المبجل و الجديد في القرض العقاري الحزين

مفارقات غريبة وعجيبة ومدهشة يكشفها واقع الحياة داخل المجتمع السعودي فمابين ملك عادل متواضع طيب النفس سخي اليد والمكارم محبا لوطنه ومواطنيه وبين مسؤولين ينتزعون اللقمة - مزاجا- من فم المواطنين تبدو الصورة غريبة لدرجة الدهشة فكيف يمكن أن يحدث ذلك في بلد أنعم الله عليه من خزائن الأرض والخيرات ؟؟!!

هناك من يريد أن يغتنم الطفرة الاقتصادية لصالح جيبه وهم من التجار المكشوفين وهناك من لم يرتدع من أزمة كارثة جدة وتورط رؤوس الفساد فيها ولازال يحاول من هنا وهناك وفي جانب آخر هناك من يريد أن يثبت جدارته عبر اعطاء المواطنين حقوقهم ويتغنى بذلك كما هو الحال عندما يعلن وزير الشؤون الاجتماعية عن صرف مستحقات الضمان الاجتماعي كل فترة وكأنها منة لابد أن يعرف عنها الجميع ..!!

في جانب خطير هناك من المسؤولين من يخترع أنظمة ومواد ولوائح تصيب المواطنين بمقتل عبر استغلال مصطلح المصلحة العامة أو تحوير الهدف لأمور تصب في النهاية لقرار المسؤول رغم أنها مدمرة للشعب ومنها ما أود أن أتطرق إليه اليوم والمتضمن إيقاف صرف قرض الصندوق العقاري لمن يملك منزلا بشكل مفاجيء وغير مدروس بل وغير مبرر على اعتبار أن كل من تقدم للقرض قبل سنوات عديدة بنى منزله بالقرض من جهات أخرى لمعرفته أنه سيستلم القرض بعد مدة وسيسدد ديونه كما أن النظام سمح له بذلك صراحة وبكل وضوح ..!!

الصندوق العقاري عبر إدارته لم يجد من يوقفه عند حده من جهات عدة منها مجلس الوزراء الحريص على وقف كل مايعترض للشعب من مشاكل والقلب المؤتمن على الشعب ومجلس الشورى المعتكف في رمضان ووسائل الإعلام والكتاب النائمين عن القضية التي تضرر بسببها ربما مليون نسمة أو اقل بقليل وكأن خطأ عضو هيئة في طبرجل - مثلا - أهم بكثير من قضية شعب بأكمله..!!

دون أي مقدمات يذهب المواطن ليستلم قرضه فيقال له أنت موقوف ...!!
هكذا هي القرارات التي تصب لصالح المواطن وهذا هو التعامل الأصيل مع المواطن والمواطنة السعودية من قبل صندوق يقرض الناس وليس له منة بل منته بالأرض لأن الجميع سيعيد القرض - رغما عنه- فليس حالنا كحال المدن المجانية ببنجلاديش ولبنان والأردن وقروض التيسير هنا وهناك ..!!

ملك يبني ويعطي بسخاء وحكومة تواصل السهر من أجلنا وأسرة مالكة تحكم بيننا بشرع الله وهدي نبيه وتسعى لرقي الوطن ومسؤولين يقطعون الرزق من فم المواطن والمواطنة السعودية هكذا بمزاجية عالية وكأنهم يقولون : أنتم في وطن فقير معدم عليكم الصبر حالكم كحال نيبال والصومال..!!

هذا الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة التاريخية في الوحدة والتلاحم مع قيادته وأرضه وأخرس العالم بتمسكه وحبه لمليكه ووطنه وحكامه يعامله صندوق التنمية العقاري بهذا الأسلوب السخيف المخجل المبكي المؤلم من أجل ماذا ... قرض .. قرض... نعم قرض وليس هدية أو تبرعا من الدولة بل قرضا يسترد كل شهر من الراتب ..!!

المدهش أن القرار واكب شهر رمضان وهو شهر الخيرات والعطايا فالملك العظيم عبد الله بن عبد العزيز لم يتوقف نهر عطائه في الشهر الفضيل ففي غمرة مشاغله بأحداث العالم يستقبل ابناءه خريجي الجامعات ويقول لهم بأبوة حانية : ابشروا ياعيالي ..... أما الصندوق العقاري فيقول : حامض على بوزكم أيها الشعب ..!!

يحق لي ولغيري أن يتساءل بحرقة : كيف يمكن أن يسمح لأي جهة حكومية كانت أن تصدر أي نظام يمس الشعب بتلك الأهمية دون الرجوع لمجلس الوزراء أو الشورى أو لجان عالية المستوى ؟؟

نعم كيف يحق لهم ذلك ..؟؟!

لقد ورط الصندوق العقاري - الذي يقرض الناس ولايعطيهم- الكثيرين وخطف حق مكتسب لهم بحكم النظام حيث أنهم قدموا لطلب القرض بشروط معروفة مسبقة لايمكن معها أن تطبق عليهم شروط جديدة ويبدو والله أعلم أن صاحب فكرة القرار معزولا عن الشعب أو من جنسية أخرى غير سعودية فهل يعقل أن يفعل ذلك بتلك الصيغة في هذا الزمن؟؟!!

السعوديون الشرفاء لايبكون ولايخرجون ولايهتفون لأنهم شعب أصيل متمسك بكل آداب الحياة على هذه الأرض ولثقته بأن هناك قيادات حكيمة ورؤوس مدركة تستطيع أن تعيد الأمور لنصابها الصحيح وأني على ثقة كبيرة وجازمة بذلك فالمواطن والمواطنة السعودية تعيش في زمن اسمه زمن عبد الله بن عبد العزيز وكفى ..


قبل النشر:

لمدير صندوق التنمية العقاري : إذا كنت لا تستطيع الابتسامة فلا تفتح دكانا..!!


بقلم / سلطان بن إبراهيم المهوس

مافهمت شي

راجعي قراءة الموضوع وسوف تفهمين