فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
اختبارات الإيمان
لكلّ شيء في هذا الكون اختبارات ومقاييس يخضع لها، بها نحكم عليه، ونأخذ فكرةً واضحة عن مستواه؛ فللجودة اختبارات، وللشّفافيّة اختبارات، وللحفظ اختبارات، وللذّكاء اختبارات. فهل للإيمان اختبارات يُعرف بها ويُقاس؟ هكذا يُفترض؛ إذ هل يُعقل أن يكون لكلّ شيء في الكون اختبارات، وأنْ لا يكون للإيمان اختبارات، وهو أولى ما يمكن أنْ يكون له اختبارات في الحياة؟ بعض النّاس لا يعجبه الحديث عن اختبارات للإيمان؛ لأن بهذه الاختبارات ربّما ستنكشف عورته، وسيستبين كذبه، وبعضهم لا يعرف أصلاً أنّ للإيمان اختبارات. والسّؤال: هل يمكن أن نبني من أدلّة الشّريعة مقياسًا للإيمان نعطي من خلاله كلّ إنسان مستواه الإيمانيّ على شكل درجات أو نسبة بما يُمَكّن هذا الإنسان أن يقف على حقيقة إيمانه، ومستوى تديّنه الذي سيلقى غدًا به ربّه. أحسب أنّ الأمر ليس عسيرًا فعلى ما ورد من دلائل الشّرع فإنّ لشعائر الإسلام ثقلاً نسبيًّا يمكن معه أن نعطي لكلّ شعيرة درجة ما، وفي المقابل يمكن أن نعطي المناهي كذلك ثقلاً نسبيًّا يفرّق بين درجاتها. كلّ ما سبق -أعني إعطاء كلّ من الأوامر، والمناهي ثقلاً نسبيًّا- يمكن أن يحصل بتقليب النّظر في أدلّة الشّرع، وملاحظة جملة من الاعتبارات قد يكون منها عظم النّفع، أو الضّرر، أو بالنّظر إلى المستوى الذي يعود عليه هذا النّفع أو الضّرر هل هو المستوى الفرديّ الشّخصيّ، أم المستوى الأسريّ، أم المستوى المجتمعيّ، أم مستوى الأمّة، أم مستوى الإنسانيّة جمعاء. وحتى لا تكون هذه الدعوة مبتوتة الصّلة بأدلّة الشّرع، فإنّي أودّ أن أشير إلى أهمّ مستندين لهذه الدّعوة، أولاً حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الصّحيح الذي وضّح فيه أنّ شعب الإيمان ليست على مستوًى واحد؛ فثمّة تفاضل بين هذه الشّعب؛ فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق، وبدهيّ أن بين الأعلى، والأدنى درجات تتفاوت قيمة، وأهمّيّة، وأثرًا. فهل الإقرار لله بالوحدانيّة كإماطة الأذى عن الطّريق؟ وهل الصّلاة التي هي عمود الدّين بما تعود به على المرء من تقوى، وورع، وإيمان كإعفاء اللّحية؟ وهل الزّكاة بأثرها العظيم على المجتمع كتقصير الثّوب؟ والحديث الآخر الذي يبيّن فيه رسول الله التّفاوت بين المناهي، فإنّ الإسلام جعل المناهي على درجات متفاوتة، فجعل قسمًا منها هي أعاظم الذّنوب، موبقات مهلكات لا ترتجى معها النّجاة يوم القيامة، إمّا قطعًا كالشّرك بالله، وإمّا ظنًا كقتل النّفس المحرّمة، والفرار من الزّحف، وعقوق الوالدين. وجعل قسمًا آخر منها هي صغائر الذّنوب، لممٌ تُكفّر بالصّلاة إلى الصّلاة، وجعل قسمًا ثالثًا هي ذنوب كبيرة لكنّها ليست موبقات، ولا لممًا. فهل الكبر الذي قال فيه صلّى الله عليه وسلّم لا يدخل الجنّة من كان في قلبه ذرّة من كبر، كحلق اللّحية. وهل قطيعة الرّحم التي قال فيها صلّى الله عليه وسلّم لا يدخل الجنّة قاطع كالاستماع للموسيقا؟ على أنّه يجب ملاحظة أنّ اختبارات الإيمان قسمان: قسم فيما بين العبد وربه من علاقة، كالصّلاة، والصّيام، ونحو ذلك ممّا هو علاقة صرفة بين العبد وربّه، وقسم هو علاقة فيما بين الإنسان وأخيه الإنسان، وأحسب أنّ الحديث عن القسم الثّاني أهمّ واقعيًّا من الحديث عن القسم الأوّل؛ فكم من النّاس، بل كم من الملتزمين ينجحون في اختبارات الإيمان التي هي علاقة صرفة بين الإنسان وربه، لكنّهم يفشلون فشلاً ذريعًا في اختبارات الإيمان التي هي علاقة بينه، وبين أخيه الإنسان. ويبقى السّؤال: هل يمكن بناء مقياس للإيمان كتلك المقاييس التي تعطي نسبة واضحة للشّيء المقيس، بحيث يُقال للشّخص المختَبَر: إنّ نسبة إيمانك 90% أو أكثر أو أقلّ، ومن ينجح في هذه الاختبارات فهو المؤمن الحقّ، ومن يخفق فإيمانه دعوى تحتاج إلى برهنة؟!
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-28-2012 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: اختبارات الإيمان
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|