عدد مرات النقر : 180
عدد  مرات الظهور : 11,509,568
عدد مرات النقر : 211
عدد  مرات الظهور : 11,509,568
عدد مرات النقر : 355
عدد  مرات الظهور : 11,509,568
عدد مرات النقر : 89
عدد  مرات الظهور : 11,509,568

عدد مرات النقر : 229
عدد  مرات الظهور : 11,509,568
عدد مرات النقر : 41
عدد  مرات الظهور : 11,509,568
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 24,621,129

عدد مرات النقر : 600
عدد  مرات الظهور : 19,606,121 
عدد مرات النقر : 441
عدد  مرات الظهور : 18,888,505

عدد مرات النقر : 478
عدد  مرات الظهور : 17,639,723 
عدد مرات النقر : 191
عدد  مرات الظهور : 4,392,766

عدد مرات النقر : 350
عدد  مرات الظهور : 20,664,609 
عدد مرات النقر : 434
عدد  مرات الظهور : 34,550,941
فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي
مطبخ تليد   طابور التميز   فعالية لعيون الاعضاء  جدد نشاطك  تميز وكون انت الأول   الفياتكم هداياكم  مين صاحب الصورة   شباب وبنات في ورطه  عضو كلبشناه  صوره وتعليق  مثل وصورة  

- منتدى السـيرة النبويه ~•هناكل ما يختص بالسيرةالعطره والخلفاء الراشدين وكُل ما يتعلق بالأنبيآء عليهم السلآم والصحابه والصحابيات رضوان الله عليهم.

إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 2 يوم

انسان نادر غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 2583
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » منذ يوم مضى (11:26 PM)
مواضيعي » 2702
آبدآعاتي » 45,457
تقييمآتي » 146193
الاعجابات المتلقاة » 5871
الاعجابات المُرسلة » 6662
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  ذكر
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » انسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاءانسان نادر الاعضاء
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته رابط



حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته
الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني


حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته


الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسَلّم تسليمًا كثيرًا.



أَمّا بعد: عباد الله!

اتقوا الله تعالى كما أمركم بذلك، فقال - سبحانه -:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



عباد الله!

اعلموا أن الله تعالى أوجب علينا حقوقًا، ومن أهم هذه الحقوق بعد حق الله تعالى حقوق رسول عليه الصلاة والسلام علينا وعلى جميع الأمة.



فللنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - حقوق على أمته وهي كثيرة، منها: الإيمان الصادق به - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا وتصديقه في كل ما جاء به - صلى الله عليه وسلم -، ووجوب طاعته والحذر من معصيته - صلى الله عليه وسلم -، ووجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه، وإنزاله منزلته - صلى الله عليه وسلم - بلا غلوٍّ ولا تقصير، واتباعه واتخاذه قدوة وأسوة في جميع الأمور، ومحبته أكثر من النفس، والأهل والمال والولد والناس جميعًا، واحترامه وتوقيره ونصر دينه والذب عن سنته - صلى الله عليه وسلم -، والصلاة عليه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه: خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ" فقال رجل: يا رسول الله! كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت. قال: "إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"[1].



وهذه الحقوق التي أوجبها الله علينا بإيجاز على النحو الآتي:

• الإيمان الصادق به - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه فيما أتى به قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾[2]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويُؤمنوا بي وبما جئت به"[3].



والإيمان به - صلى الله عليه وسلم - هو تصديق نبوته، وأن الله أرسله للجن والإنس، وتصديقه في جميع ما جاء به وقاله، ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان، بأنه رسول الله، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة باللسان ثم تطبيق ذلك العمل بما جاء به تمَّ الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - [4].



• ومن حقوقه عليه الصلاة والسلام وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - والحذر من معصيته، فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته؛ لأن ذلك مما أتى به، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾[5]، ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[6]، ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾[7].



وقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[8].



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله"[9]، وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى" قالوا يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"[10].



وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجُعِلَ رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعِلَ الذِّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم"[11].



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - اتباعه واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‘﴾[12]، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا Ž﴾[13]، فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته، قال - صلى الله عليه وسلم -: "فمن رغب عن سنتي فليس مني"[14].



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - محبته أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [15].



وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"[16].



ولما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الآن يا عمر"[17]، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء مع من أحب"[18].



وعن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا"[19].



وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان: من كان اللهُ ورسولهُ أَحبّ إليه مما سواهما، وأن يُحِبَّ المرء لا يُحِبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"[20].



