويشد التدريس واستقر في الشانز وأصبح اسمه " بيكاسو الخبوبي "، لكنها الأرزاق!! هذا حال المواهب فيما بين الغرب وبلادنا، وما بين احتضان حد الإسراف وملاحقة حد التجريم؛ ضاعت وتضيع الآلاف من المواهب والآلاف من الأفكار الخلاقة التي تشغل الفراغ، وتغذي روح المراهق الذي يبحث عن ما يملأ شغفه بالبهجة ويصقل موهبته بالنور على أنغام التشجيع |
08-04-2017 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: بيكاسو الخبوبي الذي أضعناه
|
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن
|