تنوع القرآن في استخدام كلمة (مرأة) بين (امرأة) و(امرأت)، فما هو الفرق بين "امرأة" و"امرأت" في القرآن الكريم؟.. فأما "امرأة" بالتاء المربوطة، علينا أن نعي أنه عندما تأتي الكلمة بهذه الصورة في القرآن الكريم، فإنها تحمل دلالة عامة، لا تقتصر على واحدة من النساء بعينها، كما في قوله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا» (النساء: 128).
أما "امرأت" مفتوحة التاء، فأتت الكلمة بهذه الصورة في (7) مواضع، للدلالة على أنثى معينة، وجاءت مضافة إلى (5) نساء، هن زوجات: فرعون، ونوح، ولوط، والعزيز، والخامسة في قوله عز وجل: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي» (سورة آل عمران: 35).. إذن الفرق في العموم والتخصيص، وهو ضمن الإعجاز القرآني الذي لا ينتهي.
معنى كلمة امرأة
ويوضح العلماء أن كلمة امرأة تعني سيدة ، و هذه الكلمة كُتبت بطريقتين كما ذُكرت في القرآن الكريم ، و هما (امرأة و امرأت) ، و الفرق بين كليهما هو أن امرأة بالتاء المربوطة تطلق على النسوة في حالة النكرة ، في حين تطلق كلمة امرأت بالتاء المفتوحة على النسوة في حالة التعريف ، و قد ذُكرت بهذه لطريقة في أكثر من موضع في القرآن الكريم كان من بينها ما ذكر فيه الحديث عن امرأة العزيز ، تلك التي راودت سيدنا يوسف عليه السلام عن نفسه.
قال تعالى: «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (يوسف 30)، بينما في موضع آخر يقول المولى عز وجل: «وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ» (الأحزاب الآية 50).
زوجة نبي ولكن
أيضًا ذكرت (امرأت) في الحديث عن زوجتي لاثنين من الأنبياء، إلا أنها خالفتا ما جاء به أزواجهما، كما أنه لم يختلف الحال عن استخدامها للحديث عن امرأة فرعون التي أطاعت ربها، وخالفت زوجها.
قال تعالى: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ» (التحريم 12)، بينما في حالة لحديث عن امرأة في العموم (نكرة) فإن القرآن يشير لها بلفظ (امرأة)، كما في قوله تعالى: «وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ »، وقوله تعالى أيضًا: « وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا».
..