ولاشك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته، فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاق في رضى الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه رضي به رسولًا، وأحبه، ومن أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - من قلبه صدقًا أطاعه - صلى الله عليه وسلم -؛ ولهذا قال القائل:

تعصي الإله وأنت تُظْهر حُبَّهُ
هذا لعمري في القياسِ بديعُ
لو كان حُبَّكَ صادقًا لأطعته
إن المُحبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ [21]




ولا شك أن العبد إذا أحب الله ورسوله، فإنه يحبُّ ما يحبه الله ورسولُه؛ لأن من أحبَّ أحدًا أحب من يحبه؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومَنَعَ لله، فقد استكمل الإيمان"[22].



وعلامات محبته - صلى الله عليه وسلم - تظهر في الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، واتباع سنته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والتأدب بآدابه، في الشدة والرخاء، وفي العسر واليسر، ولا شك أن من أحب شيئًا آثره، وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقًا في حبه ويكون مدّعيًا[23].



قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‘ ﴾[24]. ويقال لهذه الآية آية المحنة؛ لأن الله امتحن بها العباد، فعلامة المحبة لله تعالى اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والابتعاد عما نهى عنه.



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - احترامه وتوقيره كما قال تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾[25].



وحرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته، وتوقيره لازم كحال حياته وذلك عند ذكر حديثه، وسنته، وسماع اسمه وسيرته، وتعلم سنته، والدعوة إليها، ونصرتها[26].



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - وجوب نصرته: فمن صِدْقِ المحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: نُصرته، وتعزيره، وتوقيره، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾[27]. وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [28].



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - وجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾[29]، وقال تعالى: ﴿ Ÿفَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[30] ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده - صلى الله عليه وسلم -.



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - إنزاله مكانته بلا غلو ولا تقصير فهو عبد لله ورسوله، وهو أفضل الأنبياء والمرسلين، وهو سيد الأولين والآخرين، وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود، ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًا ولا نفعًا إلا ما شاء الله كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾[31]، وقد مات - صلى الله عليه وسلم - كغيره من الأنبياء ولكن دينه باقٍ إلى يوم القيام ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾[32].



• ومن حقوقه - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[33]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ".. من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"[34]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"[35]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ"[36]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم"[37]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام"[38]، وقال جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "رَغِمَ أنف عبد - أو بَعُد - ذُكِرتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك" فقال - صلى الله عليه وسلم -: "آمين"[39]، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أحد يسلّم عليَّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام"[40].



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63] بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد: عباد الله!

اتقوا الله تعالى، وقوموا بحقوق نبيكم - صلى الله عليه وسلم -، فإنه حقّه أعظمَ الحقوق التي أوجبها الله تعالى بعد حقّه - سبحانه - عز وجل. ومن حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تقدم ذكره آنفًا الصلاة عليه، وللصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - مواطن كثيرة ذكر منها الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى واحدًا وأربعين موطنًا منها على سبيل المثال: الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - عند دخول المسجد، وعند الخروج منه، وبعد إجابة المؤذن، وعند الإقامة، وعند الدعاء، وفي التشهد في الصلاة، وفي صلاة الجنازة، وفي الصباح والمساء، وفي يوم الجمعة، وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم، وفي الخطب: كخطبتي صلاة الجمعة، وعند كتابة اسمه، وفي أثناء صلاة العيدين بين التكبيرات، وآخر دعاء القنوت، وعلى الصفا والمروة، وعند الوقوف على قبره، وعند الهم والشدائد وطلب المغفرة، وعقب الذنب إذا أراد أن يُكَفَّر عنه، وغير ذلك من المواطن التي ذكرها رحمه الله في كتابه[41].



ولو لم يَرِدْ في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا حديث أنس - رضي الله عنه - لكفى "من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات[42]. [كتب الله له بها عشرة حسنات][43] وحط عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات"[44].



هذا وصلوا على خير خلق الله نبينا محمد بن عبد الله كما أمركم الله تعالى بذلك فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [45]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن صلّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"[46]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وارضَ اللهم عن أصحابه: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعَنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، اللهم آمِنّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وجميع ولاة أمر المسلمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [47]، عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[48]، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [49].


[1] أبو داود 1/275، برقم 1047، وابن ماجه 1/524، برقم 1636، والنسائي 3/91، برقم 374، وصححه الألباني في صحيح النسائي 1/197.

[2] سورة التغابن، الآية: 8.

[3] مسلم 1/52، برقم 21.

[4] انظر: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - للقاضي عياض 2/539.

[5] سورة الأنفال، الآية: 20.

[6] سورة الحشر، الآية: 7.

[7] سورة النور، الآية: 54.

[8] سورة النور، الآية: 63.

[9] البخاري مع الفتح 13/111 برقم 7137.

