فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
صرخة ارملة !!
صرخة أرمله..
كتبت إحدى النساء بعد رحيل زوجها تقول: تزوجنا منذ حوالي ثلاثة عقود كنا شبه متكافئين إلا أنه يفوقني في العلم والثقافة والسن وكنت واهمة أنني أتفوق عليه بالدين فأنا أحرص على النوافل وعدم سماع الأغاني أومتابعة المسلسلات وغيره. كان رجلاً يميل إلى الوسامة والوسطية وهو رجل رومانسي وبالرغم من ذلك كان قوياً صبوراً كريماً لأبعد الحدود ، وهو مخلص ومتألق في عمله وفي بيته وحنون جداً وذا ثقافة واسعة، محبوب جداً لدى جميع الأوساط سواء من عائلته أو عائلتي وأصدقائه وزملائه في العمل وقد رزقنا الله بأربع بنات وثلاثة أولاد، وكان بالرغم من حالته المادية المتوسطة وبعد خسارته من أحد فروع التجاره لم يجعلنا نشعر بذلك مقارنة بالآخرين ؛ بل دأب أن نكون من أميز الناس بكل شيء .. في مأكلنا ومشربنا ولباسنا ومنزلنا حتى السفريات فلم نكن من أقل الناس، وقبل موضة السائقين كانت كل مشاويرنا هو من يقوم بها لكل متطلبات البيت إلى متطلباتنا الشخصية خاصة التسوق إلى توصيل الأولاد والبنات للمدارس إلى توصيلنا لبيت أهلي ومناسبات الزواجات وغيره وكان لا يكل ولا يمل، وبالرغم أن عمله كان في إحدى الشركات التي دوامها دقيق وطويل إلا أنه كان يوفق بين كل هذا حتى كبر البنات والأولاد وأصبح كل منهم في جامعة ومدرسة مختلفة فاضطررنا للسائق. كان يحاول دائماً أن يزرع في البنات حب عمل المنزل إلا أنني وبكل أسف لم أكن أشاطره ذلك حيث إنني لا أحب ولا أجيد الطبخ وأعمال المنزل وكان اعتمادي على الخادمة بالرغم من محاولاته البائسة لحثي على ذلك، كذلك الحال مع الاولاد فقد كانوا بصحبة أصدقائهم في الطلعات والاستراحات وغيره وكان يحاول أن يغير هذا المسار إلا أنني كنت أقول له دائماً: دعهم ينبسطون وهذه حياة الشباب، إلا أنه كان يتجرع ذلك على مضض مما يؤدي احيانا للخلاف بيننا وكنت في الحقيقة عنيدة الرأي، كما أن في الغالب حياتي كانت بين المناسبات حيث إنني أحرص أشد الحرص على تلبية المناسبات وبحكم حجم عائلتي وعائلته لا يكاد يمر أسبوع إلا وتوجد مناسبة بالإضافة إلى نهاية الأسبوع والتي غالبا يكون هنالك إجتماع أو مناسبة، وبالرغم من ذلك لم يكن يؤنبني أو ينهرني برغم أنني كنت أرى علامات عدم الرضا في عينيه، تعلمت منه الشيء الكثير إلا أنني فيما بعد تمردت عليه فيما تعلمته منه بل إنني أحياناً كنت أنكر ذلك وأحياناً إذا حدث خلاف بيننا أعيره بفارق السن وأقول له دائماً: ما يحدث بيننا بسبب فارق السن فأنت لك عقلية وأنا لي عقلية، وحقيقة كنت في داخل أعماقي أدرك ذلك وأنه على حق ولكن كنت أعزز شخصيتي ودائماً لا أحب الانهزام.. مرت السنين وذات يوم رحل (الرجل العملاق) نعم أقولها الآن لكل الدنيا وأن الدنيا لم تنجب منه إلاقليل ،وآه لو صرختي