12-19-2022
|
|
اللسان وصفاء الروح
*
اللسان وصفاء الروح
إن اللسان من نِعَم الله العظيمة، ولطائف صُنْعه الغريبة،
فإنه صغيرٌ جِرْمُه، عظيمٌ طاعتُه وجُرْمُه؛ إذ لا يستبين الكفر والإيمان
إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان؛ انتهى كلامه.
إن أجمل استثمار لروحك حين تعمل على إحيائها وصفائها دومًا..
ومن وسائل ذلك عنايتك بلسانك.. لسانك الذي لو أطلقت له العنان لكان
سببًا في هلاكك وضياعك.. استثمره وهذِّبه تهذيبًا شديدًا..
وإن استطعت
أن تمزجه بالعسل فافعل.. وإن لم تستطع فألجمه
وضيِّق الخناق عليه قبل أن يهلكك ويُشتِّت شملك، ويُفرِّق جَمْعَك،
ويُبعِد عنك أحبابك، ويجلب لك مغضبة ربك.
رُبَّ كلمة تُقلِّل من أجر صيامك، وسلامة دينك، ورضا ربِّك
وتُكرِّه فيك الخلق أجمعين.. ورُبَّ أخرى ترفع قدرك، وترفعك
إلى عليِّينَ، وتجعلك عند الله وسط الخلق سيد قومك؛ قال تعالى:
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
...
اللسان وبعض مجالات الاستثمار والصفاء الروحي:
1- أشغله بذكر الله، قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾
[الأحزاب: 41، 42].
وروي أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ،
فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به، قال: ((لا يزالُ لسانُك رَطْبًا من ذكرِ اللهِ))؛
الراوي: عبدالله بن بسر|المحدث: الألباني|المصدر: صحيح الترمذي،
الرقم: 3375|خلاصة حكم المحدث: صحيح.
استخدمه في الدعوة إلى الخير، وإصلاح ذات البَيْن،
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال تعالى:
﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ
نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].
3- استخدمه فى الكلمة الطيبة التي تبني ولا تهدم، وتُؤلِّف
ولا تُفرِّق، وتَسُرُّ ولا تضُرُّ، قال سيدنا وقدوتنا محمد عليه الصلاة
وأتم التسليم: ((والكلمة الطيبة صدقة))؛
(رواه البخاري [3 / 1090] برقم: [2827]، مسلم [2 / 699] برقم: [1009]).
4- بلسانك اشكُر من يستحق الشكر، أثنِ على المحسن، شجِّع المجتهد,
احترم من هو أكبر منك, اعطف على من هو أصغر منك,
تحبَّب به إلى شريك حياتك, قدِّر ذوي العلم والمكانة, ثبِّت الحيران
التائه, خفِّف عن المكلوم وقدِّم تعزيتك للمصاب, هنِّئ من أصابته نعمة.
الخلاصة: تاجر بلسانك مع الله.
..
اللسان وبعض مجالات الشر والتعاسة الروحية:
1- احفظه عن كل ما يضُرُّك في دينك، أو عرضك أو عرض الناس،
أو علاقتك بالناس وبربِّ الناس بل وبعامة الناس.
2- أمسكه عن الكذب على نفسك وعلى الناس،
لا تمكر به عليهم ولا تخدعهم، أمسكه عن اللمز والطعن
والسخرية والاستهزاء، ومن الغِيبة والنميمة، ومن شهادة الزُّور،
ومن الشتم واللعن، ومن الأيمان الكاذبة
منقول
*
*
|
|
|
|
لـتكن لنا أرواح راقيــه ,,
نتسـامى عن سفـاسف الأمـور
وعـن كـل مـايخدش نـقائنـا ,,
نحترم ذاتنا ونـحتـرم الغـير ..
عنـدمـا نتحدث.. نتحـدث بِعمـق
ونـطلب بـأدب .. ونشكر بـذوق ..ونـعتذر بِـصدق ..
نتـرفـع عـن التفاهـات والقيـل والقـال
نحب بـصمت.. ونغضب بـصمت
وإن أردنا الـرحيل .. نرحـل بـصمت
....
|