[10] البخاري مع الفتح 13/249 برقم 7280.

[11] أحمد في المسند 1/92، والبخاري مع الفتح معلقاً 6/98، وحسّنه العلامة ابن باز، وانظر: صحيح الجامع 3/8.

[12] سورة آل عمران، الآية: 31.

[13] سورة الأحزاب، الآية: 21.

[14] البخاري مع الفتح 9/104 برقم 5063.

[15] سورة التوبة، الآية: 24.

[16] البخاري مع الفتح 1/58 برقم 15، ومسلم 1/67، برقم 44.

[17] البخاري مع الفتح 11/523، برقم 6632.

[18] البخاري مع الفتح 10/557، برقم 6168.

[19] مسلم في صحيحه 1/62، برقم 34.

[20] البخاري مع الفتح 1/72، برقم 21، ومسلم 1/66، برقم 43.

[21] الشفاء بتعريف حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - 2/549 و2/563.

[22] أبو داود، برقم 4681، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 3/886.

[23] انظر: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - 2/571 -582.

[24] سورة آل عمران، الآية: 31.

[25] سورة الفتح، الآية: 9.

[26] الشفاء 2/595 و612.

[27] سورة الفتح، الآيتان: 8، 9.

[28] سورة الأعراف، الآية: 157.

[29] سورة النساء الآية: 59.

[30] سورة النساء، الآية: 65.

[31] سورة الأعراف، الآية: 188.

[32] سورة الزمر، الآية: 30.

[33] سورة الأحزاب، الآية: 56.

[34] أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما 1/288، برقم 384.

[35] أبو داود 2/218، برقم 2042، وأحمد 2/367، وانظر: صحيح أبي داود 1/383.

[36] الترمذي 5/551، برقم 3546، وغيره، وانظر: صحيح الترمذي 3/177.

[37] الترمذي، برقم 3380، وانظر: صحيح الترمذي 3/140.

[38] النسائي 3/43، برقم 1282، وصححه الألباني في صحيح النسائي 1/274.

[39] ابن خزيمة 3/192، وأحمد 2/254، وصححه الأرنؤوط في الأفهام.

[40] أخرجه أبو داود 2/218 برقم 2041، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود 1/283.

[41] راجع كتاب جلاء الأفهام في الصلاة واللام على خير الأنام - صلى الله عليه وسلم - للإمام ابن القيم رحمه لله تعالى.

[42] السياق يقتضي و.

[43] هذه الزيادة من حديث طلحة في مسند أحمد 4/29.

[44] أحمد 3/261، وابن حبان الرقم 2390 موارد، والحاكم 1/551، وصححه الأرنؤوط في تحقيقه لجلاء الأفهام ص 65.

[45] سورة الأحزاب، الآية: 56.

[46] مسلم، برقم 384.

[47] سورة البقرة، الآية: 202.

[48] سورة النحل: الآية: 90.

[49] سورة العنكبوت: الآية: 45



 توقيع : انسان نادر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ انسان نادر على المشاركة المفيدة:
 (منذ يوم مضى)
قديم منذ يوم مضى   #2

((🌹سيـدة الـورد🌹))


 عضويتي » 2790
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (11:27 PM)
مواضيعي » 439
آبدآعاتي » 36,261
تقييمآتي » 121620
الاعجابات المتلقاة » 3757
الاعجابات المُرسلة » 8957
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  انثى
آلعمر  » لاأحب أن أقول ~
الحآلة آلآجتمآعية  » لن أقول ♔
 التقييم » ايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاءايلاف الورد الاعضاء
مشروبك  »مشروبك   cola
قناتك  » قناتك abudhabi
ناديك  » اشجع hilal
 آوسِمتي »

ايلاف الورد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته ر



.
.
/
🌸🌿🌸🌿🌸🌿

آشكرك على المجهود
سلمت لاعدمنا هاالعطاء


دمت ودام تألقك
لك كل الشكر والتقدير ،~

🌸🌿🌸🌿🌸🌿🌸


 توقيع : ايلاف الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 3
, ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج مع أمته (خط انسان نادر - منتدى السـيرة النبويه 1 منذ 3 أسابيع 07:28 AM
حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا (2) انسان نادر - القسـم الاسلامـي 4 08-25-2024 01:53 PM
حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا (3) انسان نادر - القسـم الاسلامـي 3 08-25-2024 01:47 PM
حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا (4) انسان نادر - القسـم الاسلامـي 4 08-25-2024 01:46 PM
حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا (1) انسان نادر - القسـم الاسلامـي 5 08-24-2024 09:44 PM


الساعة الآن

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافة ودعم وتطوير وحماية من استضافة تعاون