يسمعها من في الأرض والسماء لصرخت بها ليل نهار.. رحل بعد أن أمننا في منزل جميل وترك لنا مبلغ لا بأس به إلا أنه بين الورثة سيكون يسيراً فزوجي كان قد تقاعد منذ بضعة أشهر بعد أن بلغ السن القانوني وكان يحلم دائماً متى يتقاعد لكي يتفرغ للوصل والعبادة والاستجمام. كان راتبه التقاعدي لابأس به، ولكن بعد وفاته لم يجز لنا النظام إلا أقل من النصف وبدأت المفاجأت تنهال علي واحدة تلو الأخرى فكانت أولى الصدمات مصروفات البيت وفاتورة الكهرباء والماء والهواتف وراتب الخادمة والسائق ومصاريف السيارات والاولاد والبنات غير مشاكل المنزل والصيانة حيث وجدت أن ماخصص لنا من الراتب لا يفي بهذه الالتزامات، ولم يتبق فلس واحد لمصاريفنا المعتادة من ملابس وكماليات ومستشفى وصيدلية ومناسبات وغيره.. هذا فقط المصاريف المادية وحينما جمعت الاولاد والبنات وشرحت لهم الوضع وأنه يجب ان نستغني عن الخادمة والسائق ونتكاتف مع بعض لسد فراغهم إنقلبت الدنيا رأساً على عقب وتمردوا جميعاً؛ بل إن حياتنا تحولت إلى غضب بدل حزن وكل واحد وواحدة إنفرد بنفسه ،بل وصل بهم الحال لإلقاء اللوم علي وأنني المسئولة عن كل شيء فأصبحت لا أنام الليل ولا أهنأ في النهار وليس هذا فحسب، بل بدأت أشعر بالخوف الشديد في المنزل وحتى في غرفتي بالذات والتي أصبحت كأنها مسكونة بالأشباح فأموت في الليلة مائة مرة، أقبل وأحتضن وسائد زوجي أًريد أن أحس بالأمان وبالحنان وبذلك الحضن الدافي وبذلك الجبل الشامخ الذي كنت أستند عليه، ذلك الإنسان العملاق، وأقلب في البومات الصور والذكريات وأقبلها ودموعي تنزل عليها كما المطر المنهمر. أعدت شريط الذكريات مرات ومرات وأدركت أنني لست مقصرة فحسب بل مذنبة في حقه كثيراً، بحيث إذا حصل بيننا خلاف كنت أستميل عاطفة أبنائي تجاهي، ومهما حصل بيننا من خلاف إلا أنه كان عاطفياً حنوناً إذا مرضت أو أصابني شيء، وكان يقوم بكل الواجبات حتى أثناء خلافنا. كان البيت عامراً ودافئاًوكنت آمنة بوجوده لم أشعر بالوحدة وبأي نقص من ملذات الحياة ،أما اليوم فكل جزء من أركان المنزل يذكرني بشيء وتذكرت أغنية الأماكن كلها مشتاقه لك وأدركت معانيها جيداً وأصرخ وأبكي معها كل ليله بعد أن كانت حياتي رغداً وكنت أعيش كالملكة في بيتي وخاصة غرفتي حيث كنت لاأصحو إلا قبيل الظهر ثم أتنقل مع أخواتي وصديقاتي عبر وسائل الاتصال وغيره وما أن يأتي المساء وأتغدى أحياناً معه وأحياناً بدونه حسب مجيئه من العمل ثم بعد ذلك بين طلعاتي ومشاوري وبين زيارة وتمشية أو تسوق وأحياناً قد لا ألتقيه إلا عند النوم ويكون منهكاً ومتعباً وينام في بعض الأحيان قبل أن أفرغ من تقليب جوالي بين الواتس والسناب وغيره. كان دائماًلحوحاً بطلب قربي منه وأنه في حاجة لحناني ودفئي إلا أنني كنت لاأعير ذلك اهتماماً بالغاً، وكان رجلاً أشبه ما يكون بيتوتي