فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
" الكم والكيف "
الكم والكيف
كثير ما نسمع بالكم والكيف ، ولكن القليل منا من يفهم ويدرك معنى هذه الكلمتين ما هو الكم وما هو الكيف . من ا لناس من يهتم بالكم ، ومنهم من يهتم بالكيف والسواد الأعظم من الناس من ينظر إلى صاحب الكم وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله والفئة القليلة من تهتم بالكيف الكم : هو الكثرة والكيف: هو الجودة من الناس من يشتري عشرة أقلام بعشر ريالات ومن الناس من يشتري قلم واحد بعشر ريالات فما هو الفارق بينهما ؟ الفارق أن القلم هنا بريال واحد وبالمثال الثاني القلم الواحد بعشر ريالات الفرق هو الجودة في الثاني دون العشرة في الأول وقل مثل ذلك على بقية السلع سواء الغذائية ، أو الضرورية ، أو الكمالية تجد مئة من الإبل ليس فيها راحلة ، فلا ينتفع المسافر منها بينا تجد واحد من الإبل راحلة ينتفع به المسافر لعل الأمثلة وضحت المراد بالكم والكيف فالمثال أقرب الطرق لتوصيل الفكرة ، وقالوا بالمثال يتضح المقال وحتى في مجال الكتابة ، التأليف ، أو في مجال نقل الموضوع ، أو المحاضرة ، ونحو ذلك . تجد بعض الناس إذا كتب موضوع واحد أو ألف كتاب أو ألقى مقالة تجد لها صدى ولها وقع . من العلماء من مؤلفاته قليلة لكنها في غاية القوة والروعة والرصانة ومن الكتاب من إذا كتب أتي بكل ما يخطر على بالك ، وما لم يخطر على بالك . ومن الكتاب من تراه ينسخ الكلام وينقل كأنه حاطب ليل ويكرر الكلام حتى تكثر كتاباته ، وتتعدد موضوعاته ، ويشتهر بين الناس ولكن سرعان ما يكشف الناس عقليته ، وينقلب السحر على الساحر فينصرف الناس عنه وعن كتاباته ومؤلفاته ، بسبب هشاشة وسطحية ما يتكلم به ، أو ينقله للناس . لأن الناس يعرفوا عقلك من خلال كلامك ونقلك ، فأنت تكشف للناس عقلك وتكشف للناس ثقافتك وتكشف للناس سعة علمك وتكشف للناس اهتماماتك وتكشف للناس براعتك في رصانة الكلام أوهشاشته وحتى في النقل فأنت إذا نقلت موضوع جدير بالقراءة ، أو النقل أيضا تكشف عن فهمك لهذا ومن ثَم تأييد لك والدليل على ذلك نقلك له فالذي يهتم بالكم مع مرور الوقت لا يأبه به الأخرون قال أو سكت ، ولا حتى يهتموا برأيه أبداه أو أخفاه . بخلاف الذي يهتم بالكيف فهو حاطب نهار ، ولا ينقل إلا ما يراه مناسب له وعلى مستوى ثقافته ، وسعة علمه فلا يكتب إلا في موضوع دعت له الحاجة ، وتعطشت له الأقلام ، فهو يؤيد رأي أو يطرح فكرة أو يقل معلومة من الأهمية بمكان ولا ينقل كل ما يقرأ ولا ينشر كل ما يكتب فهو من عصارة إلى عصارة وكما نصح أستاذ تلاميذه بقوله اكتبوا أحسن ما سمعتم ، واحفظوا أحسن ما كتبتم ، وتكلموا بأحسن ما حفظتم . فترى كتاباته ونقولاته قليله لكنها قوية في مضمونها ، وفي تأثيرها ، وفي وضوح هدفها . فهو إذا كتب اشرأبت إليه الأعناق ، وتطلعت له العيون ، وإذا علق على موضوع كان كالختم عليه بجودته . فهذا هو الكاتب الذي يتمسك به ، والمؤلف الذي يطلب من التأليف لأن النابع منه نفع الناس ، والعمل لله ، وإصلاح الفساد ، وتقويم الاعوجاج ، فلذلك أصبح مقبولا ومرغوباً ، بسبب صلاح نيته ، وسلامة المقصد. أما الأخر فهو لا ثقل له ، ولا يحرص عليه ، ولا يطلب من التأليف أو النقل لأن قصده نفع نفسه ،والعمل لغير الله ، وتحقيق رغباته وشهواته ، فلذلك أصبح لا ينظر إليه ولا يرغب فيه ، بسبب فساد نيته ، وفساد المقصد . فالله الله في نفع الأمة ونفع رجالها ونساءها ، وجلب ما يكون فيه إصلاح وتعاون على الخير . وأن نعمل لله سبحانه وتعالى نعمل في رضا الله ، فإذا رضي الله عليك أرضى الناس عليك ، وإذا سخط عليك أسخط الناس عليك . لا تنظر إلى الشهرة وإلا الألمعية والبروز أمام الناس ، فهذه وبال عليك وسؤال لك ، وقد تكون حسرة وندامة في يوم القيامة . ولكن انظر إلى ما فيه نفع للناس وإصلاح لهم ، وإرشادهم إلى الطريق الصحيح السليم من كل آفات المجتمع . احرص على هداية الناس ، وسوف تجد ذلك يوم القيامة حسنات كأمثال الجبال . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . منقول للفائدة . |
08-31-2020 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: " الكم والكيف "
|
|
|