ليس من أصحاب الاستراحات والشلات إلا قليلاً وفي نهاية الأسبوع ربما يخصص ليلة فقط غير ذلك من البيت للعمل للمسجد، يحب اعمال المنزل ويجيدها ويقوم كثيرا بإصلاح العطل في المنزل بنفسه ويحب الترتيب والطبخ وكان يقوم بذلك بين وقت وآخر، يحمل نفسه ما لا يطيق من الديون إذا المت بنا حاجة ويتحملها بصدر رحب كأن لم يكن شيء وكنت أهتم لذلك بعض الشيء إلا أنني كنت أشعر أن هذا من واجباته كزوج ولم أكن أقدم له الشكر والامتنان على ذلك، كنت أسمع كثيراً عن معانات صديقاتي وقريباتي عن بعض جلافة وتقصير أزواجهم وحينما أقارن أجد أن زوجي يفوقهم بمراحل وأحمد الله وأشكره إلا أنني لم أكن أظهر ذلك لزوجي على الواقع ولاأعلم لماذا، وكنت أفضل أخواني عليه وأجعلهم في منزلة أعلى منه، بل أحيانا أعيره بهم، وكنت أتوقع أن إخواني أول من سيسندني بعد وفاته والذي حصل لي، أن كانت الصدمة أشد ألماً فكل منهم مشغول بعائلته وكان وقوفهم معي في البداية ولكن بعد فترة وجيزة وحينما احتدم الوضع شعرت بل أدركت التهرب منهم شيئاً فشيئاً وأنهم لن يستطيعون عمل شيء بل لاحظت أنهم يلوموني وأنني كنت السبب في عدم تربية أولادي وبناتي التربية الصحيحة وأني يجب أن أواجه ذلك وأتحمله، فكيف لي اليوم وأنا لم أعد أتحمل نفسي من الألم والحسرة التي تقتلني كل يوم بل كل ساعة. لم يعد يفارقني طيف عملاقي طيف ملاكي طيف كل شيء في حياتي فهو كان كل شيء اليوم أدركت ذلك، أصبحت اليوم وكأنني مراهقة أبحث عن قصائد وأغاني الفراق والحزن، وهي تزيد الطين بله فكلما قرأت أو سمعت تسمرت في مكاني الذي انا فيه، وتمضي الساعات وأنا منطوية على ذلك لدرجة أنني أهملت نفسي وبيتي والاولاد، حتى تعبدي وصلاتي لم تعد مثل الأول فلا أستطيع التركيز أو الخشوع، إنقطعت عن قريباتي وصديقاتي وكل شيء في الدنيا. إنها صرختي اليوم أكتبها لكم ويعلم الله أنه ليس لتخفيف أحزاني أو لكي تتعاطفون معي ولكن كتبتها قاصدة منها الثواب والنصيحة لكل زوجة، زوجها لا زال على قيد الحياة وأن تغتنم الفرصة قبل الفوات وعلى قول المثل : إذا فات الفوت ماينفع الصوت. حافظوا على أزواجكن أخواتي معشر النساء وبروا بهم كما تبرون بأبائكم فمنزلتهم عالية في الإسلام وهذا الأمر الذي لم أدركه جيداً إلا بعدما قرأت في تفاسير القرآن والأحاديث والتي أدركت اليوم كم كنت مقصرة ومذنبة في حقه. أسأل الله أن يعفو عني وعنه ويجزاه عني وأبنائه وبناته خير الجزاء. اللهم وسع مدخله وأكرم نزله وآنس وحشته واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعني به في الفردوس الأعلى واربط على جأشي وأصلح شأن أولادي وبناتي واحفظهم وأقر عيني بهم ياسميع يا مجيب إنك جواد بر كريم. وصلى الله على محمد و آله وصحبه وسلم |
07-20-2018 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: صرخة ارملة !!
|
|
|